محاولة يائسة.. هل أصبح نبيل شمسان "كبش فداء" لإخفاقات الإخوان في تعز؟
الجمعه 07 مارس 2025 - الساعة 10:34 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

تواصل وسائل الإعلام المحسوبة على حزب الإصلاح، ذراع "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين" في اليمن، شنَّ حملاتها ضد محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، منذ أن أمهله رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ستة أشهر خلال زيارته الأخيرة إلى تعز.
وتسعى هذه الحملات بحسب مراقبون إلى تحميل شمسان وحده مسؤولية الفشل في إدارة المحافظة، متجاهلة دور المؤسسات الأمنية والعسكرية الخاضعة لسيطرة الإخوان، والتي تتحمل النصيب الأكبر من الإخفاقات التي تعاني منها تعز.
وفي إطار هذه الحملة، شهدت الأيام الماضية فصولًا من التحركات الإعلامية التي لم تخلُ من الفبركة والتضليل، أبرزها ما حدث قبيل المؤتمر الصحفي الذي كانت تعتزم السلطة المحلية عقده في شهر فبراير الماضي، إذ فوجئ الجميع ببيان مجهول المصدر، منسوب إلى صحفيين وإعلاميين ومراسلي قنوات ومواقع، يعلنون فيه مقاطعتهم للمؤتمر بسبب ما وصفوه بـ"فساد السلطة المحلية". لكن سرعان ما نفى عدد من الصحفيين علاقتهم بهذا البيان، معتبرين أنه محاولة مكشوفة للزج بأسمائهم في صراع سياسي، مشددين على أن الصحفي يجب أن يكون عنصرًا محايدًا وليس طرفًا في معركة تصفية حسابات.
وعلى إثر هذه الضجة، تم إلغاء المؤتمر الصحفي، وسط تأكيدات من مراقبين بأن السلطة المحلية نفسها كانت وراء البيان مجهول المصدر، وأن البيان كان مجرد ذريعة لإلغاء المؤتمر. وتوالت بعد ذلك التحركات المشبوهة، حيث عقدت السلطة المحلية مؤتمرًا صحفيًا شبه سري وسط تعتيم إعلامي، لم يُسمح فيه للصحفيين الحاضرين بطرح أي أسئلة.
وبعد انتهاء المهلة الرئاسية، صعَّد إعلام الإخوان حملته، حيث عقد ناشطون محسوبون على الجماعة مؤتمرًا صحفيًا مساء يوم أمس الخميس، لمناقشة واقع الخدمات العامة بمحافظة تعز بعد انتهاء المدة الرئاسية للسلطة المحلية وإخفاقات نبيل شمسان، في خطوة رأى فيها مراقبون محاولة جديدة لتوجيه الأنظار إلى المحافظ شمسان وحده، وكأنه المسؤول المطلق عن كل ما تعانيه تعز، متجاهلين أن السلطة المحلية ككل هي المسؤولة، إضافة إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية الواقعة تحت قبضة الإخوان، التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن هذا الوضع.
ووصف مراقبون ما يسمى بالمؤتمر الصحفي، الذي أعده فريق مجهول الهوية لا يحمل أي صفة رسمية أو نقابية تخولهم عقد مؤتمر كهذا، بأنه محاولة بائسة لإلقاء تبعات الفشل على المحافظ وحده، حيث بدأ كلامهم ركيكًا ومليئًا بالمغالطات، إذ خلط بين مهام السلطة المحلية ومهام الحكومة، وحمَّل شمسان مسؤولية قضايا ليست من اختصاصه، مثل أزمة تدهور العملة، وغلاء المعيشة، وتأخر صرف المرتبات.
متسائلين: بأي صفة يعقد بضعة صحفيين مؤتمرًا صحفيًا لأنفسهم لمساءلة السلطة، بينما المفترض أن دورهم يقتصر على نقل الأخبار واستجواب المسؤولين عند عقدهم للمؤتمرات؟ واعتبروا أن الأمر ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول الابتزاز السياسي والإعلامي الذي يمارسه حزب الإصلاح في تعز.
كما أكدوا أن شمسان ليس بريئًا من الفشل، ولكن في الوقت ذاته، لا يمكن تحميله مسؤولية كل الإخفاقات وحدة. فالفشل الحقيقي يعود إلى حزب الإصلاح، الذي فشل في إدارة تعز. وأن تحميل شمسان وحده مسؤولية إخفاقات تعز ليس سوى محاولة يائسة من الإخوان لتقديمه ككبش فداء، بعد أن مكنهم في مفاصل الدولة، وبات مجرد "كرتًا محروقًا" في معادلاتهم السياسية، وأوشك "مركبهم الغريق" على الغرق تمامًا.
مشيرين إلى أن الشارع التعزي بات أكثر وعيًا بهذه المسرحيات المكررة، ولن تنطلي عليه محاولات التهرب من المسؤولية ورمي الإخفاقات على شماعة واحدة، بينما المتسبب الحقيقي لا يزال في الظل، يحرك خيوط اللعبة من خلف الستار.