هل إصلاح تعز بلا ضمير أم بحاجة إلى وخز ضمير

السبت 28 ديسمبر 2019 - الساعة 08:27 مساءً

إصلاح تعز يجهل مكانة  أيوب الصالحي وسط مجتمعه  مثلما كان مشركو قريش يجهلون مكانة  سعد بن عبادة وسط قومه . هذا ما لمسته من حديث  أحد قيادة الإصلاح لي.

 

  يقول خالد محمد خالد  : في كتابه. ( رجال حول الرسول ) بان  قريش لما اعتقلت سعد بن عبادة ، مارست معه أشبع أنواع  التعذيب . ويقول المؤلف أيضا : بإن قريش كانت تجهل مكانة سعد عند قومه... لهذا السبب  ارتكبت قريش حماقتها بحق زعيم الخزرج ...رغم هذا كان في المجتمع الجاهلي القرشي وجهاء يتسموا بالمروءة والقيم الإنسانية  الحميدة . بمجرد أن وصل لهم خبر بان سعد بن عبادة المشهور بالجود معتقل في قريش تدخلوا على الفور لإنقاذ حياته ، ورفع المظلمة  من خلال اطلاق سراحه .

 

 .يقال بان قريش في ذلك الحين  كانت تعيش في حالة من الجنون تعتقل أي شخص  قادم من يثرب ،استشعارا منها ، بأنه أهل يثرب  يهددوا آمنها واستقرارها ويسعون لانتزاع السيادة والملك والنفوذ التي نالته  قريش في وسط قبائل الجزيرة العربية.

 

من سيرة سعد بن عبادة نستلهم  الكثير من الدروس والعبر ،وكلما قرأت  قصة الصحابي الجليل سعد بن عبادة تذكرت رفيقي أيوب الصالحي  الذي اختطف من قبل مليشيا الإصلاح سواء كان هذا التشابه من حيث الطبائع المشتركة بين البشر  : من جود ومواقف حازمة وقول كلمة الحق مهما كانت المتاعب التي سيجنوها من قول الحقيقة ، أو من حيث  التطابق لبعض المواقف والاحداث .

 

     قال لي : ذات يوم  قيادي في المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح بتعز . (أيوب ليس بهذه الأهمية  وما الاستفادة الذي سيجنيه حزب الإصلاح من اعتقاله ؟) .. عرفت من حديثه معي  بأن إصلاح تعز يجهل مكانة أيوب ، مثل جهل مشركو قريش بمكانة سعد بن عبادة . وظنيت بأن إصلاح تعز سوف يبادر بإطلاق سراح  أيوب ، وأزلت الجهل الذي علق بأدمغتهم عن أيوب ، وسيصلحون الخطأ الذي وقع بها بعض حمقائهم ، مثلما عملت قريش مع حمقاءها عندما اعتقل سعد بن عبادة .. لكن أتضح لي  بأن الفارق الأخلاقي كبير بين مشركو قريش وحزب الاصلاح . إذا كان ذو المروءة والقيم الفاضلة داخل قريش تدخلت لرفع المظلمة عن سعد بن عبادة ، لكن للأسف الشديد يفتقر إصلاح تعز إلى أصحاب المروءة التي تبادر في اطلاق سراح الصالحي ورفاقه من المخفيين قسرا . يبدو بإن إصلاح تعز  يعاني من أزمة أخلاقية ولهفته للسلطة جعلته يصاب بالجنون ويفقد عقله ويتجرد من أبسط القيم والأخلاق الإنسانية .. السؤال المطروح : هل إصلاح تعز بلا ضمير أم بحاجة إلى وخز ضمير؟

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس