صعَّدت جماعة الإخوان وحزبها الإصلاح من هجومها  قبل أيام في مأرب ضد قوات محور سبأ العسكري التي تم تشكيلها حديثا في مديرية حريب، واستعرض الإخوان عسكريا كما شن حملات إعلامية تدعو إلى قتال قوات محور سبأ.

 

وبهذا يعبَّر حزب الإصلاح الإخواني عن قلقه من تواجد قوات محور سبأ وقوات العمالقة الجنوبية في مديرية حريب، حيث نفذ حملة تشويه وتحريض عبر أبواقه وقنواته الإعلامية ضد المحور والعمالقة.

 

وسخّرت قناة بلقيس، التابعة للقيادية الإخوانية توكل كرمان، كل جهودها لمهاجمة قوات محور سبأ، بذريعة الدعم العسكري واللوجستي التي تقدمه الإمارات، الشريك الفاعل في التحالف العربي، لقوات محور سبأ والعمالقة الجنوبية.

 

وتزامن الهجوم الإعلامي على محور سبأ مع استعراض ومناورة عسكرية بالطيران المسير لقوات الإخوان في مأرب، أراد الإخوان من خلال هذه المناورة إرسال رسائل عن استعدادهم لاستهداف أي تحرك في المحافظة من قبل القوات الموالية للمجلس الرئاسي.

 

ويعرقل الإخوان أي إجراءات لمجلس القيادة الرئاسي بشأن تغيير قيادة السلطة المحلية في محافظة مأرب الموالية لهم، وسبق وأن تمردوا على قرارات مجلس القيادة في شبوة.

 

ومن المتوقع صدور قرارات من مجلس القيادة الرئاسي، بإقالة محافظ مأرب سلطان العرادة الموالي للإخوان، الذي يجمع بين منصبين وهما محافظ مأرب وعضو مجلس القيادة.

 

ويعلق أبناء وقبائل مأرب آمالهم على محور سبأ الذي تم تشكيله مؤخرا، في مديرية حريب، للخلاص من المشروع الإيراني، وتطهير مديريات المحافظة من سطوة مليشيات الحوثي.

 

وتشكل محور سبأ عقب تطهير مديريات بيحان الثلاث، ومديرية حريب مأرب، من مليشيات الحوثي، بدعم وإشراف من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

ويتكون محور سبأ، الذي يقوده القيادي البارز "أبو الحارث" عبد الهادي القبلي المرادي، من ستة ألوية عسكرية، ومعظم الأفراد من أبناء مأرب والمحافظات المجاورة.

 

ويعتبر عبد الهادي المرادي من أشد المناهضين للمشروع الإخواني، وأبرز خصوم الحوثي في مأرب، حيث تعرض منزله لقصف صاروخي حوثي كما خسر أربعة من إخوانه في المعركة ضد الحوثي.

 

ويعول أبناء مأرب على محور سبأ وقوات العمالقة الجنوبية لتطهير مديريات المحافظة من مليشيات الحوثي، التي سقطت بتسهيل من قوات الإخوان.

 

وعبّر حزب الإصلاح عن انزعاجه من محور سبأ في مأرب، حيث يسعى عبر أبواقه الإعلامية إلى تشويهه والتحريض عليه لمجرد أنه يضم أبناء مأرب ولا يتبع الإصلاح في القيادة.

 

ويرى سياسيون أن تشكيل محور سبأ جاء لهدف تعزيز وتدعيم موقف مأرب العسكري أمام عربدة الحوثيين وليكون جزءًا من المعركة الوطنية هناك، كما يهدف لتصحيح وضع المحافظة، وإنهاء عبث وفساد الإخوان.

 

وتعيش المديريات المتبقية في مأرب وضعًا مأساويًا صعبًا نتيجة سيطرة حزب الإصلاح الإخواني وجناحه العسكري على مفاصلها الإدارية والأمنية والعسكرية.

 

 

وتعرض أبناء وقبائل مأرب للتهميش والإقصاء، منذ سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل المحافظة، غير أن تشكيل محور سبأ يعتبر أملهم الأخير لانتزاع حقوقهم المنهوبة، وتصحيح وضع المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

 

 

وحققت القوات العسكرية، التي تشرف على تجهيزها وتسليحها دولة الإمارات العربية المتحدة، نجاحات كبيرة، ومثالا على ذلك انتصارات العمالقة الجنوبية والأحزمة والنخب الجنوبية في الجنوب والساحل الغربي.

 

وجاء تشكيل محور سبأ بعدما فقد التحالف العربي ثقته فيما يسمى بـ"الجيش الوطني" المخترق من حزب الإصلاح الإخواني، بعد الخيانات الكبيرة التي حصلت في الجبهات المتقدمة بمأرب والجوف والبيضاء وبيحان.

 

ويرى مراقبون أن التحولات الأخيرة في شبوة وتشكيل محور سبأ تشير إلى أن التحالف العربي بدأ فعليا تطبيق استراتيجية أخرى، بإسناد مهمة تحرير محافظة مأرب وتأمينها لقوات وطنية من أبناء المحافظة.

 

 

واعتمد التحالف العربي على قبائل مأرب الكبيرة غير الموالية لجماعة الإخوان، وأسند مهمة ترتيب محور سبأ إلى القيادي عبد الهادي القبلي المرادي، بعد خذلان التحالف ومأرب من قبل الإخوان خلال السنوات الماضية.

 

 

وتبدو الأمور مواتية أمام أبناء وقبائل مأرب لتصحيح وضع المحافظة، وإبعاد أدوات الفشل والفساد من رأس السلطة والجيش والأمن، واستغلال الحراك الشعبي في المحافظة الجنوبية ضد الإخوان لإكمال المهمة.

 

وقال الناشط السياسي حمزة طليان المرادي إن أبناء مأرب لن يقبلوا بعد هذه الدماء التي سفكت دفاعًا عن المحافظة، وصاية الأحزاب في الأراضي السبئية.

 

 مؤكدا أن محور سبأ هو جيش مأرب الحقيقي، ومكون سبأ السياسي هو مكون أبناء مأرب الوحيد وممثلهم.

 

وأكد المرادي أن محور سبأ مستمر في بناء قوة ضاربة، من أجل تحرير كل شبر من مأرب والجوف والبيضاء، وسيتم تطهير حقول النفط وصافر وجميع المديريات من عصابات الإخوان والحوثي.

 

من جانبه قال الصحفي عامر ثابت العولقي، إن ‏ألوية محور سبأ جاهزة وكلهم من أبناء ‎مأرب، وقد آن الأوان للتحرك وطرد العصابة الحزبية المارقة من ‎مأرب وتحرير بقية مديرياتها.