سلمًا أو حربًا .. تلويح إخواني بـ"المقاومة الشعبية" لمواجهة سيناريوهات حسم ملف اليمن

السبت 24 مايو 2025 - الساعة 12:11 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بحملة دعائية لافتة ، احتفى إعلام وناشطي جماعة الاخوان في اليمن بالفعالية التي نظمها ما يُسمى بـ"المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" امس الخميس في مدينة تعز.

 

المجلس وهو كيان إخواني جرى تأسيسه قبل نحو عامين ويرأسه القيادي الاخواني / حمود سعيد المخلافي ، نظم بالأمس "لقاء تشاوري موسع لمجالس المقاومة الشعبية بالمحافظات اليمنية" ، وكان واضحاً تركيز اعلام الاخوان في تناولهم للحدث بوصفه أنه "الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب".

 

وبعيداً عن صحة ودقة هذا التوصيف ، الا أن هذا التوصيف للفعالية والكيان الذي نظمها ومن يرأسه يأتي في المحصلة ضمن سياق نهج إخواني راسخ لاحتكار ومحاولة اختطاف فكرة "المقاومة الشعبية" منذ اللحظات الأولى لانطلاقها في مواجهة انقلاب مليشيا الحوثي قبل 10 سنوات.

 

نهجٌ أكده الشيخ / حمود سعيد المخلافي ، بل أن الرجل مثل نموذجاً صارخاً لهذا النهج الاخواني وكيف عمل – بعد أن نصب نفسه رأساً للمقاومة الشعبية في تعز – على تصدر العمل المقاوم بوجه مليشيا الحوثي ، ووأد المجلس العسكري الذي شُكل في تعز من قبل اهم ضباط الجيش حينها.

 

هذا النهج الاخواني الذي قاده المخلافي وأصاب معركة تحريرها من ميلشيا الحوثي في مقتل ، أسس لاحقاً لمشهد الفوضى الذي تعيشه المناطق المحررة بتعز اليوم ، كنتاج طبيعي لنجاح الاخوان في "ملشنة" مؤسسة الجيش والأمن.

 

ورغم ان هذا العبث الاخواني كان المخلافي أول ضحاياه بمغادرته المشهد في تعز سريعاً لصالح قيادات إخوانية أخرى على رأسها "عبده فرحان سالم" ، الا أن الرجل عاد من جديد الى المشهد لمواصلة خدمة النهج الاخواني.

 

وجاءت العودة في تشكيل ما يُسمى بـ "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" منتصف عام 2023م وترأسه لهذا الكيان، كورقة جديدة لتنظيم الاخوان في اليمن لمواجهة الضربة السياسية العنيفة التي تلاقاها بخسارة نفوذه على القرار داخل الشرعية بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي مطلع ابريل 2022م وطي صفحة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر.

 

وترسخت هذه الخسارة بشكل سريع ومؤلم في الأحداث التي شهدتها محافظة شبوة في أغسطس 2022م ، بالتمرد الذي حاولت قيادات عسكرية وأمنية موالية للإخوان في المحافظة قبل ان يتم حسمه سريعاً وخلال أيام.

 

كيان المخلافي الذي جرى تجميده لأكثر من عام ونصف ، جرى مؤخراً وتحديداً احياءه من جديد ، حيث شهدت مناطق سيطرة الاخوان في تعز ومأرب أنشطة للكيان تنوعت بين تحشيدات مسلحة باسم المقاومة الشعبية وبين فعاليات سياسية وندوات ولقاءات.

 

عودة الروح الى "مجلس المخلافي" بهذه الأنشطة تزامن مع التغيير الذي شهده الموقف الدولي من مليشيا الحوثي وبخاصة أمريكا مع تولي دونالد ترامب الحكم وتصنيفه للمليشيا كمنظمة إرهابية ، اعقبه بتوجيه الجيش الأمريكي منتصف مارس الماضي بشن حملة جوية ضدها.

 

الحملة الامريكية صاحبها ضخ إعلامي يتحدث عن توجه امريكي لدعم الشرعية في شن هجوم بري ضد مليشيا الحوثي ، وهو ما يُفسر تركيز أنشطة مجلس المخلافي على ترديد عبارة باسم المقاومة الشعبية تؤكد فيها "الجاهزية لاستكمال تحرير اليمن".

 

رسالة واضحة حاول مجلس المخلافي توجهيها باسم الاخوان بأنهم لن يقبلوا تجاوزهم في أي خطط لعودة الحرب في اليمن ، وكان ذلك نابع من خوفهم إزاء الحديث عن اسناد مهمة العملية البرية ضد الحوثي الى القوات الجنوبية وقوات المقاومة الوطنية بالساحل الغربي.

 

ورغم تبخر احاديث العمل العسكري بالتوقف المفاجئ للحملة الأمريكية جراء الاتفاق الغامض الذي أعلنته سلطنة عُمان لوقف الهجمات بين مليشيا الحوثي وامريكا في الـ 6 من مايو الجاري ، الا أن ذلك مثل مناسبة لعودة الحديث عن احياء مسار السلام في اليمن.

 

حيث زعمت تقارير إعلامية ومعلومات تداولها ناشطون عن وجود محاولات عُمانية لإحياء مسار السلام بين مليشيا الحوثي والسعودية بالتفاهم مع الجانب الأمريكي الذي فرض وقف اجباري لهذا المسار، بسبب التصعيد الذي قامت به المليشيا في البحر الأحمر.

 

هذه التقارير والمزاعم عن عودة احياء مسار السلام ، يبدو أنها دفعت جماعة الاخوان الى تفعيل ورقة "مجلس المخلافي" بمستوى أكبر ، وتجسد بالفعالية التي أقامها في تعز ، كـ "لقاء تشاوري لمجالس المقاومة الشعبية في المحافظات اليمنية" ، وكان واضحاً تركيز إعلام وناشطي الاخوان على وجود تمثيل واسع لشخصيات بالمقاومة من مختلف المناطق المحررة.

 

وسط ضجيج الكلمات والمواقف التي شهدها لقاء "مجلس المخلافي" ، الا أن فقرة واحدة في البيان الختامي الصادر عنه لخصت الرسالة التي أراد إخوان اليمن ايصالها من اللقاء بل ومن وجود هذا المجلس ، كورقة للمساومة على مصيرهم في أي حسمٍ قادمٍ لملف اليمن.

 

فالفقرة التي اشارت في أولها الى ما اسمته "الدور الحيوي والفاعل للمقاومة الشعبية والمجلس الأعلى للمقاومة في معركة التحرير واستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب"، خُتمت بالرسالة الإخوانية بشكل واضح وموجز بالقول "ويعتبر أن للمجلس الأعلى حقًا مشروعًا أصيلاً في الإسهام بتقرير مصير الوطن، سلمًا أو حربًا".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس