دعه يعمل ..دعه يمر !!

الاربعاء 28 أغسطس 2019 - الساعة 04:47 صباحاً

نظرية تسويقية عالمية في الاقتصاد المفتوح والحر ، يبدو أنها تسحب نفسها بقوة إلى عوالم السياسية ، ولم لا و الاقتصاد كما يقال مخ السياسة ، وكل مشاريع الأجندات الصغيرة التي ترسم في منطقتنا العربية عموماً ، و اليمنية خصوصاً يحاول أن يتيح لها الراعي الدولي الرسمي ، وليس الإقليمي أو المحلي أن تمر وتتمدد وتتشكل وفق خرائط طريق و تفكيك للجغرافيا وللنظم وللتاريخ وللأوطان وحتى للقيم والأديان جزء أصيل منها باعتبارة في جوهره قيمة .

سنشهد خيبات وانكسارات و هزائم لا أول لها ولا آخر ، و لم يسبق أن شهدها التاريخ العربي ولا حتى في عصور الظلام والانحطاط ، وما لم نستشعر جميعا " الخطب ؛ فإننا سنكون أدوات الصراع المغذية ووقوده معا" شئنا أم أبينا .

الجغرافية السياسية مرشحة لقيود خانقة ، وربما بسبب ركودها ، وهو ركود يتم صناعته عمدا " لتحويل المجتمع الى قطيع بلا قائد أو حامل ، وحتى يتم إعادة استخدام المنتج الباهت الذي لفظته لحظات الوعي بالتاريخ في مراحلها المفصلية التي لا تتكرر إلآ برؤية وإرادة ورجال .

الركود - الذي يصنع وسيقود وفق أجندة الرعاة الكبار - وبحسب علماء الميتافيزيقيا بحاجة إلى تحريك ، والانتقال من وضعية السكون إلى الحركة هي الأصعب على الإطلاق وفق قوانين الحركة .

والركود السياسي بدورة مرشح للانفجار ، و دوامة الانتقال قادمة وفق الاستحقاق الحضاري وحركة التاريخ .

والوعي بالتاريخ يستدعي اقتناص اللحظات الفارقة من عمره ، و التي يبدو أنها على وشك الانبلاج لتحدث انقلابات في منظومة العقل السياسي الجمعي في منعطفات العصف الذي تشهده البلد ، و أدوات فعلها السياسي ، والذي أتمنى أن يصب إيجابا " في خدمة قوى التغيير والحداثة ، و أن ينتشلها من حالة الركود والسلبية إلى آفاق المسؤولية الحضارية والوطنية والتأريخية .


نعم هناك خيارات تفرض بقوة ، ويعزز حضورها وفق هندسة محكمة اجتماعيا " ، وبنفس طويل ، وتستهدف الجغرافيا وقيم التعايش فيها ، كما تستهدف كل أنماط السلوك والقيم الايجابية مجتمعيا " ، واستبدالها بأنماط مغايرة تماما " لا تتناسب مع قيم المجتمع و اخلاقياته ، وتغذي الصراعات البينية ، وثقافة الكراهية والعنف والشحن ضد الآخر المختلف ، وضد الجغرافيا السياسية تضاريسا " ومجتمعات وهويات سياسية .

ووفق دراسات جيوسياسية بعيدة المدى ترعاها معاهد متخصصة ، و مراكز أبحاث لتقود إلى سيناريوهاتها المرجوة ، ويكفي أن تصب الزيت هنا ، و ترمي بأعواد الثقاب بجانبها ، و دون ان تلفت انتباه المستهدفين إلى ذلك ، ولن تحتاج الى استجماع انفاسك لتنفث فيها النار ، وسترى إلى أي اتجاه ستفضي ألسنة اللهب تلك ، و الذي لن تبقي ولن تذر ، وستتطاير ألسنته في كل اتجاه وسيعم دخانها كل الأرجاء .

و أدوات تلك الخيارات التي تفرض انماطها بقوة تصنع على مهل ، و بين ظهرانين مجتمعاتنا - ونحن منها - وعلى مرأى و مسمع ، وفي أنماط سلوكها مايؤكد ذلك الانحدار القيمي الذي يعزز حضورة كثقافة استقواء ، وغلبة ، ورفض للآخر في شكله الديني والسياسي والجغرافي والإنساني و حتى القانوني .


لتحقق أهدافها المرجوة في ( دعه يعمل .. دعه يمر ) ( تصميم جديد .. لبناء مختلف ) بتناقضات محكمة أو مستحكمة وموغلة في القطيعة والعدائية والخصومات والتناحر .

والمنتج المخرج سيكون كما ترونه راهنا " في مجتمعنا اليمني ، جغرافيات متطاحنه ومشاريع استحواذ ، و أجندات صغيرة ، ورهانات خاسرة ، وارتهانات ووصايات ، و هويات طاردة ، و لا وطنية و لا دولة واحدة ، وكل يتمسح بالشرعية وبطعنها في الخاصرة .

ولتدشن بعدها تلك الأجندات الصغيرة مشاريع التفكيك الطاردة للتعايش لكل مختلف في الانتماء والجغرافيا والسياسة والتمذهب .

اللحظات الفارقة في التاريخ بحاجة لانسان استثنائي ، و إلى قادة استثنائيين بالمقابل لقيادة التاريخ وإحداث تغييرة .

والزمن الذي نعيشه بظروفه الراهنة استثنائي بكل المقاييس .

ومن فاته قراءة الماضي فقد فاته وجه التأسي كما يقولون.

والحاضر الذي نحياه و نعيشه قادر على فك طلاسم ما اشكل على وعينا الجمعي والمعرفي ، وذاكرة المجتمعات الحية ليست مثقوبة ، وإلآ لكانت مجتمعات ميته .

لذلك سنقتنصها إن كنا للغيب حافظين !!
و للمستقبل والغد والوطن والأجيال حريصين .

لذلك لن نوغل في الغياب والسلبية والقطيعة ، ولن نستسلم لمشاريع التفتيت والأجندات الصغيرة ، ولن نسمح لهم أن يمروا بمشاريعهم الهدامة.

نظرية ( دعه يعمل .. دعه يمر ) نظرية تخديرية لتهيئة الملعب لقوى وأدوات بديلة بعينها ، لوراثة المشهد بمنتجاتها العفنة والمستهلكة ( سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً ) .

الأجندات المشبوهة لن تعمل ولن نسمح لها بأن تمر تحت أي مبررات أو اغراءات أو اغواءات ، ذلك مايجب أن يكون حاضرا " في الوعي السياسي الوطني الجمعي .

هي دعوة إذن لكل الشرفاء والمخلصين الى لملمة الصفوف وتوحيد الجهود ببرامج واعية ومسؤولة ، وقراءات جادة لتفويت الفرص على المتربصين بنا وبالوطن الخراب .

#لن_يمروا 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس