مليشيات الحوثي طلبت من المهاجرين أداء "الصلاة الأخيرة" قبل حرقهم .. منظمة حقوقية دولية تنقل شهادات مروعة

الاربعاء 17 مارس 2021 - الساعة 05:46 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش'' مسئولية جماعة الحوثي في حادثة احراق المهاجرين بصنعاء الأحد قبل الماضي ، كاشفة عن شهادات مروعة من الناجين حول الجريمة.

 

وقالت المنظمة في تقرير لها بأن "عشرات المهاجرين ماتوا احتراقا في 7 مارس الناضي بعد أن أطلقت قوات الأمن التابعة للحوثيين مقذوفات مجهولة على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، ما تسبب في حريق.

 

مشيرة الى ان معظم الضحايا من الإثيوبيين الذين كانوا يحتجون على ظروفهم في المركز، مؤكدة بأن انتشار الكثيف لمسلحي الحوثي حينها "عرقل سعي الأقارب والوكالات الإنسانية للوصول إلى الجرحى". 

 

مطالبة جماعة الحوثي بالسماح فورا للفِرق الإنسانية بمساعدة المحتاجين إلى مساعدات طبية أو غيرها ، كما طالب "فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن" التابع لـ "الأمم المتحدة" بإدراج الحادثة في تحقيقاته الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

 

المنظمة قالت في تقريرها بأنها تحدثت هاتفيا مع خمسة مهاجرين إثيوبيين مُحتجزين في مرفق الاحتجاز التابع لـ "مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية" في صنعاء، ومسؤولين من الأمم المتحدة في اليمن.

 

وكشفت شهادات الناجين عن تفاصيل صادمة ، تبين تعمد مليشيات الحوثي قتلهم بالحريق وأن الأمر لم يكن حادثاً عرضياً كما زعمت المليشيات ، وان المليشيات كانت تحتجزهم لابتزازهم مالياً مقابل الافراج عنهم.

 

وأفاد الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات بأنّ ظروف الاحتجاز في المنشأة المكتظة غير صحية، ووُضع فيها 550 مهاجرا في (الهنجر) ، وقالوا إنهم لم يحصلوا على أفرشة للنوم، لكن سُمح لهم بشراء فراش من الحراس وأن الطعام كان  محدودا ومياه الشرب شحيحة، ما أجبر المحتجزين على الشرب من حنفيات المراحيض.

 

وقالوا بإنّ نظّموا، بعد أسابيع من العيش في المنشأة المكتظة، إضرابا عن الطعام احتجاجا على الظروف واستمرار احتجازهم ،وأضافوا بأنّ السبيل الوحيد للإفراج عنهم كان دفع رسم 70 ألف ريال يمني (280 دولار أمريكي) لحراس الأمن. 

 

وصف المهاجرون أيضا انتهاكات لفظية من قبل الحراس وهم عناصر الحوثي، بما فيها الإهانات العنصرية، والتهديدات، والشتائم المتكررة.

 

في صباح 7 مارس/آذار، بحسب ما قال المحتجزون، رفضوا تناول الإفطار، وحوالي الساعة 1 بعد الظهر، عاد الحراس بطعام الغداء، لكنّ المحتجزين أصرّوا على رفضهم.

 

تلا ذلك اشتباك وقال المحتجزون إنّ حراس الأمن تعرفوا خلاله على منظمي الاحتجاج، وأخرجوهم من الهنجر، وضربوهم بالعصي الخشبية وأسلحتهم النارية ، وردّ المحتجزون بإلقاء الأطباق، وأصابوا أحد حراس الأمن في وجهه وجرحوه. جمع الحراس المهاجرين بعدها في مكان قريب واحتجزوهم في الهنجر، بحسب قولهم.

 

غادر الحراس وعادوا بعد عدة دقائق برفقة قوات أمن بالزي الأسود والأخضر والرمادي التابعة للحوثيين ، كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات عسكرية ، وقال الأشخاص الذين تواصلت معهم المنظمة بإنّ حراس الأمن (مليشيات الحوثي) أمروا المحتجزين بتلاوة "صلواتهم الأخيرة".

 

مضيفين بأن أحد أفراد القوة الوافدة صعد إلى سطح الهنجر، الذي يضمّ فسحات مفتوحة، وأطلق مقذوفتين على الغرفة ، وقال المهاجرون إنّ المقذوفة الأولى أحدثت دخانا كثيفا وجعلت عيونهم تدمع وتلذع. انفجرت الثانية، التي أسماها المهاجرون بالـ "قنبلة"، محدثةً دويا ومشعلة الحريق.

 

قال أحد المهاجرين (20 عاما): "كان الدخان والنيران كثيفَيْن ، لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الوضع حينها - انفجرت [المقذوفات]، وتصاعد دخان كثيف، ثمّ انتشرت النيران. كنت مذعورا، وكأنّ الدخان شلّ ذهني. كان الناس يسعلون، وأحرقت النيران الفراش والبطانيات ... احترق الناس أحياء ، اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب".

 

بعد نحو 10 إلى 15 دقيقة، ساعد الناس خارج الهنجر في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة.

 

عقب الحادث، عمّ انتشار أمني كثيف المستشفيات ، قال الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إنّهم شاهدوا قوات الأمن الحوثية تعيد اعتقال مهاجرين غير مصابين بجروح خطيرة.

 

المنظمة اشارت الى اعتبار جماعة الحوثي للمهاجرين كحاملين لفيروس "كورونا"، وقالت بأن المنظمة الدولية للهجرة لاحظت زيادة في "النقل القسري" للمهاجرين من محافظات اليمن الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون إلى الجنوب الخاضع إسميا لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. 

 

مشيرة الى أنه في 2020، نُقل أكثر من 15 ألف مهاجر قسرا من المحافظات الشمالية إلى الجنوب ، في حين قال الأشخاص الذين جرت مقابلتهم بإنهم يعتقدون أن عددا من المهاجرين الذين نجوا من الحريق نُقلوا إلى الجنوب.

 

وثقت هيومن رايتس ووتش في أبريل/نيسان 2020 طرد قوات الحوثيين قسرا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن، تحت ذريعة فيروس كورونا، ما أسفر عن مقتل العشرات وإجبار آخرين على عبور الحدود مع السعودية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس