المسلمون كلهم شيعة..وهذه هي المشكلة!

الاربعاء 12 ابريل 2017 - الساعة 07:30 صباحاً

 

التشيع (بمعنى التحيز لال البيت وتقديسهم) ظاهرة موجودة عند السنة والشيعة على حد سواء.
واكثر اهل السنة تطرفا في الفقه تجدهم متشيعو الهوى والوجدان.
الشافعي مثلا كان سني الفقه شيعي الهوى، وكذلك ابو حنيفه ومالك واين حنبل.
ان الاحاديث التي تدل على شرف وخصوصية ال البيت موجودة اساسا في كتب السنة (احاديث العتره، واحاديث فضل ال البيت والصلاة على ال البيت).
بل ان كبار علماء السنة اعتبروا محبة ال البيت فرضا واجبا وساندوهم باعتبارهم الاحق بالحكم.
ولا زال المسلمون عموما يتعاملون مع شخصيات الامام علي والامام الحسين بتقديس مفرط لا يسبغونه حتى على كبار الصحابة كأبي بكر وعمر.
بل ويؤمنون ايمانا كاملا ان الحق كان مع علي والحسين في أحداث الفتنة الكبرى وما بعدها، مع انهما كانا طلاب سلطة كغيرهم.
لا شك ان تقديس اسرة معينة حتى ولو كانت اسرة النبي سلوك لا عقلاني وعنصري.
لكن العنصرية كانت متجذرة في الفقه الاسلامي نفسه. ولا ننسى ان المذاهب الاسلامية اجمعت كلها على حصر الخلافة في قريش باستثناء نفر من الخوارج والمعتزلة.
"السلالية" في الدين ثقافة عربية خالصة انتقلت من المجال القبلي الى المجال اللاهوتي.
فنحن لم نسمع ان اليهود يصلون على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. او ان موسى قال لليهود اتبعوا عترتي ال بيتي.
او ان المسيحيين اعتبروا الحكم محصورا في قبيلة المسيح او ابناء عمومته!
تم اختراع القرسية والهاشمية ومحبة ال البيت لاحقا وبالتحديد في القرن الثاني الهجري. وهو نفس القرن الذي تم فيه تأسيس المذاهب "المحمديه" و "العلوية الحسينية".
الذين وضعوا محبة آل البيت ضمن ميثاقهم الدعوي هم الزنداني و علماء الاخوان. والذي طالب بدفع خمس ثروات للوطن لال البيت هو سني متعصب.
الخلاصة ان الخلل ليس في مذهب معين لان الاسلام الكلاسيكي حول ال بيت محمد الى عائلة مقدسة. انما الخلل في جذور العقل الفقهي نفسه.
وتشذيب بعض الاغصان الناشزة لن يحل المشكلة دون اعادة تأصيل الاصول.
فنحن مثلا بناء على المرويات المنقولة نصلي على ال بيت محمد 5 مرات يوميا عندما نقرا التشهد عقب كل صلاة.
وهذا شيء غير مفهوم ما دامت الصلاة علاقة مباشرة بين العبد والرب ولا مكان للعائلة المقدسة داخلها.
اقتربوا من الجذور ولو قليلا....

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس