انتصارات البيضاء .. تخلي سعودي عن جيش "الكشوفات" أم جبهة "تجارية" جديدة للإخوان والأحمر

الاثنين 05 يوليو 2021 - الساعة 11:39 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي


 

 

 

 

 

شهدت محافظة البيضاء تطورات لافتة خلال الساعات الماضية بعد أيام من تدشين الشرعية لما اسمتها معركة "النجم الثاقب" لتحرير المحافظة من مليشيات الحوثي الانقلابية.

 

المعركة التي دشنها وزير الاعلام معمر الارياني على "تويتر" يوم الجمعة الماضية انطلقت من جبهة الحازمية بمديرية الصومعة بغرب البيضاء.

 

وقال الوزير يومها بأن "وحدات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية" تمكنت فيها من تحرير مواقع ومساحات واسعة وأنها باتت على بعد 3 كيلو من الخط الرئيسي الرابط بين محافظة البيضاء ومكيراس.

 

وبعد ثلاثة أيام من تدشين الوزير للمعركة توقف الحديث عنها ، ليتم تحريك الوضع في جبهة ال حميقان بمديرية الزاهر يوم امس بهجوم واسع ضد مليشيات الحوثي ، وخلال أقل من 24 ساعة تم الإعلان عن تحرير المديرية بشكل كامل ، والانتقال الى أول مناطق مديرية البيضاء مركز المحافظة.

 

وشكلت هذه الانتصارات حدثاً فارقاً في المشهد العسكري خلال العامين الماضيين ، الذي لم يسجل فيهما أي تقدم حقيقي على الأرض لقوات الشرعية ، بعد سلسلة من الهزائم المذلة لها على يد مليشيات الانقلابية.

 

هزائم بدأت مع السقوط المريب لفرضة نهم في فبراير 2020م بيد مليشيات الحوثي وتتابعت بسقوط عاصمة محافظة الجوف الحزم واغلب معسكرات الشرعية وامتدت بسقوط جبهة قانية الاستراتيجية والفاصلة بين البيضاء ومأرب في يونيو 2020م وتوغل الحوثي في مديريات مأرب الجنوبية مع تقدمه في الغرب والشمال.

 

ومع حلول العام الحالي كانت مليشيات الحوثي تقترب من تطويق مدينة مأرب وهو ما دفعها الى تدشين معركة اسقطاها في فبراير الماضي، ورغم فشلها في ذلك الا أنها لا تزال تشكل خطراً حقيقاً عليها لا يبعد اكثر من 15 كم فقط.

 

عكست هذه الهزائم الحقيقة الصادمة حول الجيش الذي تمتلكه الشرعية بعد 6 سنوات من الدعم السخي وغير المحدود من قبل التحالف والموارد الضخمة التي تمتلكها مأرب وسخرت له، لينتهي المشهد بحقيقة انه جيش على الورق قوامه أكثر من 450 الف جندي.

 

ورغم محاولات وزير اعلام الشرعية والإعلام التابع لجماعة الإخوان حشر مصطلح "الجيش الوطني" في المعارك الأخيرة التي تشهدها البيضاء، الا أن الحقيقة على الواقع تنفي ذلك تماماً ، وتقول ان من يخوض القتال هم مجاميع مقاومة من أبناء المحافظة بالإضافة الى كتائب سلفية من ألوية العمالقة "المدعومة اماراتيا" كما يصفها إعلام الإخوان.

 

معارك جاءت بتمويل ودعم مباشر من قبل السعودية بعيداً تمام عن الشرعية وجيشها وقيادته في مأرب فكانت النتيجة انتصارات حقيقة أوقفت مسلسل الهزائم والنكسات ولو بشكل مؤقت ومحدود، في مشهد قد يعكس توجه سعودي بالبحث عن بدائل على الأرض بعيداً عن جيش "الكشوفات" الوهمي.

 

تحريك جبهة البيضاء لا يمكن فصله عن فشل الجهود الدولية التي بذلت مؤخراً لإيقاف الحرب في اليمن جراء تعنت مليشيات الحوثي، لذا يمكن اعتبارها ورقة ضغط بوجه مليشيات الحوثي عبر تحريك الواقع العسكري على الأرض والحاق الهزيمة بها ووقف تقدمها المستمر على حساب الشرعية.

 

الا أنه في المقابل فأن الاهتمام اللافت من قبل الاعلام التابع لجماعة الإخوان والجنرال علي محسن الأحمر بالمعارك في البيضاء، يشكك في دقة القول بأنها مؤشر عن ابتعاد السعودية عن الجماعة والجنرال في إدارة الملف العسكري.

 

حيث تحدث نشطاء جنوبيون الشهر الماضي عن رفض قيادات عسكرية بارزة في يافع موالية للانتقالي لعرض تقدمه به قيادات مقربة من الشرعية لفتح جبهة ضد مليشيات الحوثي نحو البيضاء عبر مديريات يافع والدفع بمجاميع مسلحة وتمويل المعارك بميزانية تصل الى نحو 200 مليون ريال سعودي.

 

هذا الرفض دفع – على ما يبدو – الى الاعتماد على جبهة آل حميقان مع تعزيزها بكتائب من ألوية العمالقة المنتشرة في الساحل الغربي وعبر قيادات مقربة من الإخوان والجنرال الأحمر ومن بينها علي ناصر المعروف بابوعيشة او "أبوعائشة" ، الذي أعلن دخول قوات "اللواء الثالث عمالقة" المعركة في البيضاء.

 

ورغم اعتراف قوات العمالقة في موقعها الرسمي بمشاركة افرادها في المعارك الا أنها لم تذكر مشاركة اللواء الثالث او اسم الرجل ، جراء التوتر الذي يشوب العلاقة بينه وبين قائد الوية العمالقة ابوزرعة المحرمي وتجسدت في الاشتباكات التي شهدتها مدينة المخا الشهر الماضي.

 

وجاءت الاشتباكات بعد رفض الرجل قرار إقالته من قبل المحرمي من قيادة اللواء الثالث بعد اتهامات بتورطه في بيع أسلحة ثقيلة وذخائر تابعة للواء الى مليشيات الإخوان في تعز.

 

ويعتبر ناشطون اسم "ابو عيشة" وهو يحمل ايضاً صفة قائد اللواء الرابع مشاة كأحد الألوية التابعة للشرعية ، دليلاً على ان معارك البيضاء لا تختلف عن كونها جبهة جديدة لاستنزاف أموال السعودية من قبل جماعة الإخوان والجنرال الأحمر.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس