استهداف غامض لمعسكر "قطر" في تعز يثير الشكوك مع تصاعد الصراع داخل أجنحة الاخوان

الخميس 05 نوفمبر 2020 - الساعة 09:19 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 

لا يزال الغموض يكتنف حادثة الاستهداف الذي تعرض لها مساء أمس معسكر تدريبي تابع لمليشيات الاخوان تموله قطر في تعز.

 

وانفجرت طائرة مُسيرة مستهدفة معسكر " حمد " الواقع في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي والذي أنشأه القيادي الاخواني حمود سعيد المخلافي.

 

وبحسب مصادر محلية فقد أسفر انفجار الطائرة عن سقوط 14 جريح من عناصر مليشيات الاخوان المتواجدين في المعسكر.

 

وأكد شهود العيان سماع تحليق للطائرة فوق المعسكر قبل سماع دوي القصف الذي استهدف المعسكر.

 

وأعلن القيادي الاخواني حمود سعيد المخلافي المقيم في تركيا تدشين المعسكر في ديسمبر من العام الماضي ، بتمويل من قطر واطلق عليه اسم " معسكر حمد " على اسم أمير قطر السابق.

 

ورغم مرور 24 ساعة على الحادثة الا أنه لم يصدر أي تصريح رسمي من محور تعز حول الحادثة ومن الجهة التي تقف خلفها ، كما لم يتم تناول الحادثة في الاعلام الرسمي للجيش او للشرعية ، وهو ما يثير الشكوك.

 

كما كان لافتا تناول الإعلام التابع لجماعة الاخوان للحادثة بشكل عابر ، دون تسمية الجهة التي استهدفت المعسكر ، في حين تضاربت آراء نشطاء الاخوان على مواقع التواصل الاجتماعي حول ذلك.

 

ففي حين اتهم ناشطون اخوان جماعة الحوثي باستهداف المعسكر ، اتهم آخرون القوات التابعة لطارق صالح في الساحل الغربي باستهداف المعسكر بأوامر من الامارات ، حد زعمهم.

 

هذا التضارب من جهة والصمت الرسمي من جهة أخرى ، يثير الشكوك حول طبيعة الحادثة التي تعد الأولى من نوعها التي يتم فيها استهداف موقع عسكري بطيران مسير في تعز.

 

وتأتي الحادثة في ظل تفجر الصراع بين اجنحة مليشيات الاخوان في تعز وظهوره الى السطح ، وهو ما كشفته الاحداث الأمنية التي شهدتها مدينة تعز خلال هذا الأسبوع.

 

هذه الأحداث بدأت مع حادثة اغتيال نجل المسئول الأمني الأول للإخوان في تعز يوم الأحد الماضي وما تعبتها من اعمال عنف وقطع للشوارع وتخللها استعراض للقوة بين أجنحة مليشيات الاخوان.

 

صراع بدأ يأخذ منحى مناطقي بشكل خطير بعد استدعاء قيادات اخوانية للعنصر المناطقي ضمن صراعهم على النفوذ والسيطرة ، وابرازه كصراع مناطقي بين " شرعب " و " جبل حبشي ".

 

وقتل مسلحون محسوبون على القائد العسكري لمليشيات الاخوان ومستشار قائد المحور العميد عبده فرحان المشهور بـ "سالم " ، الشاب عبد الله نجل المسؤول الأمني للإخوان في تعز أمين عبده سعيد، ويعد المنافس الأول على الساحة لـ" سالم ".

 

كما حاول المسلحون الذين ينتمون الى اللواء 22 ميكا اغتيال القيادي في اللواء 17 عمر علي سلطان وهو خال الشاب القتيل ، ما أدى الى مقتل مرافقه ، وعمر هو نجل القيادي الإخواني الراحل علي سلطان أحد أهم قيادات الإخوان في جبل حبشي وتعز خلال التسعينات.

 

وعقب الحادثة اقدم مسلحون محسوبون المسئول الأمني للإخوان على قطع الشوارع في مدينة تعز يوم امس ، قبل ان تعلن إدارة الأمن عن خروج حملة أمنية مشتركة للانتشار في شوارع المدينة.

 

اللافت ان الحملة الأمنية كانت بقيادة مدير الأمن و العميد صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا والذي ينتمي له المتهمون باغتيال نجل المسئول الأمني للإخوان.

 

وهو ما فهم على انه اصطفاف مناطقي لسرحان مع " سالم " بحكم انتمائهم الى منطقة مخلاف شرعب ، ضد المجاميع التي يقودها القيادات الاخوانية المنتمية الى جبل حبشي ومنها المسئول الأمني للأخوان.

 

وما ضاعف من هذا هو أن الحملة جاءت بعد توجيه أصدره قائد المحور خالد فاضل والمنتمي الى "جبل حبشي " ، الى مدير الأمن وقادة عسكريين من بينهم صادق سرحان بسرعة القبض على المتهمين بالأحداث الأخيرة.

 

وكان لافتا ان أسماء المطلوبين التسعة الذي تضمنتهم توجيه قائد المحور اغلبهم من أبناء "شرعب" ، وعلى رأسهم المتهمين بحادثة قتل نجل المسئول الأمني ، ولم تتحدث الوثيقة عن اخراج حملة أمنية للقبض عليهم.

 

ليأتي خروج الحملة الأمنية بقيادة سرحان الذي أمر بإخراج إحدى دبابات اللواء 22 ضمن الحملة وكأنه رسالة تحدي لتوجيهات فاضل ، وحماية للمطلوبين من قبل سرحان. 

 

كما ان حادثة مقتل نجل المسئول الأمني للإخوان ، تربطها مصادر أمنية بحادثة قتل أخرى وقعت قبل اشهر وكانت نتاج صراع بين قائد المحور ومستشاره سالم ، جراء خلاف على جباية الضرائب بين الطرفين في سوق المقهاية بمنطقة الضباب.

 

فأحد المتهمين بالحادثة هو يوسف العوني شقيق المدعو سمير العوني الذي قتل في منتصف يوليو الماضي في منطقة الضباب جنوبي تعز على يد المدعو "هَدَّام الحبشي" ، الذي ينتمي الى جبل حبشي.

 

حيث كلف الوكيل اول الاصلاحي  عبدالقوي المخلافي وبأمر من "سالم" المدعو / سمير العوني بهذه المهمة ، في حين كان هدام الحبشي يقوم بجبايتها في نفس السوق لصالح خالد فاضل ، ليدخل الاثنين في خلاف انتهى بقتل العوني على يد الحبشي.

 

هذا التصاعد المخيف في الصراع داخل الاجنحة الاخوان ، يجعل من الغموض الذي يحيط حادثة استهداف معسكر " يفرس " ، على أنها حلقة من حلقات هذا الصراع بالنظر الى كونها الأولى من نوعها في تعز.

 

وفي حالة ثبوت قيام جماعة الحوثي بها او طرف آخر من خارج دائرة الصراع الاخواني ، الا ان تفاصيل الحادثة لا تخرجها من هذه الدائرة.

 

فاستهداف المعسكر تم بعد استدعاء المئات من عناصر الاخوان من عدد من ألوية المحور خلال الأيام الماضية ، بهدف إجراء تدريبات سرية ، وهو ما يرجح الى ان الاستهداف تم بناء على معلومات من مصادر على اطلاع بهذه التدريبات ومن داخل الجماعة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس