من ضرب المعركة بأكاذيب "السيادة" الى حضن الحوثي بشماعة "غزة" .. جباري كنموذج "لإخوان" الخيانة

السبت 06 يناير 2024 - الساعة 11:48 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي


مثلت الأحداث الأخيرة في غزة والحرب التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وحالة التعاطف الواسع من قبل اليمنيين مع القضية الفلسطينية فرصة ذهبية ، لإبراز التقارب غير المعلن منذ سنوات بين جماعة الحوثي وتيارات محسوبة على معسكر الشرعية.

 

هذا التقارب بين هذه التيارات التي تضم خليطاً من جماعة الإخوان وقوى وشخصيات سياسية متحالفة معها ، وجماعة الحوثي ظل طيلة السنوات الماضية بارزاً بمواقف العداء المشترك بين الطرفين لدور التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن وتحديداً الامارات بدرجة رئيسية مبكراً ولاحقاً السعودية.

 

تقاسم هذا التيار مع الحوثي العداء لدور التحالف مع تفجر الأزمة الخليجية بين الامارات والسعودية والبحرين (دول التحالف) وبين قطر عام 2017م ، الا أنه ظل يغلف أسباب العداء بشعارات وطنية ابرزها " انتهاك السيادة" واتهام التحالف بفرض إجندته ومصالحه على قيادة الشرعية.

 

بل ان صوت هذا التيار ورداً على اتهامه بخدمة جماعة الحوثي من خلال العداء والهجوم والتحريض على دور التحالف وتحديداً الامارات ، كان يؤكد حينها بان موقفه يأتي حرصاً على المعركة ضد الحوثي وان توقف المعركة في جبهات الشمال ليس الا "مؤامرة" من قبل التحالف ضد الشرعية.

 

واستمر ترديد هذه الأسطوانة على الرغم من مشاهد انهيار جبهات الشرعية خلال عامي 2020-2021 بيد مليشيات الحوثي ، بشكل مريب لا تفسير له سوى وجود تواطؤ واضح او اتفاق سري بين الجماعة الحوثية وتيار "السيادة" الذي كان يهمين على هذه الجبهات وعلى الملف العسكري للمعركة شمالاً.

 

لتأتي اليوم أحداث غزة ، وتمثل فرصة ذهبية وشماعة مناسبة لتزيل الحرج عن هذا التيار وتدفعه الى اظهار تقاربه وتأييده للحوثي ، وباتت مواقف رموزه اليوم واضحة في موقفها المؤيد للحوثي وتحولهم الى جنود اعلاميين في الترويج لهجماته ضد الملاحة الدولية بل والإعلان عن التحالف معه سياسياً وعسكرياً ، تحت شماعة مواجهة أمريكا والغرب.

 

ولعل تغريدة نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري أوضح مثال على ما سبق ، فالرجل يعد رمزاً من أهم رموز هذا التيار الذي نخر بنية وتماسك الشرعية داخلياً طيلة سنوات الحرب تحت لافتات الوطنية والسيادة.

 

ففي حين تصرخ القوى والشخصيات الوطنية المعادية للحوثي ضد "عنترياته" الفارغة بالبحر الأحمر بتهديد الملاحة الدولية وما يمكن ان تجلبه من وبال وكارثة على اليمنيين خدمة لمصالح واجندة إيران ، يصرخ جباري في تغريدة له على منصة "أكس" مدافعاً عن عنتريات الدور الحوثي قائلاً بأنه " من حق العرب والمسلمين بل من واجبهم مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم".

 

بل يرى جباري بأن أي رد من قبل الغرب على تهديد الحوثي للملاحة الدولية، هو "استهداف لليمن الهدف منه حماية الكيان الصهيوني وليس حماية الملاحة الدولية كما يدعون" ، حسب قوله ، ليأتي للنقطة الهامة من كلامه قائلاً :نحن في اليمن مهما كان الخلاف والصراع فيما بيننا الا اننا لانقبل مطلقاً بمثل هذه الاعتداء".

 

ما قاله جباري في تغريدته لم يكن الا نموذجاً لحال مواقف وخطاب تيار "السيادة" الذي ظل لسنوات وحاملاً راية العداء للتحالف واشعل بها الف معركة عبثية بالمناطق المحررة متهماً كل خصومه من القوى الحقيقة المناوئة للحوثي بأنها حليفة له وان موقف ليس الا تصحيحاً للمعركة نحو صنعاء ضد الحوثي ، ليأتي اليوم ويظهر حقيقته بأنها تصحيحاً للمعركة من صنعاء مع الحوثي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس