عدنان الحمادي أم عدنان اليمني؟!

الخميس 26 ديسمبر 2019 - الساعة 01:22 صباحاً

 

بطريقة غير واعية للنتائج والمآلات تم اغتيال وتصفية الشهيد عدنان الحمادي، ولم يؤخذ بالحسبان أن القائد عدنان الحمادي لم يعد عدنان الحمادي بل عدنان اليمني الوطني الشريف والنزيه، والملهم للوطنيين والحامي للمواطنين القاطنين في نطاق مربع اللواء 35..

 

لم تكن فقط قيمة عدنان الحمادي تقتصر على أنه قائد أحد ألوية الشرعية بل كان أول يد أطلقت رصاصة المقاومة العسكرية وعدنان المنتصر في كل معاركه التي خاضها، ومثل القيمة الحقيقية للشرف العسكري والعقيدة الوطنية في الوقت الذي استسلمت بقية القيادات العسكرية وأفراد المؤسسة العسكرية للعقيدة المناطقية والمذهبية.

 

إن غباء من دبر ونفذ جريمة اغتيال القائد عدنان الحمادي، أكدت أنه كان عاجزاً عن ذلك رغم نفوذه وسطوته باستصدار قرار عزله وذلك خوفاً من إثارة واستفزاز الجماهير بما يمثل لهم عدنان من رمزية وكذلك خوفهم من أن بقاء القائد عدنان بعد عزله حياً كان سوف يحول عدنان الحمادي من القائد العسكري إلى خانة القائد الشعبي للجماهير والموجه لها لأنه كان قائداً عسكرياً وشعبياً في نفس الوقت.

 

لقد اعتقد الأغبياء أنهم قد قاموا بطي صفحة القائد عدنان لكنهم لم يدركوا أن تصفية القائد عدنان الحمادي هو حل مؤقت وغبي سيكلفهم رحيله الكثير من الخسائر السياسية بل حملهم عبئا سياسيا وقضية جماهيرية لن تسقط بالتقادم في وعي وذهنية ووجدان الجماهير..

 

كانوا يعتقدون أنهم قد ازاحوا خصماً عسكرياً من طريقهم لكنهم تفاجأوا بأن الخصم ليس عدنان بل الجماهير التي كانت تلتف حول عدنان الحمادي كقائد عسكري وشعبي.

 

كانوا يعتقدون أن الجماهير ستعتبر رحيل عدنان مسألة قضاء وقدر كونهم اصبغوا طابع الخلاف الأسري على قضية الإغتيال لكن الجماهير لم تنطل عليهم تلك القصص فهم على علم مسبق بأن العميد عدنان الحمادي كان محل استهداف في أكثر من حادثة وباكثر من سيناريو، فذاكرة الجماهير غير مخرومة كونها عايشت الأحداث بنفسها، وكون القائد عدنان الحمادي كان صريحاً في تعرية وفضح الأطراف الساعية لاستهدافه، واستهداف اللواء 35 مدرع بل إنه كان يصارح الجماهير بكل سيناريوهات الاستهداف وكان لصيقأ بالجماهير محتكاً بهم.

 

لقد تناسى الطرف الذي وقف خلف جريمة الاغتيال بأن البيئة الشعبية التي يتواجد فيها القائد عدنان الحمادي وينتمي إليها (منطقة الحجرية) ليست تلك البيئة الساذجة السطحية، بل هي بيئة تمتلئ بالمثقفين والإعلاميين والمفكرين والسياسيين، وقد خاضوا تجارب سابقة في حوادث مشابهة كاغتيال الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب والشهداء عيسى محمد سيف وعبدالسلام مقبل وقاسم منصر ومهيوب العرفي وأحمد سيف الشرجبي وذاكرتهم لم تنس كيف تم نفي كل من الراحل أحمد محمد النعمان وعبدالله عبدالعالم وهم مدركين حجم المؤامرة على رموز منطقة الحجرية التي تعتبر الناظم السياسي للأحداث الوطنية في اليمن على مر مراحل التاريخ المعاصر.

 

إن اغتيال الشهيد عدنان الحمادي أضاف لليمنيين ولأبناء تعز والحجرية بشكل خاص معلما جديدا على طريق النضال في سبيل بناء الدولة الوطنية المدنية الضامنة للمواطنة المتساوية والفرص المتساوية في الثروة والسلطة واغتيال العميد عدنان الحمادي ليس إلا بداية لتشكل وعي جماهيري عميق بقضاياه وحقوقه ومشروع وطني رافض للتسلط.

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس