نجل عدنان الحمادي: سنلجأ لتدويل القضية ووالدي استهدف من شركائه الذين سلحهم لمواجهة الحوثي

قال زكريا عدنان الحمادي، نجل قائد اللواء 35 مدرع، العميد الراحل عدنان الحمادي، أن أسرته ستسعى لتدويل قضية اغتيال والده الشهيد، إذا لم يتم استيفاء الإجراءات القانونية والوثائق الناقصة في ملف القضية، مشيراً أنه يأمل ألا يضطر أولياء دم الشهيد الحمادي لذلك، لكنه استدرك قائلاً: "قضية اغتيال سياسي بهذا الحجم، ليس هناك أي مانع من تدويلها".

جاء ذلك في تصريحات تلفزيونية أدلى بها نجل الحمادي الأكبر لبرنامج خط أحمر الذي يقدمه الصحفي اليمني عزت مصطفى على قناة الغد المشرق، حيث رد على سؤال مقدم الحلقة عن خيارات المتاحة لأسرة الشهيد الحمادي إذا توصلت إلى قناعة بأن الحكم النهائي في القضية غير منصف، بالقول: "كل الخيارات مفتوحة أمام أسرة الشهيد القائد ومحبيه، وسنسعى لتدويل القضية".

وتحدث الحمادي الأبن عن جملة من التجاوزات التي ساهمت في تحريف مجرى القضية مشيراً إلى مطالبات أولياء دم الشهيد عدنان الحمادي، ومحاميهم، للجنة الرئاسية والنائب العام بتأجيل رفع قرار الاتهام في قضية الاغتيال لحين استكمال إجراءات التحقيق من قبل اللجنة العامة، وأضاف "..قال لي النائب العام بأنه على وشك رفع قرار الاتهام إلى المحكمة، فقلت له كيف سترفع قرار الاتهام للمحكمة وملف القضية لم يكتمل بعد".

وبحسب زكريا الحمادي فإن النائب العام رد عليه قائلاً: "نحن بحاجة إلى فرصة أطول.. ونحن داخلين في أجازة قضائية ستمتد من شهر مارس وإلى ما بعد عيد عرفة.. والجثة ما تزال في الثلاجة" في إشارة ضمنية لمطالبة أولياء الدم بدفن جثمان الشهيد الراحل بحجة طول إجراءات التحقيق، وهو ما أكد عليه عضو هيئة الادعاء في قضية اغتيال الحمادي نجيب الحاج الذي أشار سابقاً إلى إلحاح النائب العام على دفن جثة الشهيد الراحل.

وأضاف نجل عدنان الحمادي قائلاً: "وكان هناك وعد باستكمال التحقيق وعلى هذا الأساس استشرت بعض الناس فقالوا مافيش مشكلة.. طالما الإجراءات الفنية وتقرير الطبيب الشرعي قد صدر.. مافيش سبب لإبقاء الجثة، فتم على هذا الأساس الاتفاق وتم الدفن" واستطرد: "بعد الدفن مباشرة، نتفاجأ بتصريح صحفي عن قرب صدور قرار الاتهام وإحالة ملف القضية إلى المحكمة".
وأشار الحمادي الأبن إلى رفض اللجنة الرئاسية المكلفة بالتحقيق في قضية اغتيال العميد عدنان الحمادي، والنائب العام اليمني، مطالبات أولياء الدم ومحاميهم، الحصول على نسخة من ملف قضية الاغتيال، مؤكداً بأنه قد سمح له ولمحاميه بالاطلاع على الملف في مكتب النائب العام وأضاف: "اطلعنا على الملف في خطفة سريعة ولاحظنا بعض النقص فيه أنا والمحامين، وطلبنا من النائب العام بعض الطلبات لاستكمال الملف".

مشيراً إلى أن من بين هذه الطلبات "استدعاء بعض الأسماء التي ورد ذكرها في محاضر التحقيق مع المتهمين والشهود، وما يتعلق بالجانب الفني من رسائل نصية واتصالات وحوالات مالية" بين المتهمين وأشخاص آخرين، وأكد زكريا الحمادي صحة ما أوردته بعض الصحف الدولية ووسائل الإعلام من وجود مراسلات نصية ساعة تنفيذ الاغتيال قائلاً:: "هناك مراسلات في تلفون أحد المتهمين أثناء وقوع جريمة الاغتيال".

وأردف: "نحن طلبنا من النيابة العامة استكمال ملف القضية، بحيث يرفع ملف المراسلات النصية للمشتبه بهم مع الاتصالات والتحويلات المالية ضمن ملف القضية، بحيث لا يرفع بشكل مجتزأ" مشيراً إلى أنه ورغم تلك المطالبات، إلا أن ملف القضية الناقص الذي طالب أولياء الدم ومحاموهم باستكماله، تم اجتزاء المزيد من الوثائق التي كان يحتويها سابقاً، وتم رفعه ليس كما كان مجتزءاً في السابق، بل تم اجتزاؤه أكثر مما كان عليه.

وأوضح نجل الشهيد الحمادي: بأن ملف القضية الذي تم التحفظ عليه من قبل أولياء الدم ومحاميهم، قد تعرض لانتزاع أكثر من 350 مستند من الملف الناقص أصلاً، مشيراً إلى أن محاميي أسرة الشهيد الحمادي طالبوا بالاطلاع على المضبوطات التي تم ضبطها ساعة وقوع الجريمة، وأن يحضر محامو أولياء الدم جلسات تحقيق النيابة مع المتهمين، مؤكداً بأن هذه الطلبات قوبلت بالرفض "ولم يسمح لنا الاطلاع على المضبوطات ولا حضور جلسات استجواب المتهمين".

وأكد زكريا عدنان الحمادي، بأن والده تعرض للاستهداف ممن دعمهم وسلحهم في بداية الحرب لمواجهة مليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن عدنان الحمادي كان لديه إدراك للخطر الذي يترصده منذ بداية المواجهة مع المليشيات الحوثية لكن وعندما تم "إعادة بناء اللواء 35 مدرع، تضاربت المصالح من أجل السيطرة على الحجرية، وهنا أتى خطر من نوع آخر باستهدافه ممن كان شريكاً معه في مقاومة الانقلاب الحوثي".

وأوضح نجل الحمادي بأن والده الشهيد كان يتوقع تعرضه للاغتيال باستمرار، وكان "عامل احتياطاته بالكامل، فيما يمكن أن يتعرض له في الخارج" وأنه كان يتوقع استشهاده بعبوة ناسفة أو كمين مسلح.. "ولم يخطر على باله (أي عدنان الحمادي) بأن الاستهداف سيأتي من الداخل"


مشيراً إلى أن والده كان يقول له "توقع في يوم من الأيام أن يأتي خبر استشهادي بعبوة ناسفة أو بكمين مسلح، ولم يخطر في بالنا أو في باله أن يكون الاغتيال بهذه الطريقة ومن الداخل".

واعتبر الحمادي الأبن أن استهداف والده لم يكن استهدافاً لشخص والده الشهيد عدنان الحمادي، بل كان استهدافاً للمشروع الذي يحمله، واستهداف للواء 35 مدرع الذي يمثل "عقبة أمام المشاريع الصغيرة والمشاريع الضيقة" مشيراً إلى أن والده ليس له خلافات أو مشاكل مع أحد حتى يستهدف كشخص إنما المشروع الذي يحمله هو الذي يستهدف، مستشهداً بما يدور في الحجرية خلال الشهور الأخيرة من صراع تقوده مليشيات الإصلاح قائلاً: "وما زلنا إلى هذا اليوم نسمع ونرى استهداف اللواء 35 مدرع، واقتحام مناطق الحجرية لجرها إلى الصراع".

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس