للمرة الثانية .. حملات " إخوانية " متمردة على رأس "الشرعية" في تعز

الثلاثاء 30 يونيو 2020 - الساعة 07:59 مساءً
المصدر : خاص

"المحافظ رأس السلطة المحلية ومصدر القرار يجيب ان تخضع له كل الأجهزة المدنية والأمنية والالوية العسكرية في حال اسند اليها مهام أمنية".

 

 عبارة ورد ضمن بنود اتفاق أحزاب التحالف الوطني بتعز وكان حزب الإصلاح – الذراع السياسي لجماعة الاخوان في اليمن – احد الموقعين عليه ، لكنه داس عليه لاحقا بمليشياته ولمرتين.

 

المرة الأولى كانت في مارس من العام الماضي برفضه مليشياته توجيهات المحافظ نبيل شمسان بوقف الحملة الأمنية ضد المدينة القديمة ، وأدت الى خروج المحافظ من المحافظ الى خارج اليمن احتجاجا على ذلك قبل ان يعود أواخر العام.

 

قائد الشرطة العسكرية بتعز يتحدى المحافظ ومصادر تكشف تفاصيل اجتماعه مع قيادات اخوانية بالتربة – وثيقة

 

 

وخلال اليومين الماضين تكررت ذات القصة ، مع الحملة العسكرية التي تنفذها جماعة الاخوان عبر الشرطة العسكرية ضد مناطق الحجرية بذريعة الاعتداء على لجنة تحصيل ضريبة القات.

 

حيث رفض قائد الحملة العميد/ محمد سالم الخولاني قائد الشرطة العسكرية بعودة الحملة الى مدينة تعز وإسناد مهمة حماية لجان تحصيل الضرائب الى القوات الخاصة.

 

ولا تعجز الجماعة عبر ناشطيها في اختلاق المبررات لشرعنة محاولاتها لتفجير الوضع في الحجرية والسيطرة عليها ونشر مليشياتها المدربة حديثة بتمويل قطري ، حتى وان كان ما تقوم به تمرد ضد رأس "الشرعية" في المحافظة والمتمثل في أوامر المحافظ.

 

ومن المزاعم الذي يروج لها نشطاء الإخوان لمواجهة من يعترض على تحويل مدينة التربة الى ثكنة عسكرية وتكديس عشرات الاطقم عسكرية من الألوية الخاضعة لها الى التربة ، بوجود أطقم تابعة لطارق عفاش الذي يقود قوات "حراس الجمهورية" بالساحل الغربي.

 

وهي مزاعم تثير سخرية واسعة لدى أبناء الحجرية الذي يعلمون ان الطرق والمنافذ الرابطة بين مناطق الحجرية ومديريات الساحل الغربي تكتظ بالعشرات من النقاط التابعة للوحدات العسكرية الخاضعة للإخوان.

 

أي أن مرور أي طقم عسكري تابع لقوات " طارق عفاش " – في حالة صحة ذلك – لن يكون الا بعلم وموافقة جماعة الاخوان ، وهو ما يجعل من هذه المزاعم ترتد عليهم.

 

ومن المبررات التي تثير أيضا سخرية أبناء الحجرية ، تريد مزاعم ان هذه الحملات التي تنطلق من مقرات الوحدات العسكرية الخاضعة للإخوان في مدينة تعز الغارقة في الفوضى تهدف الى ضبط الأمن والاستقرار في مناطقهم.

 

ولا تثير هذه المبررات السخرية فقط ، بل تثير الشفقة مع استعراض لأخر حوادث العنف والفوضى التي شهدتها مدينة تعز فقط خلال اليومين الذي انطلقت فيه حملة " الاخوان" العسكرية لإرساء الأمن في الحجرية والذي فشلت في تحقيقه بمدينة تعز.

 

أحدث حوادث الفوضى ، ما كشفه بيان رسمي عن هيئة مستشفى الثورة العام عن الاشتباكات الذي شهدها صباح يوم أمس وأثارت الخوف والهلع لدى طاقم المستشفى والمرضى.

 

وقال البيان بان الاشتباكات وقعت بعد رفض احد المسلحين الإمتثال لأمن بوابة المستشفى والإعتداء والاشتباك مع أفراد أمن المستشفى ما تسبب بأضرار في بعض مباني المستشفى وأضرار بممتلكات بعض العاملين والمواطنين المتواجدين في فناء واقسام المستشفى أثناء الاشتباكات.

 

كما قال البيان بأن الاشتباكات خلفت حالة من الفزع والخوف والهلع لدى كادر الهيئة والمراجعين مما أدى إلى التدافع وحدوث إصابات فيما بينهم ، إضافة إلى أفزاع الرقود في المستشفى ، لا سيما المتواجدين في العناية المركزة.

 

تعز: مليشيات الإصلاح ترفض توجيهات المحافظ وتمنع اللجنة الأمنية من الوصول إلى المدينة القديمة

 

بيان الهيئة أكد تعرض المستشفى لاقتحامات المسلحة ، مكررة مطالبها بضبط الأمن داخل المستشفى وتسليمه لجهة امنية واحدة متمكنة لمنع تكرار الحوادث الأمنية وتكرار اقتحام المستشفى من قبل مسلحين وهو ما ينذر بكارثة قد تلحق بالقطاع الصحي في المحافظة في حال استمرارها.

 

وطالب البيان من المحافظ ومدير عام الشرطة في المحافظة العميد/ منصور الأكحلي وقائد محور تعز اللواء / خالد فاضل إلى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية ووقف الاعتداءات المتكررة على الهيئة والتي سبق وابلغ عن العديد منها خلال الشهرين الماضيين وضبط المعتدين.

 

وقبل هذا البيان بساعات كان الناشط في مدينة تعز تامر المليكي يتقدم ببلاغ الى قيادة محور تعز وشرطة المحافظة والالوية العسكرية بتعرضه لمحاولة قتل في أحد شوارع المدينة.

 

موضحا بانه تعرض لمحاولة القتل من قبل ثلاث مسلحين يرتدون الزي العسكري كانوا على متن دراجة نارية ، لكن تدخل المواطنين وتصديهم للمسلحين حال دون ذلك.

 

المليكي الذي نشر صورا توثق الحادثة وصور المسلحين ، طالب بسرعة القبض عليهم وضبطهم لينالوا جزائهم الرادع.

 

في حين تكشف رسالة نشرها ناشطون باسم أبناء حي الضبوعة بمدينة تعز ، حجم الفوضى بتعرض الحارة لاعتداءات متكررة وليومين من قبل مجموعة من القتلة والخارجين عن القانون في اللواء 170 الخاضع لسيطرة الاخوان.

 

الرسالة التي وجهها أبناء الحي الى قائد المحور ومستشاره " سالم " ومدير الأمن وقادة الألوية العسكرية بالمدينة ، اعتبرت ما يشهده الحي " هو وصمة عار في تاريخ هؤلاء القادة وجرح غائر في جبين تعز ".

 

في حين يكشف الناشط اكرم الحاج في منشور له على حائطه بالفيس بوك تفاصيل جريمة اختطاف مسلحين من اللواء 170 لموظف تابع لمنظمة "كير" العالمية اثناء قيامه مع زملاءه بتوزيع كروت الإغاثة للمواطنين داخل مبنى معهد المعلمين جوار ساحة الحرية.

 

المثير للدهشة بحسب الناشط بان الحادثة تمت بجواره نائب مدير أمن القاهرة ، الذي لجأ له موظف المنظمة للتدخل ، ليرد عليه بالاستجابة لطلب المسلحين والذهاب معهم.

 

مشيرا الى ان الحادثة جاءت بسبب رغبة المسلحين بإضافة أسماء لقائمة المستفيدين من كروت الإغاثة ، مشيرا الى أن المنظمة أوقفت اعمالها وعلقت توزيع كروت الإغاثة للمواطنين حتى يتم ضبط المسلحين وضمان عدم تكرار ذلك.

 

الحوادث السابقة لم تكن الا لمحة موجزة لـ 24 ساعة فقط عن صورة الوضع الأمني الذي تعيشه مدينة تعز وتعايشه منذ بداية الحرب فضل سيطرة جماعة الاخوان على مفاصل الأمن والجيش.

 

وهو ما يجعل من الحديث عن ارسال أي حملة أمنية او عسكرية من قلب هذه المشهد الفوضوي في مدينة تعز الى ريفها لتحقيق الأمن والاستقرار ، أمرا مثيرا للشفقة والسخرية في ذات الوقت.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس