يوم غدٍ الإثنين سيخرج كل نشطاء تعز أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني ومستقلون، لوداع المغدور الشهيد أصيل بعد عامين من إعتقال جثمانه في المشفى. 

غداً الإثنين سيخرج شباب ونساء تعز لأن أصيل إبن كل بيت، وجُرح قلب كل أم، ودمعة معلقة على هدب خوف مدينة. 

غداً الإثنين سيخرج كل من يحمل على لحم ظهره أثر سوط جلاد ، ذكرى زنزانة ، حق مصادر ، صرخة وجع مكتومة وشقيق قتيل في نقطة جباية. 

غداً الإثنين.. سيخرج ناس تعز ليس في مسقط رأسه، بل من كل أزقة المدينة، سيكسرون حصار الشوارع، سيهتفون ضد موتهم اليومي، ضد قضاء مصادر  وميزان  عدالة مكسور  السوية،  لصالح قاتل ضد قتيل ،وصاحب حق ضاع حقه  تحت حوافر وحشية القوة. 

غداً الإثنين.. سيخرج ناس تعز لتسليم مظلومية أصيل إلى يدي الله ، ويعلنون أن صمتهم سكّينة أُخرى في قلب الشهيد، طعنة أشد إيلاماً لأنهم هم كل ذوي القربى، ممن ينتسبون اليه بالحلم بمدينة بلا دين سياسي ، بلا مليشيات بلا كل هذا السواد. 

غداً الإثنين .. سيخرج الناس ولن يغتالوا أصيل ثانية  بخوفهم، لن يشاركوا بالجُرم بالصمت والصوت الهامس الخافت الجبان. 

غداً .. سيُطوب أصيل قديساً بمراسيم الحضور الكثيف ،لن يكون جُنازاً بل عُرس بحجم السماء.