المفكر "النفيسي" يكشف أسباب فشل الإسلاميين في الوطن العربي ويدعوهم للانسحاب من المشهد السياسي

السبت 10 سبتمبر 2022 - الساعة 11:52 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات


يعتقد المفكر السياسي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي -الذي حلّ ضيفا على الحلقة الأولى من برنامج موازين - أن الحركات الإسلامية تفتقر إلى الرؤية الإستراتيجية وإلى عناصر النجاح

 

وبحسب النفيسي، فقد وقعت الحركات الإسلامية في العالم العربي في بعض الأخطاء في السنوات الماضية، أبرزها الخطأ في قراءة الموقف وتقديره، وذلك لأسباب موضوعية ومعقدة

 

كما انها - الحركة الاسلامية - أهملت العملية الفكرية، ولم يعد بها سوى قلة قليلة من المفكرين الذين يتعاملون مع المفاهيم، كما كان سيد قطب ومالك بن نبي، والبقية مجرد خطباء ووعاظ وهؤلاء يتعاملون مع العاطفة..

 

ومن وجهة نظر النفيسي، فإن الحركة الإسلامية تحمل مشروع ولكن الشعار الذي ترفعه "الإسلام هو الحل" هو من أجل التجييش والاستقطاب والتعبئة، وبهذا يؤكد انها تستخدام الدين لتحقيق مأربها الخاصها.

 

 وقال المفكر النفسي انها أي الحركة الاسلامية بحاجة لدراسات تفصيلية فكرية من أجل تحويل الشعار إلى برنامج. وتطرق ضيف حلقة برنامج "موازين" إلى تجارب الحركات الإسلامية في العالم العربي،

 

واشار إن الإخوان المسلمين في مصر أساؤوا تقدير الموقف سابقا مع الضباط الأحرار، وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2012. 

 

وكشف أنه انتقل إلى مصر عام 2012 من أجل تحذير جماعة الإخوان من مسألة الانتخابات، إذ قال لعماد عبد الغفور، نائب الرئيس، إنه يحذرهم من ترشيح رئيس للجمهورية من الإخوان ومن الاستيلاء على المؤسسة التشريعية.

 

ووفق النفيسي فقد نصحهم بأن يكونوا موجودين بصورة رمزية، في الانتخابات المصرية انذاك وبالابتعاد عن قياس السياسة بالشعبية.

 

وأرجع النفسي سوء التقدير لدى جماعة الإخوان في مصر إلى أن مكتب الإرشاد الذي كان يقرر -والرئيس السابق محمد مرسي ينفذ- يتكون من أعضاء منفصلين عمّا يدور في المجتمع وفي الساحة السياسية، الانسحاب من المشهد السياسي.

 

 ويرى أن العسكر المنتمين للجماعة ارتكبوا أخطاء كبيرة في إقليم دارفور وفي جنوب السودان رغم بعض الإنجازات التي حققوها بحسب النفسي

 

مسبباً مشكلة الجماعة في السودان بأن هناك قطيعة بين الإسلاميين والأطياف السياسية الأخرى..

 

غير أنه يرى في السياق نفسه أن التنظيمات الإسلامية لم تتعرض كلها للقمع، فتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن يعد من التنظيمات الكبيرة التي استطاعت أن تتعايش مع النظام الملكي.

 

ويدعو المفكر السياسي الكويتي الحركات الإسلامية بشتى أطيافها إلى الانسحاب من المشهد السياسي لبلورة رؤيتها الإستراتيجية، وبحث مسألة الكادر السياسي الذي تفتقده.

 

ونسج علاقات مع النظام الدولي، مشيرا إلى أن حركة طالبان بأفغانستان الآن في ورطة كبيرة لأنها لم تتواصل مع الدول الأخرى

 

كما يشير إلى أن التنظيمات الإسلامية يمكن أن تحل نفسها، وتخرج بأطر وصيغ أخرى بديلة لتتعايش مع الأنظمة ومطالبها، مؤكدا أن التنظيم وسيلة من وسائل الحركة الإسلامية وليس غاية.

 

 ورغم حديثه عن فشل تجربة الإسلاميين في الدول العربية، فإن النفيسي يشدد على دور القوى الخارجية وتدخلاتها في المنطقة، فهناك توجس من الإسلام لدى دول المركز بخاصة أميركا وأوروبا

 

يذكر أن برنامج "موازين" الذي يقدمه الإعلامي الكويتي الدكتور علي السند هو برنامج حواري أسبوعي معني بتناول قضايا الفكر الإسلامي المعاصر بالبحث والنقاش والتحليل، ويحظى إنتاجه بتعاون علمي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس