كشفت صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء، عبور قاطرة لنقل الغاز لطريق الكدحة- البيرين، قادمة من مدينة المخا نحو تعز للمرة الأولى وفي حدث غير مسبوق منذ اندلاع الحرب قبل 8 سنوات. 

وعكست الصورة مدى الإنجاز المتسارع في مشروع شق الطريق البالغ طوله 40 كم من قبل المقاومة الوطنية بالساحل الغربي بإشراف مباشر من عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح وبتمويل كامل من دولة الامارات.

عبور قاطرة الغاز على الرغم من عدم اكتمال أعمال الشق والسلفتة، يعُد حدثاً هاماً في نظر أبناء تعز في ظل الحصار المفروض عليها من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية منذ اندلاع الحرب عام 2015م ، وسيطرتها على الطرق الرئيسية التي تربط المحافظة بالشمال والجنوب والغرب.

حصار مليشيات الحوثي ابقى للمناطق المحررة في تعز ، طريقاً واحداً وهو طريق هيجة العبد والذي يمتاز بوعورته الشديدة وعدم صلاحيته فنياً لعبور الشاحنات الكبيرة لنقل البضائع ، ما ساهم برفع أسعار البضائع والسلع جراء ارتفاع تكلفة عملية النقل عبر طريق هيجة العبد.

ومثلت مادة المشتقات النفطية والغاز أهم السلع الحيوية التي تضررت بشدة جراء الحصار الحوثي، وصعوبة دخول قاطرات النقل الثقيل لهذه المواد عبر طريق هيجة العبد ، والاضطرار الى نقلها عبر الشاحنات المتوسطة وهو ما يرفع من تكلفة نقلها.

ليمثل مشهد اليوم حدثاً لعبور اول ناقلة ثقيلة الى مدينة تعز منذ انطلاق الحرب ، ما يكشف الأهمية الحيوية التي يمثلها طريق الكدحة للمناطق المحررة في تعز باختراق الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي.

وما يعزز من أهمية المشروع ، هو تزامنه مع المشاريع الهامة التي يجري العمل عليها حالياً في مدينة المخا من قبل المقاومة الوطنية وبتمويل اماراتي ، كمشروع المطار ومشروع إعادة تأهيل الميناء ، وهو ما سيشكل منافذ حيوية لتعز ولأبنائها.

مشاريع هامة واستراتيجية تأتي في ظل حالة التقارب السياسي الكبير الذي تعيشه تعز خلال الفترة الماضية بين المقاومة الوطنية وبين السلطة المدنية والعسكرية في تعز الموالية لجماعة الاخوان، والتي يؤمل منها ان تنهي سنوات من المعارك العبثية التي خاضتها الجماعة خدمة لأجندة إقليمية ودفعت تعز ثمن باهضاً لها.