اين الجيش الوطني ؟

الاثنين 03 يونيو 2019 - الساعة 07:12 صباحاً

تم تصفية الشهيد ابراهيم الحمدي وتم تصفية المؤسسة العسكرية معه ، حيث قام ابراهيم الحمدي ببناء المؤسسة العسكرية وتوحيدها غارسا" فيها عقيدة الولاء الوطني لتنحل كل الولاءات القبلية والمناطقيه والأسرية والشخصية داخل الجيش وتحل عقيدة الولاء الوطني محل كل تلك الولاءات واصبح الجيش جيش للوطن وجيش للشعب  ، ومع تصفية ابراهيم الحمدي تم فكفكة المؤسسة العسكرية والأمنية وتصفيتها ، حيث تعهدت ادوات اغتيال الحمدي وتصفية نظامه والتزمت كوكيل داخلي لراعي الاقليم بعدم السماح بقيام جيش وطني ولكي يتم ضمان ذلك وضمان استمرار ادوات الاغتيال الداخلي في الحكم تحل قبائل الهضبة محل الجيش الوطني على ضوء ذلك وفي لحظة التزاوج تلك تشكل مجلس مشيخ قبلي غير معلن واعلن فقط عن رئيس هذا المجلس الذي يسمى بشيخ مشائخ اليمن باعتبار هضبة شمال الشمال تختزل فيها المشيخة في اليمن لاعتقادهم او لما يريدون تأسيسه ليصبح هذا المجلس هو الحاكم الفعلي ويصبح فيه للرئيس شيخ لا يقوم امره الا به واصبح لكبار مشائخ قبائل الهضبة داخل مجلس المشيخ هذا نصيب من ايرادات الدولة بنسب تتحدد بموجب حجم القبيلة ومقدرتها حتى وصل الامر الى نسب ثابته في النفط والغاز ليكون لكل شيخ نسبة فيه اضافة" الى ميزانية الرواتب الشهرية المعتمدة من سابق والتي تصلهم من راعي الاقليم الى ان وصلت شدة الارتباط بين رئاسة الجمهورية وهذا المجلس ان يصبح مشائخ المجلس شركاء في تجارة السلاح مع مافيا تهريب السلاح وبيعه عبر المخاء للقرن الافريقي وغيره ومن خلال رئيس الشيخ الذي جعل من معسكر خالد بتعز وجبال صنعاء مخازن لتهريب وبيع وشراء السلاح الذي تصل قيمته بمليارات الدولارات..

 

على ضوء ذلك بدأت فكفكة المؤسسة العسكرية الى ان انحلت عبر تشكيل وهمي يسمى الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع  ، حيث اتبعت منهجية افراغ الجيش بجيش الكشوفات واصبح كل لواء عسكري في الحرس الجمهوري او الفرقة الأولى مدرع في الكشوفات مثلا" الف وخمس مائة جندي وفي الواقع ثلاثون الى خمسين جندي يتوزعون على اكثر من موقع عسكري بحسب المواقع العسكرية التي يمتد بها كل لواء وكل موقع عسكري لا تتجاوز فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الحد الادنى الذي يفترض ان يتسلح به كل موقع ليصبح الجيش جيش على ورق وكشوفاته الوهمية لا تعدوا من كونها كشوفات ايرادات لأشخاص من خزينة الدولة..

 

الى ان جاءت الوحدة فتكفل نظام الحكم الذي قام بتصفية ابراهيم الحمدي ونظامه بتصفية الجيش الوطني الجنوبي كمؤسسه عسكريه وطنيه ومهنيه عبر عملية تسريح بعد حرب صيف 94م وبعد عملية الاجتياح التي قامت بها قبائل الهضبة عبر الداعي القبائلي مدعومة" بمقاتلي جهادين التزاما" بالعهد الضامن لراعي الاقليم بعدم السماح بتشكل جيش وطني مع ان راعي الاقليم اعلن ان عدن خط احمر معلنا" دعمه وموقفه المؤيدة لعلي سالم البيض الا انه بنفس الوقت كان يعطى الضوء الاخضر لوكلائه الداخلين بسرعة عملية اجتياح عدن..

 

المصيبة اننا مازلنا لا نريد ان نفهم وما زلنا لا نريد ان نتعلم ونستفيد من التاريخ

فما زلنا نحن وما زال راعي الاقليم هو نفسه ومازالت قبائل الهضبة هي نفسها كل ما تغير فقط الأغطية والعناوين..

 

ليصبح جيش الكشوفات لا يعدو من كونه سوى غطاء للجيش القبلي الذي يمثل سلطة الاخضاع لهيمنة مشيخية الهضبة التابعة لراعي الاقليم والذي يصل في حالة الداعي القبلي لشيخ مشائخ المجلس بإعلان النفير العام الى الاربعين الالف واكثر..

 

لتستمر الحكاية ويستمر الداعي القبلي يخدع داعي الثورة  وتلبسها كالشيطان باستمرار حتى يومنا هذا ومازال عهد الهضبة لراعي الاقليم قائم حتى الأن والالتزام ساري ما يؤكده ان الشرعية اليوم بقيادة عبده ربه منصور وعلي محسن الاحمر مازالت تشكل جيش كشوفات ومليشيات في مأرب وعدن وتعز وصل عدد افراد هذه الكشوفات الى نصف مليون يعني خمس مائة الف جندي وفي الحقيق لا يوجد سوى مليشيات تتبع بولائها اشخاص وجهات تتنازعها الولاءات يقابلها في الطرف الاخر مليشيات الهضبة  ، لم يخرج من سياق العهد والالتزام لراعي الاقليم في لحظة زمن فارقه سوى تشكيل واحد هو اللواء 35 الذي يقوده قائد وطني شريف وهمام ، هذا اللواء هو النواة الحقيقة للجيش الوطني الذي يمكن ان يتشكل في المستقبل الذي اسأل الله ان يحفظ هذا اللواء وقائده من مؤامرة التصفية والاحلال التي توجد لها نوايا مؤكده والتي يتطلب الواجب الوطني والمسئولية التاريخية من هذا اللواء وقائده وافراده التيقض التام اليوم وغدا" ..

 

لو ان هنالك حرس جمهوري كما كان يقال ويتوهم الناس لما كان مصير الهالك هكذا ولو كان هنالك فرقة اولى مدرع كما كان يقال ويتوهم الناس لما كان مصير علي محسن هكذا ولو كان حول تعز ثلاثة عشر لواء من الحرس الجمهوري بقوام حقيقي ومعدات في الحد الادنى لا ابتلعت تعز ولما استعصت تعز وصمدت كل هذا الصمود رغم الخذلان الدائم من قبل الشرعية الا لأنها تقابل قبائل الطوق البربري الذي قام الشيخ / جليدان بإعلان النكف القبلي عليها حين اصبحت تعز مقبرة لمقاتلي الهضبة واستنزفتهم حد الخرافة ..

 

حين فكر الهالك علي عبدالله صالح بتشكيل عسكري خاص لم يسمح له مجلس المشيخ سوى بعدد اربع مائة الى ست مائة فرد تم تسميتهم الحرس الخاص لم يغنوه ولم يسمنوه من جوع حين جاع وقرر مجلس المشيخ التخلص منه ..

 

طالما ان مليشيا تحارب مليشيا فإن الحرب مستمرة ولن تنتهي لأن وراء المليشيات عادة" يكمن تجار الحروب..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس