التلويح الأمريكي بالتسوية في وجه الشرعية والتحالف.. هل صدقت نبوءات التنظيم الناصري وأمينه العام ؟!

الجمعه 05 فبراير 2021 - الساعة 11:34 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 

"ما يراهن عليه الانقلابيون أن يؤدي استمرار الحرب وتزايد الأخطاء إلى تحول في الرأي العام الدولي .. يدعو إلى وقف الحرب ومنع بيع السلاح لدول التحالف ما يحرج الأنظمة، ولا سيما في الدول الأوروبية، لتمارس الضغوط لإنجاز تسوية تستجيب لمطالب الانقلابيين".

 

ما سبق كان فقرة من حوار صحفي لأمين عام التنظيم الناصري المحامي عبدالله نعمان مع "العربي الجديد" في مارس من عام 2017م ، أي قبل نحو 4 سنوات من الآن.

 

كان تحذيراً شديد الوضوح من الوصول الى هذه النهاية أي " تسوية سياسية تصب في صالح الحوثي " ، وهو ما بات واضحاً في التوجه الأمريكي الأخير لإدارة بايدن.

 

حيث أعلن بايدن يوم أمس الخميس 4 فبراير بشكل رسمي وقف الدعم الأمريكي المقدم للتحالف العربي في اليمن ، مع تعيين مبعوث له الى اليمن بهدف العمل على وقف الحرب والوصول الى تسوية سياسية.

 

هذه الموقف والاشارة الى التسوية السياسية في حديث الرئيس الأمريكي "الديمقراطي" ، تعيد الى الأذهان التسوية التي كان طرحها وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في عهد إدارة أوباما " الديمقراطية " ، في ابريل من عام 2016م ولاقت رفضاً واسعاً من قبل الشرعية والقوى الموالية لها.

 

تسوية كيري التي كانت طرحاً غامضاً عن "تشكيل حكومة وحدة وطنية " دون تفاصيل واضحة حول ملف تسليم السلاح، اعتبرت حينها تحولا خطيرا في التعامل الدولي مع الأزمة اليمنية من تمرد في وجه قيادة شرعية الى أزمة صراع بين أطراف محلية.

 

لم تجد هذه المبادرة في ذاك الوقت أي قبول ، نظراً لكون موازين القوى العسكرية حينها تميل الى كفة الشرعية ، وكان التقدم في الجبهات لصالحها على حساب قوات الحوثي وصالح.

 

ومع اختلاف المشهد وجمود الجبهات والفشل في إدارة المناطق المحررة وإطالة أمد الحرب ، عاود التنظيم الناصري وقيادته التحذير من عودة مثل هذه التسويات وفرضها على الشرعية.

 

كانت قيادة التنظيم الناصري وأمينه العام عبدالله نعمان بان " أهم عوامل إطالة الحرب هو غياب الرؤية المشتركة بين الشرعية والقوى المؤيدة لها من جهة وبين التحالف تتضمن خطة واضحة لاستعادة الدولة في اليمن وبناء مؤسساتها على المسارين السياسي والعسكري " ، بحسب تصريح له في ندوة سياسية في عدن فبراير 2017م.

 

وفي ندوة سياسية له في تعز يوليو 2017م ، قال نعمان بأن استمرار الحرب يخلق رأي عام داخلي ضد الشرعية بسبب فشلها في تقديم الخدمات للمواطنين وعجزت عن توفير الرواتب.

 

وقال : الامر الذي يجعل الناس امام خيار اما الموت جوعا او القبول باي تسوية سياسية توقف الحرب ، اي ان ذلك يساعد في خلق رأي عام للقبول باي تسوية سياسية.

 

وفي ذات الندوة كان نعمان يحذر من فشل الشرعية عسكريا بالقول: اذا لم نقود المعركة بوحدات عسكرية منظمة ومدربة ومزودة بسلاح كافي وبقيادة عسكرية محترفة فلن تحسم المعركة عسكريا.

 

قدم نعمان يومها – أي قبل 4 سنوات من اليوم - ما يشبه خارطة طريق لتلافي الوضع تتلخص في أن تقوم الشرعية بتعديل سياستها واداءها وان تعيد بناء مؤسسات الدولة وان تتواجد الرئاسة والحكومة في عدن و تعمل بشكل مؤسسي.

 

كما دعا نعمان الى تشكيل حكومة مصغرة من 11 – 12 وزيرا تتملك رؤية واضحة ومحددة لإدارة الدولة، مع ضرورة ان يصاحب ذلك ايضا اعادة بناء الجيش على اسس وطنية وعلمية وان يوجد برنامج شامل لعملية دمج كل التشكيلات العسكرية في الجيش.

 

نعمان أعلن رفضه لما يطرح من تقاسم حزبي لمناصب الدولة، مؤكدا بان المرحلة الحالية هي معركة استعادة الدولة وليست معركة اقتسام غنيمة الدولة.

 

أمين التنظيم الناصري أشار في لقاء له مع قناة "يمن شباب" في نوفمبر 2017م ، الى ما تضمنته الرؤية التي قدمها التنظيم في يونيو 2016 م وأكدت على أن "سر قوة الحوثيين او الانقلابين ليس في سلاحهم ولكن في أخطاء الشرعية وأخطاء التحالف".

 

الرؤية كما قال نعمان تضمنت إعادة النظر ومراجعة كافة القرارات التي اصدرتها الحكومة والرئيس هادي وإلغاء ما لا يتوافق منها مع شروط الدستور والقانون ومخرجات مؤتمر الحوار 

 

ظل نعمان يحذر من إطالة أمد الحرب مع فشل الشرعية سياسيا وفي حواره له مع إذاعة سيئون في ديسمبر 2018م حذر أن ذلك جعل "تعامل المجتمع الدولي مع ما يجري في اليمن من منظور الازمة الانسانية المتفاقمة بعيدا عن الاسباب التي ادت الى هذه الكارثة التي تعيشها اليمن".

 

وفي ذات اللقاء شدد نعمان على ما اسماه اقامة "النموذج الجاذب" في المناطق المحررة ، وان ذلك "سوف يشكل هزيمة كبرى للحوثيين ابلغ وأقوى من أي هزيمة عسكرية ".

 

سبق وان نبه نعمان من مخاطر الانهيار الاقتصادي وتدهور العملة المحلية ، وفي لقاء جماهيري في مريس بالضالع سبتمبر 2018م ، حذر قائلا : ما لم تبدأ الشرعية خطوات جادة نحو تجاوز الأخطاء والقصور التي اعاقت عملية اسقاط الانقلاب وهزيمته وكذلك التحالف ستسمر الحرب لفترات طويلة وستكون النتيجة هي تفتيت اليمن ومشروع التفتيت لن يتوقف عند حدود اليمن.

 

تحذيرات ودعوات كلها ذهبت ادراج الرياح ، ولاقت "صمما" في آذان الشرعية ورئيسها الخاضع قرارهم لمافيا الاخوان وعلي محسن وتجار الحرب.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس