ما الذي يريده الحوثيون؟

السبت 29 أكتوبر 2022 - الساعة 08:42 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

وصف مجلس الأمن الهجوم الحوثي بمسيرات على ميناء الضبة بالارهابي وهذا أول بيان من مجلس الامن يصف هجوم حوثي بالارهابي بموافقة جميع أعضاء مجلس الامن، وله تبعات أخرى اذا ما استمر الحوثي بتهديد سفن نقل النفط من الموانئ اليمنية، ويعتبر عمله تهديد لمصادر ونقل الطاقة العالمية وهنا سيقف الجميع موحدا عبر تشكيل تحالف ضد الحوثي كجماعة ارهابية - وهذا ما أقلق الجماعة لأنها ستقع في مواجهة غير متكافئة قد تكون نهايتها بيد هذا التحالف، ولهذا فقد قالت الجماعة إن الهجوم مجرد تهديد وتحذير داخل المياه الاقليمية اليمنية وليس داخل المياه الدولية أو تهديد نقل الطاقة للعالم وإنه مجرد تحذير لايصال رسالة فقط.

 

والحوثيون بضرب ميناء الضبة بمسيرات يعملون على تقليد حزب الله الذي أرسل مسيرات في المياه الاقليمية اللبنانية في الجنوب اللبناني فوق حقول الغاز والنفط في قانا وكارش اللبنانية برسائل تحذيرية ومنع استخراج النفط والغاز ووصل في الاخير عبر وسيط أمريكي بتقاسم حقول الغاز بين لبنان والكيان الصهيوني ومقابل نسبة لحزب الله لحماية الحقول حسب ما نشر.

 

ولذلك من الضربة الحوثية كان الحوثي يريد نفس السيناريو بتدخل وسيط للتفاوض بينه وبين الشرعية لتقاسم الصادرات النفطية ويكون له النصف حسب ما كان يريد قبل سنوات، ولكن لم يحدث كما خطط له وحدث العكس، وتم اعتبار ما حدث عمل ارهابي يهدد مصادر الطاقة ونقلها يستوجب العقاب وليس المكافئة.

 

والحوثيون يرون الدائرة تضيق ومساحة المناورة تقل أمامهم بفعل الحرب بين  اوكرانيا وروسيا وحدث تغير في التحالفات بناء على المصالح لا الايدلوجيا من خلال التقارب والتعاون  الروسي  والسعودي والذي تم بموجبه تخفيض انتاج النفط السعودي وهذا لصالح روسيا ودعم لها سيقابله دعم روسي للسعودية في كل المجالات ومنها اليمن وهنا يضعف الدور الايراني في التأثير على الموقف الروسي في اليمن وكان من نتائج ذلك الزيارات المتبادلة بين الحوثيين والسعودية للرياض وصنعاء لعقد صفقات تبادل أسرى بين الطرفين وتحول الحوثيين للضغط الداخلي لتقاسم الثروة بضرب ميناء الضبة وهو الخطأ الذي ارتكبوه.

 

الحوثيين أصبحوا يريدون اجراء مفاوضات سلام شاملة في اليمن ولكن سلام يحقق كل مطالبهم واستخدام الطريقة الايرانية في المفاوضات الاعلان عن الموافقة ورفع سقف التفاوض ومن بعد جولات عديدة يقدمون تنازل عن بعض  مطالبهم وبذلك يعتبرون انهم قدموا تنازل وفي المقابل المجتمع الدولي يمارس الضغوط على الشرعية وتقدم التنازل تلو التنازل على الارض في كل جولات المفاوضات دون أن تحصل على مكسب واحد والكاسب الاكبر هم الحوثيون. 

 

الان هم مع المفاوضات التي ستحقق لهم المكاسب النهائية المتمثلة بتكريس مبدأ ولاية الفقية ولو تم تطبيقه فقط على المناطق المعتنقة للمذهب الزيدي أي قيام دولة  مذهبية للحفاظ على وجودهم وعدم اندماجهم في المجتمع لا دولة وطنية للجميع..

 

ويريدون نظام انتخابي قائم على المحاصصة المذهبية لا على التعددية الحزبية، ويريدون موقع المرشد وبصلاحيات واسعة كما ايران 

 

ويريدون الثلث المعطل في الحكومة كما في لبنان، مع ةدالاحتفاظ بالجناح المسلح للجماعة استنادا لتصنيفهم أقلية في اليمن لحماية انفسهم ومن ثم يستمرون بالتحكم باليمن عن طريق القوة العسكرية التي تحت ادارتهم كما هو حاصل في لبنان حزب وجناحه العسكري المسيطر على لبنان، بحيث لا يتم البت في اي شيئ الا بموافقتهم .

 

ويريدون الغاء مخرجات الحوار الوطني وعلى وجه الخصوص الدولة الاتحادية وإعادتها إلى دولة مركزية خاضعة لسيطرتهم، او دولة فيدرالية من اقليمين على أساس مذهبي 1-زيدي " شيعي" 2-شافعي "سني" وتحديد توزيع الثروات النفطية والمعدنية بشكل جديد غير ما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني ، وكذا دفع الخمس لمؤسسات المرشد الموازية لمؤسسات الدولة.

 

وعلى هذا الاساس الحوثيون  يطالبون  بتغيير قرارات مجلس الامن السابقة واصدار قرار جديد يهيئ حسب زعمهم للتفاوض والسلام الشامل والذي يريدون عبره تحقيق مطالبهم السابقة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس