الحزبية من وجهة نظر البعض!

السبت 27 يوليو 2019 - الساعة 04:32 صباحاً

ينطلق البعض في انتماءه الحزبي من رغبته في مواراة عجزه وفشله في الحياة العامة وهروبا من عدم القدرة على تحقيق احلامة في الجانب العملي , ولذا تجده يظن بان الارتماء في في حضن احد الاحزاب _ خاصة اليسارية منها _ يعفيه من الناحية النفسية من جلد هذا الاحساس من حيث كونه صار ينتمي لقضايا الناس ومدافعا عنها , ولذا فهو يدفع ثمن مواقفة العامة والوطنية وليس عجزا او فشلا.

هناك ايضا من يرى ان الانتماء الحزبي يخلصه من عقد ضعف الشخصية وينتشله من احساس البقاء في الهامش الثقافي , وبالتالي يرى بأن حزبيته قد اكسبته قيمة ما وباتت تسجل له حضورا وتضعه محل اعتبار واهتمام الاخرين.


هناك ايضا من يدى ان العمل الحزبي _ وفي بلد مثل اليمن وحكم علي صالح _ يمثل مدخلا مناسبا لتكوين الثروات وتحقيق الاحلام المادية , دون الحاجة لرأسمال غير رأس مال قلة الحياء والسلوك الانتهازي.

هذا النوع من الحزبيين تجدهم اكثر الناس مزايدة وابتذالا في استعراض مواقفهم وانتماءهم الحزبي


كما يتميزون بالانتهازية المفرطة ويظلون في احزابهم يمثلون صورة فوتوغرافية للواقع بكل امراضه , التي يفترض بإي منا انه انتمى لهذا الحزب او ذاك من اجل تغييره نحو الافضل الثقافي والاجتماعي والوطني عموما.


مثل هؤلاء الحزبيين وبهذه السلوكيات والامراض والعقد الاجتماعية والمشاكل النفسية , تجدهم ايضا في اوساطهم الحزبية اكثر انتماء لهذا او ذلك من القيادات , ومن يرى انه القادر على تحقيق احلامه المريضة وسلوكه الانتهازي .

بمعني تجده اكثر ولاء للاشخاص بدلاء عن الولاء للتنظيم السياسي ومشرعه الوطني وبرنامجه السياسي.

المشكلة انه وفي اوساط الاحزاب العقائدية وجد من القيادات من يشجع على مثل هذا السلوك , وبما ادى الى خلق حالة شبه عامة من الانتهازية والولاءات الشخصية التي اوصلت احزاب اليسار تحديدا الى هذا الضعف والغياب الجماهيري والوطني , في مقابل تسيد احزاب المشاريع الصغيرة واعني بها احزاب مشاريع ماقبل الدولة.

من هذا المنطلق اجد نفسي معنيا من خلال طرحي على هذا الصعيد , بتنظيف احزاب اليسار من هذه الاوساخ العالقة بها والمعيقة لحركتها والوفاء لمبررات وجودها في تمثل احلام الناس, وفاء لناريخها وشهداءها امثال فتاح والحمدي وعيسى , وكل من سار وانتهى على دروبهم النظيفة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس