كما لو أنه يعيش في كوكب آخر، خرج وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان للإشادة بالفوضى التي تغرق مدينة تعز زعما قدرة أمنها على ضبط الخارجين عن النظام والقانون.

وجاء تغني وزير الداخلية بما أسماه "الجهود والأدوار التي يقوم بها منتسبي شرطة محافظة تعز في تعزيز الأمن والاستقرار" في أسبوع ملئ بالجرائم الأمنية وفي توقيت تشهد المدينة أعلى نسبة من تطور الجريمة.

ولم يتوقف الرجل عند ذلك لكن وجه "خلال اتصاله بمدير شرطة محافظة تعز العميد منصور الاكحلي بتكريم المتميزين بمكافئة مالية نظير جهودهم المضنية في الحفاظ على السكينة العامة للمجتمع".

وبما يشبه النكتة السمجة حيا وزير الداخلية الضباط والصف والأفراد الذين قاموا بضبط المطلوبين أمنيا في عدد من القضايا الجنائية ، معتبرا تلك "الإنجازات تعزز لدى أفراد المجتمع صورة ذهنية جيدة بالدور المنوط بالأجهزة الأمنية في الحفاظ على أمنه واستقراره".

الوزير دعا أفراد الشرطة إلى بذل المزيد من الجهد والتحلي باليقظة العالية والتعامل بمسؤولية مع بلاغات المواطنين لتحقيق التعاون المشترك والمطلوب للوصول إلى تكامل للمنظومة الأمنية تجسد صورة التماسك والتلاحم بين رجل الشرطة والمواطن.

وحتى تكتمل المسرحية فقد أكد مدير عام شرطة تعز أن الأجهزة الأمنية في حالة استعداد وسهر دائم للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين.

وخلافا عن تغني الفشلة في بعضهم يسرد "الرصيف برس" في هذا التقرير أبرز الجرائم على طاولة الفشل الأمني التي يجب أن تعمل وزارة الداخلية في معالجتها لا تشجيع لها.

وتتمثل النجاحات الأمنية في تعز في كشف قاض في مدينة تعز عن تعرضه للتهديد بالقتل بسبب وظيفته من قبل عصابة مسلحة قامت بترويعه وتصفية نجله . 

العريضة المقدمة من القاضي لرئيس نيابة استئناف المحافظة قالت إن عصابة مسلحة قامت بتهديد القاضي محمود عبدالله ابراهيم لإجباره على تعديل حكم إلى عقوبة الإعدام بالمخالفة للشرع والقانون، وخلافا لما تضمنه ملف القضية من وقائع وأدلة وبراهين .

القاضي محمود عبدالله ابراهيم أشار إلى أنه تلقى اتصال من (ش س ق ) منتصف يونيو الماضي يدعوه لسحب الحكم المسلم لخلفه القاضي بكيل - الذي هو الاخر هدد بعدم النطق - ضمن ملفات القضايا التي كانت محجوزة بنظره ،قبل قرار النقل .

منوها إلى أنه وفور اتصال مسئول به فوجئ بمجموعة مسلحة بقيادة شخص يدعى(م ح  ت) تقوم بتهديده لإجباره على تعديل ذلك الحكم إلى إعدام.

وكانت العصابة المسلحة قد اعتدت على القاضي ما تسبب بمقتل وإصابة ثمانية أشخاص، ومن بين القتلى نجل القاضي الصبري.

كما قامت عصابة مسلحة تابعة للواء 22 ميكا بتهريب أحد المتهمين بتنفيذ جريمة حي مستشفى الثورة من داخل أحد المستشفيات بقوة السلاح.

ومن ضمن النجاحات الأمنية التي يتغنى بها وزير الداخلية مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين واحراق طقم عسكري تابع للمدعو غزوان المخلافي في اشتباكات بينه وبين علاء الجعشني، بعد قيام غزوان بنهب سيارة قات تعود للجعشني ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة في حي الروضة.

ولم تتوقف النجاحات الأمنية عند هذا الحد، بل إن أحد المسلحين قام برمي قنبلة على محل صرافة "ثواني" في وضح النهار في عمل إجرامي أثار حالة من الغضب لدى الرأي العام.

كما قتل اثنان وجرح 11 في انفجار عبوة ناسفة داخل باص في مدينة التربة بريف الحجرية، كما قتل شخص وأصيب عدد آخر في انفجار عبوة ناسفة داخل سيارة في منطقة النشمة بريف الحجرية.

البرلماني محمد مقبل الحميري قال إن البعض يحاول الإساءة لمدير أمن تعز العميد منصور الاكحلي، مشيرا إلى أن الرجل يبذل جهوداً مضنية واخلاص صادق في أداء مهمته، ويتجاوب مع كل قضية تصل إليه وتلفونه مفتوح للجميع لا يغلقه رغم العقبات.

وفي نفس التغريدة أشار الحميري إلى العصابات التي تمتلك سلاحا قد يفوق أحيانا سلاح رجال الأمن في إشارة منه إلى أن العصابات المسلحة تنتمي لألوية محور تعز.

الحميري قال إن مدير الأمن يُخذل من الجهات التي يجب أن تتكامل معه في إرساء الأمن أو تجنبه أقل شيء أذى عناصرها، في إشارة إلى الألوية العسكرية التي يقودها الإخوان.

ووصف مراقبون حديث وزير الداخلية بمثابة إدانة واضحة لفشله وفشل الأجهزة الأمنية التابعة له بتعز ولكونه يجهل تماما ما يحدث في تعز، كما انه يتلقى معلوماته من إعلام جماعته التي تصنع انتصارات ونجاحات وهمية لتغطية فشلها داخل تعز والتي تخضع لسيطرة الإخوان، والانفلات الأمني بالمحافظة شبه يومي.