جو بايدن.. العجوز المترنح

الجمعه 21 أكتوبر 2022 - الساعة 03:49 مساءً
المصدر : الرصيف برس - وضاح الصوفي


الاستياء العارم الذي ولده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عند معظم الأمريكيين أثناء فترة حكمه،ساهم إلى حد كبير بوصول جو بايدن إلى البيت الأبيض،فحاجة الأمريكيين لرئيس يجنبهم حالة الانقسام و الفرز داخل المجتمع الأمريكي، جراء سياسة ترامب العنصرية،مهدت الطريق لفوز بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية كبديل لا بد منه كي يطوي الأمريكيين-خاصة قيادات الدولة الأمريكية العميقة-صفحة ترامب التي جعلتهم يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه.

 

لكن جو بايدن الرجل السبعيني الذي حل مكان ترامب،يبدو حتى الآن سيئا في إدارته لشؤون السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية،حيث يمكن ملاحظة هذا الأمر بسهولة بالنظر إلى خيار التصعيد الذي لجأ إليه بايدن في تعامله مع أكثر من طرف دولي، لتجد واشنطن نفسها جراء هذه السياسة تخوض صراعا عسكريا و دبلوماسيا ساخنا،ليس فقط مع خصومها و لكن حتى مع أقرب حلفاءها التاريخيين.

 

ثلاثة خصوم دفعة واحدة،هم حصاد جو بايدن السياسي على صعيد السياسة الخارجية حتى الآن، وثلاثتهم يملك، من الحضور و التأثير الدوليين الشيء الكثير،و باستطاعتهم-وفق ما هو ملموس-إحداث صداع مزمن في رأس بايدن و إدارته،خلال ما تبقى من عمر الإدارة الديمقراطية الحالية.

 

روسيا والصين والسعودية الثلاثي الذي وجد نفسه في مواجهة صريحة وحامية مع واشنطن، وبدواعي المواجهة و متطلباتها، بدا و كأن حلفا ثلاثيا وليدا يجمع إرادته و يضع عدته و عتاده في خندق مواجهة واحدة،صاغته سياسة جو بايدن العدائية.

 

يصعب(بتشديد الصاد) الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمور على نفسه،و إلا ما حاجة واشنطن حاليا للدخول في مرحلة توتر و تصعيد خطيرين مع الرياض،و هو الأمر الذي لم يحدث طيلة عقود طويلة من العلاقة بين البلدين،و مع أكثر من إدارة أمريكية.

 

وحتى مع اندفاع الديمقراطيين و دعواتهم الملحة لبايدن لفرض إجراءات عقابية صارمة ضد السعودية،لا يبدو بايدن متحمسا لتنفيذ تهديداته التي سبق و أن أطلقها ضد الرياض،ليس فقط بسبب انقسام السياسيين الأمريكيين-ديمقراطيين و جمهوريين-إزاء هذا الموضوع، و إنما أيضا لحاحة إدارة بايدن لإبقاء بعض حبال الود متصلة بين واشنطن و الرياض، لأن خسارة حليف تاريخي و استراتيجي هام  كالسعودية، يعد من أكبر مستوردي السلاح الأمريكي في العالم، ومن أكبر شركاء واشنطن في المنطقة من الناحية الأمنية و المخابراتية، إضافة إلى ثقل السعودية في سوق الطاقة العالمي، خسارة حليف بهذا الوزن يعد انتكاسة سياسية فادحة للإدارة الأمريكية الحالية،لا تخدم مستقبل بايدن السياسي،كما لا تخدم مستقبل الحزب الديمقراطي في حلبة الصراع السياسي داخل الولايات المتحدةز الأمريكية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس