أول حفل للإصلاح في التربة.. نشوة الفتح الإسلامي لمعقل اليسار التعزي

السبت 19 سبتمبر 2020 - الساعة 12:01 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - نيوزيمن

 

أقام حزب الإصلاح –الذراع المحلي لحركة الإخوان في اليمن– حفلاً بذكرى تأسيسه الـ 30 في مدينة التربة للمرة الأولى منذ بداية الحرب، في مشهد لافت عكس الواقع الجديد لمنطقة الحجرية عقب سقوطها بقبضة مليشيات الحزب.

 

ظهور عكس الواقع الجديد كما عكس عقلية الحزب الذي لم يجرؤ طيلة السنوات الخمس الماضية على إقامة هذه الفعالية في المدينة رغم عدم وجود ما يمنع ذلك، باستثناء شعور قيادته بانها منطقة خارج القبضة العسكرية التامة لمليشياته.

 

ولم تشهد المدينة أي فعالية سياسية للحزب، رغم خروجها عن السيطرة الفعلية لقوات اللواء 35 مدرع منذ اكثر من عامين، بعد ان سلمتها لقوات الأمن الخاصة تنفيذا لاتفاق اقرته اللجنة المشكلة من قبل المحافظ السابق أمين محمود.

 

اتفاق جاء بهدف نزع التوتر بين اللواء 35 مدرع واللواء الرابع مشاه جبلي الذي ظهر فجأة مطلع العام 2017م بدون قرار جمهوري، بل بتوجيهات من الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس بهدف زرعه في مناطق اللواء 35 في الحجرية وعلى رأسها مدينة التربة.

 

وسعت قوات اللواء الرابع الذي يقوده الإخواني ابوبكر الجبولي لافتعال الصدام مع قوات اللواء 35 مدرع عبر القيادي في اللواء / عبده نعمان الزريقي الذي يعد القائد العام لمليشيات الإخوان في مناطق الحجرية، الذي جعل من منزله في مدينة التربة اشبه "بمسمار حجا"، أي ذريعة لتواجد قوات اللواء الرابع في مدينة التربة.

 

ورغم تقاسم مليشيات الإصلاح السيطرة على مدينة التربة خلال العامين الماضيين مع قوات الأمن الخاصة عبر تواجد قوات اللواء الرابع، الا أنها كانت تشعر بأنها سيطرة هشة ببقاء تمركز قوات اللواء 35 مدرع في أهم موقعين يطلان على المدينة وهما جبل صبران وجبل بيحان.

 

كان من اهداف زرع قوات اللواء الرابع وافتعال الصدام مع اللواء 35 مدرع، هو الدفع للمطالبة بإخراج قوات الجيش من مناطق الحجرية نحو جبهات القتال، كمطلب حق يراد به باطل ألا وهو نزع تواجد اللواء من هذه المناطق.

 

لكن تواجد الشهيد عدنان الحمادي على رأس قيادة اللواء 35، صعب من مرور هذا المخطط الإخواني، ليتحول المخطط نحو هدف اقل صعوبة من الحمادي إلى حين الوصول إلى طريقة للتعامل مع الرجل.

 

كان الهدف هو مدير أمن مديرية الشمايتين العقيد عبدالكريم السامعي، الذي كان يمثل هو الاخر عقبة في طريق مخططات الإخوان في التربة مركز المديرية ومناطق الحجرية.

 

التمهيد للتخلص من السامعي كان بافتعال عدد من المواجهات واقتحامات لإدارة الأمن من قبل مليشيات اللواء الرابع، لينتهي المسلسل بمشهد درامي في أغسطس من العام الماضي باقتحام إدارة الأمن من قبل مدير أمن المحافظة منصور الأكحلي وفرض أحد العناصر الموالية للإخوان بديلا عنه.

 

نجاح الأمر، أغرى جماعة الإخوان لممارسة اشد الضغوط السياسية على الرئيس هادي لإصدار قرار بإقالة الحمادي مع حملة تحريض وتخوين باءت بالفشل.

 

كما أن الجماعة أدركت بان ما يمثله الحمادي من رمزية في تعز والحجرية بالتحديد وداخل صفوف اللواء تجعل من التخلص منه بقرار إقالة أمرا غير مضمون النتائج، وان السبيل الوحيد لإزاحته هو التخلص منه جسديا، وهو ما تم في الثاني من ديسمبر الماضي.

 

وما ان هدأت عاصفة الاستنكار والادانة لحادثة اغتيال الحمادي حتى بدأت مليشيات الإخوان في جنى ثمارها وانتزاع مواقع اللواء وتحديدا في جبل صبران وبيحان لتأمين سيطرتها على التربة، الا ان الأمر لم يكن بهذا السهولة.

 

لتلجأ جماعة الإخوان إلى الخطوة الأخيرة بوضع يدها على قيادة اللواء من خلال تعيين العميد عبدالرحمن الشمساني خلفا للحمادي مطلع يوليو الماضي لشرعنة نزع مواقع اللواء، وأيضا لم يكن الأمر بهذه السهولة.

 

احتاج الشمساني 40 يوما ليتمكن من دخول مقر اللواء في منطقة العين، بعد مقاومة يائسة للقرار من قبل عدد من الضباط الموالين لدم الشهيد عدنان الحمادي، انهارت بسقوط مدينة النشمة في الـ 22 من أغسطس الماضي بيد مليشيات الإخوان ليتسلم الشمساني اللواء في اليوم التالي.

 

أي أن احتفال حزب الإصلاح بذكرى تأسيسه في مدينة التربة جاء بعد أقل من شهر على نجاحه بفرض سيطرته على قيادة اللواء 35 مدرع، وهو ما يجعل منه احتفالا بالفتح "الإسلامي" لمناطق الحجرية معقل اليسار التاريخي وتأسيس واقع جديد فيها اكثر منه احتفالا بذكرى تأسيس الحزب ذاته.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس