عبث الإخوان بالجيش والأمن .. بيت الداء في تعز

الثلاثاء 22 يونيو 2021 - الساعة 12:21 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي


 

 

 

 

 

"أنا قائد كتيبة عسكرية في القوات المسلحة" ، بهذه العبارة يرد بكر صادق سرحان على وصفه بقائد عصابة مسلحة في بيان إدارة أمن تعز حول الاشتباكات التي شهدتها مدينة تعز يوم امس بين اتباعه وجنود الأمن.

 

حاول بكر في الرد الذي نشره في حسابه الشخصي على "الفيس بوك" الدفاع عن نفسه وتقديم ما يثبت انه معتدى عليه وليس معتدياً على الأمن او على قطعة الأرض التي كانت سبباً في المواجهات، حيث قال بانه اشتراها بعقد رسمي وموثق بالمحكمة.

 

وبعيداً عن صحة او عدم صحة ما يقول الرجل دفاعاً عن نفسه، الا أن رده يمثل إدانة بعشوائية وتخبط ما قامت به الأجهزة الأمنية ضده، بدأ من وصفه بقائد عصابة رغم كونه قائد كتيبة في الجيش ويحمل رتبة "عقيد ركن".

 

يقول بكر في رده " كان من الممكن تفادي كل هذه الأحداث المؤلمة باتصال هاتفي وسأحضر للإدلاء بما لدي، أو طلبي بطريقة رسمية عبر قيادتي العسكرية وبشكل قانوني وفقاً للضوابط العسكرية".

 

يفضح رد بكر هنا – وبدون قصد بالتأكيد – عقلية العبث والفوضى التي تدار بها مؤسستي الجيش والأمن في تعز المسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان والذي يعد بكر أحد أبرز ادواتها ، فقد لعب الرجل دوراً حاسماً في معركة الجماعة ضد كتائب ابي العباس والتي انتهت بإخراجها من المدينة في مارس 2019م.

 

كما أن بكر بحد ذاته يمثل إدانة واضحة للعبث الاخواني بمؤسسة الجيش، لشاب ثلاثيني يحمل رتبة "عقيد ركن" ذيل بها رده على إدارة أمن، وهي رتبة تحتاج الى سنوات في الخدمة العسكرية او شهادة عسكرية من كلية حربية ، كما يقول للقانون العسكري.

 

 لكن الجماعة المسيطرة على قرار الشرعية كان لها قولاً آخر ، حولت فيه الرتب العسكرية الى هدايا وعطايا تُمنح لعناصرها وأدواتها ليكون جيش الشرعية ملكية خاصة وحكراً على عناصرها، حتى وان كان بشكل فج ، كأن يتحول مراسل لصحيفة حزبها (الصحوة) الى قائد محور عسكري وبرتبة لواء كما هو حال ابوبكر الجبولي وما يسمى بمحور طورالباحة، ووصل اعداد المحسوبين على الوية محور تعز ومن واقع الكشوفات مايقارب ال 50 الف.

 

هذا العبث تنبهت له قوى سياسية منذ الأيام الأولى للحرب وخاصة في تعز ، مع صدور قرار من الرئيس هادي بدمج تشكيلات المقاومة ضمن الجيش ، وهي المنفذ الذي ولجت منه الجماعة نحو مفاصل الجيش والأمن التابع للشرعية، والذي يقتحم ويغلق مؤسسات الدولة وباسمها .

 

حذرت هذه القوى ومنذ عام 2016م وعلى رأسها التنظيم الناصري في أكثر من بيان من خطورة العبث بعملية دمج المقاومة في الجيش وضرورة وضع أسس علمية لها لبناء مؤسستي الجيش والأمن، وكان لافتاً إصرار أمين التنظيم المحامي عبدالله نعمان على جزئية ان تكون الرتبة العسكري التي تمنح لقيادات المقاومة تكريماً لدورهم ، "رتباً شرفية" لا تخول لهم تولي المناصب القيادية في الجيش وإبقاءها خاضعة للتدرج العسكري او للدراسات الاكاديمية الحربية.

 

كانت هذه الدعوات تواجه بحملة تخوين شرسة من قبل جماعة الإخوان واعتبارها "طعن في المقاومة" وخدمة لمليشيات الحوثي ، ونجحت في إخماد هذه الأصوات، لتزيد الطين بله حين انشأة ودربت لما اسمته بالحشد الشعبي خارج اطار الجيش، لتحصد تعز اليوم ثمار ما زرعته الجماعة في مؤسستي الجيش والأمن من عبث وفوضى.

 

ولعل اقسى ثمار ذلك ، واقع أن أغلب أن لم يكن جميع الاعتداءات والجرائم التي سجلتها تعز خلال السنوات الماضية قام بها عناصر وقيادات في الجيش والأمن ، ولم يعد الأمر اتهام يطلقه خصوم جماعة الإخوان كما تروجه اعلامهم للهروب من الحقائق ، اليوم هي حقيقة ماثلة للعيان وتقر بها حتى بعض قيادات محسوبة على الجماعة نفسها.

 

وجاء هذا الإقرار بشكل واضح من خلال الاجتماع الذي تم يوم أمس الأحد بين مجلس جامعة تعز برئاسة رياض العقاب نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب وهو من عناصر الإخوان، وبحضور وكيل محافظة تعز الشيخ عارف جامل والعميد عيد العزيز المجيدي اركان حرب محور تعز.

 

الاجتماع جاء كمحاولة من السلطة المحلية والمحور بإقناع المجلس بالتراجع عن قراره بوقف العمل في الجامعة احتجاجاً على حادثة الاعتداء على نائب رئيس الجامعة العقاب يوم الثلاثاء الماضي من قبل العقيد الإخواني عبدالحكيم الشجاع ، وهو ما رفضه المجلس واعلن المضي في قراره.

 

الخبر الرسمي الذي نشره اعلام الجامعة قال بأن أعضاء المجلس عبروا عن أسفهم " في أن يكون معظم مرتكبي الاعتداءات المتكررة على الجامعة ينتمون لمؤسستي الأمن والجيش التي يعول عليها حماية الوطن وليس الجامعة فقط".

 

ورغم أهمية الاعتراف في صدروه من كيان يترأسه احد عناصر الإخوان ، الا أن الواقع التي تشهدها تعز مؤخراً باتت اكبر دليل وبرهان على أن المشكلة الأساسية في المحافظة هي في العبث الذي احدثته جماعة الإخوان بحق الجيش والأمن ، وان الخيار الوحيد للخروج من الوضع الكارثي الذي تعيشه في تعز هو في إصلاح الخلل في مؤسستي الجيش والأمن وانهاء هذا العبث كما قال محافظ تعز السابق أمين محمود.

 

يؤكد أمين محمود في تعليق له على تحركات الشارع الأخيرة ضد الفساد والفوضى ، بأن العبث الإخواني في الجيش والأمن هو "مكمن الخلل وبيت الداء  وان دون ذلك – أي إصلاحها - مجرد مضيعة للوقت وذر الرماد في العيون"

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس