احتجاجات إيران المستمرة.. إلى أين؟

الجمعه 21 أكتوبر 2022 - الساعة 09:31 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات

تناول رئيس المجلس الأمريكي الدولي مجيد رفيع زادة ما يمكن أن تؤول إليه التظاهرات الإيرانية المستمرة منذ أكثر من شهر، قائلاً إنه لا يمكن للاحتجاجات على أي قضية، إلا أن تتحول إلى تعبير عن رغبة شعبية في تغيير النظام إذا ما استمرت لمدة أطول، وحققت توسعاً جغرافياً كافياً أو امتلكت جرأة أكبر بطريقة من الطرق.

 

وذكر في مقال بمجلة "ناشيونال إنترست" نشرته الجمعة بـ"أننا شهدنا هذا مرات عدة منذ 2017، عندما ركز احتجاج في مشهد على سوء الظروف الاقتصادية، لكنه سرعان ما امتد إلى أكثر من مئة مدينة وبلدة، وتم اعتباره رسالة استفزاز موجهة ضد الحكومة، بعد رفعه شعارات مثل "الموت للديكتاتور".

 

وقال "تردد هذا الشعار مراراً في عشرات الانتفاضات التي اندلعت في السنوات الخمس الماضية، وكذلك في تظاهرات على نطاق أضيق".

 

وأعتبر زادة أن الاستياء الاقتصادي بدا المحفز الرئيسي مجدداً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، عندما تسببت زيادة في أسعار البنزين إلى قيام تظاهرات عفوية في نحو 200 مدينة وبلدة.. مذكرا بأن السلطات ردت بقمع استثنائي، مما أسفر عن مقتل 1500 شخص خلال بضعة أيام فقط. 

 

وتابع: "لكن تظاهرات جديدة نُظمت في عشرات المحافظات بعد شهرين فقط، ولم يكتف المشاركون فيها بترديد الدعوات إلى تغيير النظام، وإنما جرى التصويب أيضاً بشكل مباشر على الحرس الثوري، الذي كان المشارك الأساسي في القتل".

 

وزاد بالقول "والشهر الماضي، لم تندلع الانتفاضة بسبب الاستياء من الوضع الاقتصادي، وإنما من جنازة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) التي قتلت على أيدي "شرطة الأخلاق" في طهران".. موضحا أن أميني دخلت في غيبوبة في 13 سبتمبر بعدما تم احتجازها من أجل إعادة تثقيفها لأنها وفق السلطات كانت تضع الحجاب في شكل غير لائق.

 

وطالبت الاحتجاجات التي خرجت عقب ذلك بمحاسبة المسؤولين عن وفاة أميني مع التنديد بإلزامية وضع الحجاب، التي طرأ عليها تشدد العام الماضي في ظل قيادة الرئيس إبراهيم رئيسي.

 

 واستطرد "ولم يطل الأمر حتى بدأت تتردد شعارات "الموت للديكتاتور" في المدن الرئيسية وفي كل منطقة من طهران، بما فيها تلك التي كانت محسوبة على القيادة الدينية".

 

تشويه صور المرشد

 

وأضاف "وبعد مرور أكثر من شهر على التظاهرات، بدا أن رسائل الدعم لتغيير النظام أكثر ظهوراً منذ تفجر الاحتجاجات".. مبينا أنه مؤخراً، التقطت تلميذات في مدارس ثانوية تسجيلات لأنفسهن وهن يقمن بتشويه صور المرشد الأعلى علي خامنئي وسلفه الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية. 

 

وأردف "وإلى جانب شعار "الموت للديكتاتور"، ترددت شعارات "لا نريد الجمهورية الإسلامية" و"الموت للظالمين، سواء الشاه أو المرشد (خامنئي)".. وعلاوة على ذلك، لقيت هذه الدعوات تأييداً واسعاً من قبل مجموعة واسعة من الفئات الديموغرافية والاجتماعية.

 

ولفت رئيس المجلس الأمريكي الدولي إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، نُظمت إضرابات داخل قطاع النفط، تعبيراً عن التضامن مع الانتفاضة وللضغط على قوات الأمن كي تتوقف عن قمعها العنيف.

 

وقال "وحتى الآن، أسفر القمع عن مقتل أكثر من 200 شخص".

 

قوى الأمن تتحدى الأوامر

 

واستدرك "ثمة تقارير تفيد بأن بعض قوات الأمن تتحدى الأوامر المباشرة بإطلاق النار على المواطنين وعدم إبداء "تعاطف غير ضروري" مع المحتجين على حد تعبير رئيس السلطة القضائية".. معتبرا أن  وجود أعداد كبيرة من الناشطات بين المتظاهرين قد ساهم في الوصول إلى هذا الوضع.

 

ومضى قائلا "مع التهديد الذي يشكله عمال النفط للاقتصاد الهش، سيكون من الصعب على نحوٍ متزايدٍ بالنسبة إلى المراقبين الأجانب أن ينكروا أن هذه الانتفاضة يمكن أن تؤدي إلى ثورة جديدة، وإلى الانتقال المرتجى منذ وقت طويل من "حكم الملالي" إلى ديموقراطية حقيقية يؤيدها معظم الإيرانيين منذ أيام الشاه".

 

واستدرك "يتعين على الديموقراطيات الغربية الذهاب أبعد من التنديد فقط بالقمع، وأن تعمد إلى فرض عقوبات على مسؤولين معينين في النظام، في خطوة ضرورية لكن غير كافية".

 

وختم زادة بالقول "وعوضا عن ذلك، يتعين على القادة الغربيين المسارعة إلى الاعتراف علناً بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة والإطاحة بحكم رجال الدين".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس