8 أعوام من النسيان الحرب تفاقم ظروف معلمي لغة الإشارة باليمن

السبت 24 سبتمبر 2022 - الساعة 08:24 مساءً
المصدر : الرصيف برس - العين الإخبارية

 


يعيش المتخصصون في لغة الإشارة باليمن ظروفا سيئة إثر الحرب الحوثية المتواصلة للعام الثامن على التوالي.

 

والعاملون في لغة الإشارة هم قناة التواصل بين الصم والشعوب المختلفة، إذ ينقل المترجمون الأخبار والأحداث إلى الصم وضعاف السمع كل يوم.

 

ويحتفل العالم باليوم الدولي للغة الإشارة والذي يصادف 23 سبتمبر/ أيلول من كل عام.

 

ويتراوح عدد ذوي الإعاقة السمعية في اليمن ما بين 300 إلى 500 ألف أصم تقريباً، من أصل 3 ملايين و500 شخص من ذوي الإعاقة، بحسب تقديرات للأمم المتحدة وإحصاءات الاتحاد العالمي للصم.

 

تجربة إيمان

 

إصابة شقيقتيها بالصمم، وراء تعلم إيمان القدسي لغة الإشارة، والتي صارت مؤخرا واحدة من قلة نادرة يجيدون هذه اللغة في اليمن.

 

تقول إيمان لـ”العين الإخبارية”: “لم أكن أتصور أن لغة الإشارة ستصبح مهنتي الرئيسية، اندمجت في المنزل مع شقيقاتي بشكل قوي وأخذت دورات في لغة الإشارة وأبدعت في هذا المجال لدرجة أنني نسيت تخصصي الأصلي وهو علوم الحاسوب”.

 

وتضيف “تحولت بالفعل إلى مترجمة لغة إشارة ثم مدربة للغة للصم، واندمجت في عالمهم، حتى أصبحت اليوم أشغل منصب الأمين العام لجمعية الطموح للصم في اليمن بينما كنت في البداية أطمح فقط لتعليم شقيقاتي الرخصة الدولية للحاسوب”.

 

وتابعت “الموضوع شيق جدا، حين تبدأ تتعلمه كحرفة ومهارة يتم اكتسابها، كنت أشعر أنه تعاطف كبير في البداية ثم دفعني الشغف للعمل مع هذه الفئة لأن الكثير يتعلم هذه اللغة لكن القليل من يستمر ويجيد مهارتها”.

 

والصم بالنسبة لإيمان، هم جزء من هذا المجتمع، ولديهم طموحات وأهداف وأحلام يسعون لتحقيقها، وعند الدخول لعالمهم يكون من الصعب العودة، ونحن لسنا مترجمين فحسب وإنما بالفعل قناة تواصل وأمناء عاملين في خط المنتصف ولهذا تتطلب هذه اللغة جهدا كبيرا بما فيه كسب ثقة ذوي الإعاقة السمعية.

 

وأعربت المدربة اليمنية في لغة الإشارة عن سعادتها بالعمل، قائلة: “سعيدة جدا بالعمل معاهم، وأنا محظوظة جدا لأني تعلمت لغة الإشارة، سواء من أخواتي في البداية أو عن طريق التدريب وأصبحت أدمج بين الإشارة العامية والإشارة المنهجية”.

 

لغة الإشارة في اليمن

 

تؤكد إيمان أن اليمن لديه قاموس إشارة موحد كان مدعوما من الصندوق الاجتماعي للتنمية منذ تسعينيات القرن الماضي، ورغم محدودية الكلمات فيه إلا أنه معتمد من الحكومة اليمنية وفي المدارس والجامعات، إضافة إلى أنه اعتمد مؤخرا في المناهج الدراسية.

 

وتوضح أن لغة الإشارة ليس لها أي خصوصية باليمن غير بقية الدول، وأنه يتم استخدام القاموس اليمني الموحد، إضافة إلى إشارة العامية نتيجة الاحتكاك بالقاموس الإشاري اليمني فيما تعد تعز من أوائل المحافظات المشاركة في القواميس الإشارية المنهجية للمواد الدراسية.

 

وتشير القدسي إلى أن “هناك إشارات ظهرت نتيجة الطفرة التكنولوجية التي ألغت حاجز التواصل بين فئة الصم داخل وخارج اليمن وأصبح واجبا علينا كمعلمين ومدربين وعاملين في لغة الإشارة تعلمها، فيما القاموس اليمني محدود الكلمات لأنه لم يطرأ عليه تحديث وإضافات للإشارات الجديدة، والمستحدثة”.

 

وتقسم الأمين العام لجمعية الطموح للصم باليمن فئة الصم على حساب محدودية سمعهم، إذ يوجد من هو أصم كليا 100% وهو يحتاج للغة الجسد وتعابير الوجه ولغة الإشارة التي تكون عن طريق الأيدي ولغة الشفاه، فيما ضعاف السمع يكون بحاجة للغة الشفاه وحركة اليدين.

 

وتضيف أن أهم أسرار لغة الإشارة هي التمتع بالحس الإدراكي والبصري والقدرة على الدمج بين اللغة الكتابية والوصفية الذي يتم التعبير بها عن طريق حركة الجسد أو تعابير الوجه أو لغة الشفاه وأحيانا يتم الاستعانة بالكتابة لإيصال المعلومة بالطريقة الصحيحة.

 

جهود تطوعية وظروف مادية صعبة

 

تقدم إيمان القدسي مع جمعيتها مختلف الخدمات لشريحة الصم، إلى جانب تدريبات تستهدف المقار الحكومية حيث التجمعات البشرية الكثيفة، والتي يحتاجها الصم في إنجاز تعاملاتهم وذلك بشكل تطوعي.

 

وتقول المدربة اليمنية إن جهودها “ما زالت تطوعية، ولهذا ينسحب الكثير لغياب العائد المادي من تعلم لغة الإشارة في اليمن، ثانيا يحتاج المترجم أن يكسب ثقة الصم ويصبر عليهم باعتبارهم من ذوي الإعاقة، فهم بحاجة لصبر ومجهود من الشخص الذي يتواصل معاهم”.

 

وتوضح: “أمارس عملي بالتطوع، لا يوجد احتواء حكومي لهذا النوع من المترجمين.. الغالبية خلال الحرب يعملون في حرف ومهن أخرى لضمان مصدر دخل لأسرهم”، في إشارة إلى أن الحرب الحوثية قذفت بالكثيرين لدائرة النسيان والإهمال.

 

وبينت أن “الكثير من المدربات انتقلن للعمل في المدارس الخاصة، وهذا سبب ندرة التخصص باليمن، لكن بتوفير الدعم المادي لهؤلاء المتخصصين راح يتعلم الجميع هذه اللغة”.

 

وفي ختام حديثها لـ”العين الإخبارية”، قالت إنها دربت المئات في المرافق الحكومية، لكن لظروف مادية رفضوا الاستمرار في التعلم لأنه لا يعود لهم بالفائدة المالية، متابعة: “رغم ذلك لا زلنا نكافح من أجل نشرها كثقافة عامة من أجل التواصل مع فئة الصم”.

 

وتقدّر منظمة الصحة العالمية نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة بما يساوي 10-15% تقريباً من السكان في العالم.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس