احتفال الإخوان بثورة سبتمبر .. إيمان أم تكتيك..؟

الاثنين 19 سبتمبر 2022 - الساعة 10:49 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

يحيي اليمنيون الذكرى الستين لثورة 26 سبتمبر التي أعلنت عن قيام النظام الجمهوري، على أنقاض النظام الامامي الكهنوتي الذي أعاد اليمن قرونا إلى الوراء، لتكون الثورة بمثابة ميلاد جديد لليمن الجديد.

 

وفي خضم الإحتفالات الشعبية والرسمية بذكرى الثورة يبرز إحتفال التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن بالذكرى، واضعا العديد من التساؤلات عن حقيقة هذه الاحتفالات بين الإيمان بالثورة والتكتيك السياسي، خاصة إذا ما عرفنا موقف جماعة الإخوان من قيام الثورة.

 

والقارئ للتاريخ يدرك جيدا أن جماعة الإخوان كان لها موقفا سلبيا من حركات التحرر العربي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بل إن الجماعة وقفت ضد العديد من ثورات التحرر العربي باعتبارها ثورات ناصرية التوجه بما فيها ثورة اليمن.

 

وفي هذا السياق استنكر القيادي الإخواني والبرلماني عن التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبدالله أحمد علي العديني احتفالات الاصلاحيين بثورة سبتمبر مذكرا إياهم بموقف الجماعة المعادي للثورة.

 

العديني قال، إنهم أقاموا حركة الإخوان المسلمين ضد ثورة 26 سبتمبر 1962،مضيفا "أقمناها بـ”عبده محمد المخلافي” في 1965م، و جاء بعد ياسين عبد العزيز في 1968، و جاء عبد المجيد الزنداني.

 

وأكد العديني أنهم أنشأوا حركة الإخوان المسلمين في اليمن على اعتبار أن ثورة 26 سبتمبر ثورة جاهلية، و أنها نظام يجب أن يسقط، وعلى أنقاضه يقوم النظام الإسلامي.

 

و انتقد العديني من يعطي الرمزية لثورة سبتمبر في الوقت الحالي. مطالبا من يعطون الرمزية لـ”26″ سبتمبر اليوم، بأن يقولوها صراحة بأن ثورة 26 سبتمبر تحت الأقدام.

 

الكاتب الراحل محمد ناجي أحمد كان قد كتب بوقت سابق إن "ما يطرحه عبد الله أحمد علي في خطبه وتسجيلاته لا يخرج عن مسار الإخوان المسلمين، فمن عباءتهم تصدر أفكاره وخطبه".

 

ويضيف محمد ناجي أحمد "بهذا يكون عبد الله أحمد علي العديني بكل سذاجته وصراحته، هو التكرار لمحاضرات وخطب الزنداني والديلمي، في موقفه من الدولة (المدنية) ومن القوميين والإشتراكيين وأهداف ثورة 26 سبتمبر، وكل ما خرج من عباءتها".

 

ويشير محمد ناجي أحمد إلى أن "الرجل كان صريحاً وواضحاً ومعبراً عن باطن وظاهر الجماعة. فلقد وقفوا طيلة حرب الـ8 سنوات (1962-1970) طابوراً خامساً للإرجاف وتوزيع المنشورات المثبطة لعزيمة السبتمبريين، لا ليعود النظام المتوكلي لحكم اليمن، وإنما ليسقطوا النظام السبتمبري خدمة للكيان السعودي، وذراعاً وهابية لإغتيال العقل والوطن".

 

وبحسب الناشط سمير النابهي فإن موقف العديني من ثورة سبتمبر هو الموقف الحقيقي لحزب الإصلاح الذي يتغنى بثورة سبتمبر من باب التكتيك السياسي لا أكثر، خاصة إذا ما عرفنا أن منهج الإخوان لا يؤمن بالفكر التحرري، بقدر إمانه بضرورة الوصول إلى السلطة كغاية يطلق عليها بالمنهج الإخواني بالتمكين".

 

وما بين الإيمان بالثورة والتكتيك السياسي يبقى الموقف المعلن لحزب الإصلاح في صف الثورة، وهو ما يستدعي من الحزب موقفا من جماعة الإخوان التي وقفت ضد حركات التحرر العربي، وبقيت ولا تزال أداة في يد الاستعمار.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس