تعز.. على موعد جديد لإسقاط الإخوان

الثلاثاء 09 ابريل 2019 - الساعة 03:23 صباحاً

كانت المدينة القديمة في فبراير 2011م خارج مربع الثورة، كـ أمر يتعلق بالدّيموغرافيا لهذه المدينة، ثم لأسباب السياسة العامة التي رسمت لهذه البنية الاجتماعية من قِبل النظام السابق وجعلها مغلقة أمام أي تحديث.. ولم يمر الوقت كثيراً حتى انتفضت اليوم من تحت الرماد، وخرجت في مسيرة سلمية رافعة شعار الثورة، فيما الإصلاح عاد إلى موقعه الأصلي، وهذا الذي كان من المفترض أن يحصل في 2011م، كي تستقيم المعادلة الثورية.

ومن أجل أن تستقيم المعادلة اليوم، ينبغي أن يتحول الشارع إلى معارضة في وجه السلطة المليشاوية، ومن أهم أهدافه تجريد هذه السلطة من الصفة (الدولة) التي تتخذها كغطاء لتصفية الخصوم، ولعل البداية التي انطلقت من خلالها تعز والخروج للشارع، هو المسار الصحيح للثورة، لاسيما وكل الشعارات التي رُفعت هي أهداف ثورية فبرايرية، خصوصاً فيما يتعلق باستعادة المؤسسة الأمنية والعسكرية.. وإصلاحها.

 

رفع اليوم الجمهور شعارات تطالب بالإفراج عن المختطفين، وذكّرني ذلك بأيوب وأكرم حميد، ورُفعت شعارات ترفض اللجنة الأمنية وحقدها الذي صُب على أناس عُزَّل، تذكرتُ محرقة المدينة القديمة ومحرقة ساحة الحرية، ورفعت شعارات الشعب يريد إسقاط النظام، وداهمني صلف الإخوان الذين شاركوا في حكم صالح، ولم يعتبروا من نهايته، حتي قدموا أنفسهم اليوم أقبح سلطة مليشاوية عرفتها اليمن، ورفعت شعارات "يا أحزاب صحوا النوم، ثورة ثورة كل يوم" وذلك إنذاراً للأحزاب المتواطئة مع هذه المليشيات التي تعبث بتعز.

 

أيضاً شاهدت الحماس الثوري مرسوماً في ملامح المشاركين، وفي أقدامهم الطاهرة.. في أوجه النساء أيضاً شاهدتُ شرارة الثورة والمعاناة.. لمحتُ تلك الفتاة بعنفونها الفبرائري، وهي تهتف: "يا شباب اليمن ثوروا يا عمال يا فلاحين، دمروا القوة الرجعية، شيدوا الدولة المدينة.. يا عمال يا فلاحين".

 

المعافر، خرجت تصيح: "قسماً بأن نناضل كل يوم من جديد، ونسقي من دمائنا تربة اليمن السعيد".

ومن منكم لا يعرف المعافر، إنها مسيرة الحياة ومصطفى الحضرمي وعبدالوالي الحاج.. إنها السواء الخالية من أي اعوجاج، وإنها الصنه المرصّعة بالحب والحرية، إنها الإنسان باسم الحاج.. وكفى.

 

 

المواسط، وصوتها القُدسي، جاءت بروح عيسى محمد سيف، خطت بأقدام المشروع الوطني، وعلى سجادة الدولة التي فيها يعيش الجميع وأنا.. جاءت بحشود سلمية كبيرة كما لو أنها صبر، ما لتعز الثورة غير صبر النضال.. صبر التي غيّرت معادلة الحرب، وتحرّرت من براثن الانقلاب، وغيّرت معادلة الثورة، وصنعت مسيرة الحياة.. ففيها الاشتراكي العتيد والأبي محمد صبر، ومنها الناصري المتين الذي قال نحن من صبر يوم أحرقت دبابة الانقلاب بشعلة نار، وفيها المقاتل ناظم العقلاني الذي يذود في ميادين الشرف من أجل الدفاع عن تعز في بوابتها الغربية.

 

هذه هي الثورة الحقيقية، رغم الغصة التي عشتها وأنا أشاهد شارع جمال الذي كان رمزاً للسلمية، كيف حوله الإصلاح إلى ثكنة عسكرية يحكمه البرابرة والجنجويد، يقابله حماس ثوري بانطلاق المسيرة من الباب الكبير الذي يمثل معلماً لتعز الهُوية، وانخراط مجتمع المدينة القديمة إلى مربع الرفض والثورة يحيي الثورة، وإن كانت على المدى البعيد ويقوم مسارها بما يعزز حق الجميع بالحياة والحرية ويضمن الحقوق للجميع.. حيا بهم حيا بهم. 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس