القيادة من طهران .. تقرير يكشف تحكم إيران بالقاعدة في اليمن

الثلاثاء 28 فبراير 2023 - الساعة 11:05 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

كشف تقرير نشره مركز صنعاء للدراسات عن تمكن إيران من توجيه وإدارة تنظيم القاعدة في اليمن لصالح مشروعها في المنطقة وضرب خصومها وعلى رأسهم التحالف والقوى الحليفة له على الأرض.

 

التقرير سلط الضوء على أهم المراحل في مسيرة تنظيم القاعدة في اليمن الذي تعتبره المخابرات الغربية من أخطر واهم فروع القاعدة خارج أفغانستان ، والعلاقة المتأرجحة بين الفرع والقيادة ، في ظل بروز دور الرجل الثاني في التنظيم، محمد صلاح الدين زيدان، المكنى سيف العدل ، والذي أكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا الشهر بانه بات الزعيم الفعلي للقاعدة حالياً.

 

ويقول تقرير مركز صنعاء بان سيف العدل هو من يدير العمليات التي تنفذها فروع التنظيم في سوريا واليمن والصومال من محل إقامته في إيران ، وزاد نفوذ بشكل كبير على فرع التنظيم في اليمن في ظل ضعف القيادة الذي يعاني منه الفرع جراء تساقط قياداته على يد الطيران الأمريكي بدء بناصر الوحيشي وأنور العولقي وانتهاء بقاسم الريمي.

 

ويشير التقرير الى أن نفوذ سيف العدل ترسخ في ظل قيادة الريمي الذي كان يميل الى وجهة نظر سيف العدل التي تعتبر المواجهة مع الغرب هي الأولوية وليست المواجهة مع إيران وشبكة وكلائها في المنطقة العربية ، وهو ما يسير عليه حالياً زعيم القاعدة في اليمن السعودي الجنسية / خالد باطرفي.

 

كما تقوى هذا النفوذ عقب إرسال سيف العدل لنجله الذي لم يعرف اسمه على وجه الدقة حيث حظي بعدة ألقاب منها “محمد الحضرمي” و “ابن المدني” ، لكن المهم هو توطد دور نجل سيف العدل في اليمن بشكل مطرد حيث أصبح أحد حلقات الوصل الرئيسية بين فرع التنظيم اليمني و والده في إيران.

 

وبحسب التقرير فقد استطاع سيف العدل منذ 2020، إقناع باطرفي بنهجه الاستراتيجي، الذي يركز على مواجهة الدول الغربية وحلفائها في اليمن (أي التحالف الذي تقوده السعودية، والحكومة التي تتخذ من عدن مقرا لها، والإمارات وحلفاؤها)، بدلاً عن مواجهة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

 

وفي مايو/أيار 2020، تداولت تقارير إعلامية استهداف سفينة بريطانية قبالة سواحل حضرموت، وفي حين لم تعلن أية جهة رسميا مسؤوليتها عن الحادثة، ينقل التقرير عن قيادي رفيع في قاعدة اليمن تأكيده وقوف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وراء العملية، بهدف استدراج المزيد من القوات الأجنبية إلى المهرة وحضرموت وفتح جبهة حرب استنزافية ضدها.

 

عقب عملية حضرموت، بدأ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتجهيز مجموعة مدربة من الخلايا السرية داخل محافظة المهرة لتنفيذ عملية يشارك فيها أكثر من 15 انتحاريا، الا أنه تم افشالها مطلع أكتوبر 2020م ، حيث شنت قوات الأمن المحلية وقوات التحالف حملة أمنية مباغتة داهمت فيها ثلاثة منازل يقيم فيها عناصر جهادية ، أسفرت الحملة عن اشتباكات نجم عنها سقوط عدد من مقاتلي القاعدة وأسر آخرون.

 

كما تكرر السيناريو نفسه في ديسمبر/ كانون الأول 2020 في مديرية الشحر بساحل حضرموت، حيث تمكنت قوات أمنية من القبض على خلية تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كانت ترصد خطوط (ممرات) الملاحة الدولية.

 

يكشف التقرير محاولة سيف العدل مرارا إقناع الإيرانيين بضرورة انتقاله إلى اليمن، وفي العام 2020 قام سيف العدل بتنسيق عملياته مع الإيرانيين في المهرة وحضرموت، سعياً منه لإظهار فائدة تواجده هناك بشكل دائم لشن العمليات النوعية ضد خصومهم المشتركين، لكن مقترحه قوبل برفض قاطع من قبل مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، خشية أن ينتزع سيف العدل استقلاله الذاتي بمجرد خروجه من تحت أيديهم.

 

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد – بحسب التقرير - فقد أفصح سيف العدل لعدد كبير من قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن نيته نقل مركز القيادة العامة للتنظيم إلى اليمن، سواء استطاع هو الانتقال الى هناك بشكل شخصي، أو بقي في إيران كقائد في الظل ، كما وعد سيف العدل بإرسال قيادات من الخارج ليكونوا بجانب باطرفي في إدارة فرع التنظيم.

 

التقرير يؤكد على بقاء نفوذ سيف العدل في التحكم بالقاعدة في اليمن ، حيث يكشف عن لقاء باطرفي في يناير الماضي بعدد من القيادات الميدانية ، وطالبهم بتجهيز عناصر للقيام بعمليات انتحارية بسيارات مفخخة، في محافظات شبوة وأبين وحضرموت وعدن وحشد المزيد من العناصر للقيام بالعمليات ضد القوات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

ورغم أن باطرفي حاول في آخر ظهور إعلامي له تبني موقف معاد ضد إيران والحوثيين، على وقع الانتقادات الموجهة ضده داخل التنظيم، إلا أن التقرير يكشف بأنه في اجتماعاته الأخيرة وجه القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعدم شن أي هجمات نهائيا في مناطق سيطرة الحوثيين.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس