منظّمة أطباء بلا حدود : فصول كارثة تتكشف في مركز العلاج الوحيد لمرضى كورونا في عدن

الخميس 21 مايو 2020 - الساعة 10:53 مساءً
المصدر : خاص

كشفت منظّمة أطباء بلا حدود عن مؤشرات لكارثة صحية من واقع مركز العلاج الوحيد لمرضى كورونا (كوفيد-19) الذي تديره في عدن.

 

المنظمة قالت بأن عدد الوفيات الواقعة في المركز يعكس وجود كارثة أوسع نطاقًا في المدينة بدأت تتكشف فصولها الآن، بحسب البيان الصادر عنها.

 

مؤكدة على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة والدول المانحة ببذل المزيد من الجهود بسرعة للمساعدة في الاستجابة ، لافتة الى أن المركز الذي تُديره المنظّمة في عدن هو المركز الوحيد المُخصّص لعلاج مرضى كوفيد-19 في جنوب اليمن بأكمله.

 

وقالت المنظمة بأن المركز استقبل من 30 أبريل/نيسان إلى 17 مايو/ أيّار، 173 مريضًا، لقي على الأقل 68 منهم حتفهم ، حيث يصل العديد من المرضى إلى المركز وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مما يجعل إنقاذ حياتهم مهمةً صعبةً، مؤكدين إلى أن في منازلهم مصابون آخرون.

 

مشيرة الى أن إحصائيات الدفن الحكومية تكشف أن الكثير من الناس يموتون في منازلهم، حيث تكشف أن 80 شخصًا توفوا كل يوم في المدينة خلال الأسبوع الماضي، بعدما كان المعدل المعتاد في فترة ما قبل انتشار المرض 10 حالات وفاة يوميًا.

 

أمّا المؤشر الآخر الذي يدل على مدى انتشار المرض بحسب المنظمة فهو عدد المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يتلقون العلاج في المركز، إلى جانب العدد الكبير من موظفينا المرضى أيضًا.

 

في هذا السياق، تقول مديرة عمليات أطباء بلا حدود في اليمن كارولين سيغين، "إن ما نراه في مركز العلاج الذي نُديره هو مجرد غيض من فيض من حيث عدد الأشخاص الذين يُصابون ويموتون في المدينة".

 

وتضيف: "يلجأ الناس إلينا لنُنقذهم بعد فوات الأوان، ونحن نعلم أن آخرين كُثر لا يأتون على الإطلاق: يموتون ببساطة في المنزل. هذا الوضع يفطر القلب".

 

وتتابع، "تحتاج الأمم المتحدة والدول المانحة إلى بذل المزيد من الجهود وبشكل فوري، ليس فقط من أجل عدن بل من أجل اليمن بأسرها ، يجب تأمين الأموال لدفع أجور العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما يجب تزويدهم بمعدات الوقاية الشخصية اللازمة للحفاظ على سلامتهم. البلد بحاجةٍ ماسةٍ أيضًا إلى المزيد من مكثفات الأوكسجين لمساعدة المرضى على التنفس.

 

مشددة على أن تبذل السلطات المحلية كل ما في وسعها لتسهيل عمل المنظمات الدولية - مثل منظّمة أطباء بلا حدود - التي تتعاون معها للتصدي للفيروس وضمان دخول الإمدادات الطبيّة والموظفين الدوليين لدعم الفرق في الميدان".

 

وتضيف سيغين، "إن المستوى المرتفع للوفيات التي نراها بين مرضانا يعادل مستويات وحدات العناية المركزة في أوروبا، غير أن الأشخاص الذين يموتون هم أصغر سنًا بكثير ممن يموتون في فرنسا أو إيطاليا: إن معظمهم رجال تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا".

 

ووفقاً لسيغين، "تُغلق المستشفيات أبوابها في الأرجاء الأخرى من المدينة أو ترفض مرضى معيّنين لأن الموظفين يفتقرون إلى معدات الوقاية الشخصية للحفاظ على سلامتهم، ما يجعلنا قلقين للغاية بشأن الآثار السلبية لهذا التفشي على أنواع أخرى من الأمراض".

 

وتُردف سيغين، "نحن نفعل كل ما في وسعنا، ولكن مواجهة هذا الفيروس بمفردنا مستحيلة ، من غير الأخلاقي أن يترك العالم عدن وبقية اليمن وحدهما في وجه هذه الأزمة".

 

المنظمة لفتت الى أن عدن كانت تعاني مسبقًا، قبل وصول مرض كوفيد-19، من نظام رعاية صحية شديد الهشاشة بسبب الحرب القائمة منذ خمس سنوات في اليمن، بينما تفتقر السلطات إلى وسائل الاستجابة بالشكل الصحيح للجائحة.

 

مضيفة بأن السلطات لا تملك المال لدفع أجور الموظفين، وهي غير قادرة على توفير سوى عدد قليل من معدات الوقاية الشخصية وأقل بعد من المواد اللازمة لإجراء الاختبارات، وبالتالي لا يمكن معرفة العدد الدقيق لحالات الإصابة.

 

وقالت المنظمة بأن المرضى الذين يموتون تظهر عليهم أعراض مرض كوفيد-19، ومع ذلك، فإن أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك وشيكونغونيا متوطنة في المدينة، إلا أنه لم يسبق أن يسفر عنها هذا العدد الكبير من الوفيات في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس