حديث الثورة والدولة "الاستقلال المنقوص" (2)

الاحد 29 سبتمبر 2019 - الساعة 04:45 صباحاً

 

    الثورة بدأت ولم تنتهي  وستستمر حتى تحقيق كامل أهدافها  ، و قد يستغرق ذلك  سنوات أن لم نقل عقود  ،"هذه الثورة  الفرنسية التي  انفجرت شرارتها في  آذار / مارس

  1789م  ، واستغرقت  ثمانية عقود ونيف  (86) سنة حتى استتب عودها واستقام  ظلها  وامتد تأثيرها  ليغدو من أعظم ثورات التاريخ  ، ولكن بعد  "  ( أن  صاغت أربعة عشرة دستورا"   لتستقر الدولة في نهاية المطاف ونجح الثورة أيما نجاح ) .

 

    فر  زين العابدين  ولم تتعقبه الثورة أو السلطات التي تشكلت على أثرها أو تطالب به على قضايا الفساد واستغلال النفوذ ووو  !!!

 

   وكيفت محاكمة مبارك بقضايا  قبول هدايا واستغلال موقعه  وتم تسويتها قبل البت في محاكمته ضمن صفقات ابرمها الأمريكان مع الإخوان  ولم تقدم ملفات إدانة من العيار الثقيل كصفحة بيع الغاز لإسرائيل أو قتل المتظاهرين وقضايا الفساد واستغلال النفوذ  ووو   !!!

 

 وإعطاء حصانه  واعفاء من المسألة القانونية لصالح  في اليمن !!!

 

   واستطاعت امريكا  أن توفر خروجا آمنا" أو  الكف عن المسألة والمحاسبة  أو توفير غطاء آمن في  إطار شكلي  لرجلها الأهم في  المنطقة  مبارك  ولأركان نظامه  ولا مانع من وجود كبش فداء  يتحمل وزر ما حدث من قتل للمتظاهرين ومهاجمتهم  !!

 

 أسباب الثورات .

 

    قبل  أن تتطلع الشعوب إلى الحرية والحقوق السياسية فإنها كانت تعاني من الفقر والبطالة والفساد والمحسوبيات والقمع والتنكيل  والتجهيل والانفجار السكاني الذي فاقم المشكلة الإجتماعية .

 

     اليمن ليبيا سوريا  مازالت رحى الانتقال إلى عوالم الدولة  ، وترسيخ أقدام الثورة بخياراتها الانتقالية إلى فضاءات بديلة  تحترم قيم المواطنة والديموقراطية وحقوق الإنسان  وتوفير فضاءات عاملة في شتى ميادين الحياة وفتح أفاق رحبة للعمل والاندماج المجتمعي  ، جاري ويبحث عن أدواته وآلياته في إطاره الوطني كرؤية جامعة  ،

 

    لذلك هذه النماذج الثلاثة  اليمن ليبيا سوريا  مازالت تحتكم للمتغيرات الخارجية أكثر منها للتغيير الداخلي  ، لاسيما وهذه الثلاثية  تحكمها  الجغرافيا السياسية والاقتصادية والمائية والتركية المجتمعية  .

 

     وتنازع القوى الاستعمارية الكبرى مواقع الاستراتيجيات وشواطئ الأقدام في منطقتنا العربية التي  تنام  على رمال من الذهب  ، وبيد

( فحاميها ) المتسلطين المتعجرفين  الأذناب.

 

     بينما  نجد الثورة العربية في تونس ومصر  هي الأفضل حالا "  ، و الأكثر استقرارا "   برغم التحديات و الخطوب التي تواجه هاتان الدولتان وغيرها  من دول المنطقة   ،

 

    ونقول أنهما  الأفضل بين نماذج الثورة العربية  فقد أفضت الثورة إلى انتقال نسبي نحو  الديمقراطية  ، وهو انتقال  في كل الأحوال  وموضع التقييم  يحسب للثورتان  مهما كانت التحفظات لدى البعض هنا أو هناك  .

 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس