الحوثي كعميل لواشنطن .. كيف تستغل أميركا الهجمات بالبحر الأحمر لمحاصرة الصين؟

الاحد 11 فبراير 2024 - الساعة 09:45 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات خاصة

كشف خبير اقتصادي عربي عن استغلال أمريكا لهجمات جماعة الحوثي التي تشنها ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ، في حربها الاقتصادية والتجارية ضد الصين.

 

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بأن تأثير الحوثيين من البداية كان محدودًا، ولكن ما عظَّم الأمر وجعله كبيرًا هو التدخل الأميركي البريطاني ردًا على هذه الجماعة.

 

لافتاً إن العامين الماضيين شهدا تطورات كبيرة في البحر الأحمر، جعلته أهم منطقة في العالم ، مرجعاً  ذلك إلى أن العقوبات المفروضة من الدول مجموعة الـ7 وأوروبا، حولت النفط الروسي من أوروبا إلى آسيا، وهذا النفط بدأ يأتي عبر قناة السويس جنوبًا، من خلال البحر الأحمر، ثم مضيق باب المندب، وبعدها خليج عدن، ثم المحيط الهندي، ثم إلى آسيا.

 

وأضاف: "هذه الكميات زادت بشكل كبير خلال العامين الماضيين عدّة أضعاف، فزاد عدد شحنات النفط المارة في المنطقة، والآن أوروبا تواجه عجزًا في النفط، فعوّضت دول الخليج ذلك بتحويل شحنات من آسيا إلى أوروبا".

 

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذه الخطوة أدت إلى زيادة عدد ناقلات النفط الذاهبة إلى أوروبا، ومن ثم زاد النشاط بشكل كبير في البحر الأحمر، وهذا بالنسبة للنفط، ولكن -أيضًا- هناك نقص في الغاز، بسبب تحويل الروس الغاز إلى الصين وغيرها، فحولت قطر وبعض الدول الأخرى شحناتها إلى أوروبا.

 

ومن ثم، بحسب الحجي، زادت شحنات الغاز المسال في البحر الأحمر، وفي الوقت نفسه زاد إنتاج النفط الأميركي بشكل كبير، وزادت صادرات الولايات المتحدة بشكل كبير منها إلى آسيا، وهذه الشحنات تذهب عبر البحر الأحمر.

 

بالإضافة إلى ذلك، زاد إنتاج الغاز المسال الأميركي، وبعض هذه الشحنات يذهب عبر البحر الأحمر، بالتزامن مع نمو إنتاج السيارات الكهربائية في الصين بشكل كبير، وبدأت الصين تصدّر السيارات الكهربائية، ما أدى إلى زيادة متطلبات الصين من المعادن من أفريقيا تحديدًا، وبعض دول أميركا اللاتينية التي تحتاج إليها للبطاريات، وهذه تأتي عبر البحر الأحمر.

 

وبالتزامن مع الانتعاش الذي حصل بعد إنهاء الاغلاقات بسبب كورونا، زادت صادرات الصين من الألواح الشمسية، خاصة إلى أوروبا، كما زادت شحنات قطع الغيار ومعدّات طاقة الرياح، وهذا كله مرَّ من خلال البحر الأحمر.

 

ولهذا السبب، بحسب الحجي، أصبح البحر الأحمر أهم منطقة في العالم، بينما زاد الحديث خلال العامين الماضيين عن احتمالات احتلال الصين لتايوان، أو إعادة ضم تايوان للصين، وهو ما يواجه اهتمام أميركي تاريخيًا، وكان التفكير السياسي أن مضيق ملقا هو المستهدف، ومن ثم إذا سيطرت الولايات المتحدة مع حلفاء أوروبيين على المضيق، يستطيعون خنق الصين.

 

ولكن في الوقت نفسه – وفق الحجي - وجودهم في مضيق ملقا يعني وجودهم في مرمى النيران الصينية، ثم اكتشفوا أن السيطرة على البحر الأحمر تعني خنق الصين، ومن ثم أصبح يمثّل أهمية كبيرة للأميركيين والبريطانيين، والسيطرة عليهم مهمة، بعضّ النظر عمّا يحدث في المنطقة.

 

ويضيف : لذلك، تحركت البوارج بعد أحداث غزة، رغم التساؤلات حول سبب تدخّل أميركا ببوارج ضخمة عليها 70 أو 80 طائرة من أحدث الطائرات في العالم، في منطقة محدودة جدًا، ردًا على هجمات الحوثيين، وهم مقاتلون بأسلحة بدائية "من المنظور الأميركي"، ليتضح أن السيطرة على البحر الأحمر من قناة السويس، ومن جنوب خليج عدن، أمر مهم لهذه القوى العظمى.

وأشار إلى أن مقدار قيمة التجارة التي تحولت منذ بداية الأحداث وهجمات الحوثيين وتدخّل أميركا وبريطانيا، من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح، بلغ أكثر من تريليون دولار، هذه التجارة المحولة حول أفريقيا، وهي كلها تكاليف إضافية، فمن الواضح تمامًا أن التأثير تضخمي في هذه الحالة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس