قضية: مستشفى العلوم والتكنولوجيا بنايات مزخرفة للمتأجرة بأرواح الناس
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 - الساعة 05:32 صباحاً
المصدر : الرصيف (خاص)
مريضة تصارع ايامها الأخيرة على فراش المرض الذي أنهك جسدها بعد أن أخذ منه الدهر ستة عقود وقطع اوصالها، ووجدت نفسها على فراش المرض داخل إحدى مستشفيات العاصمة صنعاء، لكن كادر هذا المشفى تحولوا من ملائكة للرحمة إلى مصاصي مال.
في قضية العجوز "سعود" وهي المريضة التي يروي موقع "الرصيف برس" تفاصيل مرضها ويكشف كيف أصبح ملائكة الرحمة تجار لجلب المال وبعيدين عن المسؤولية الطبية والإنسانية.. إلى هذا التقرير.
استيقض الساكنين في منزل الحجة "سعود مثنى ناصر الشبيلي" (65 عاماً)، على صراخ هذه العجوز الذي كاد يخترق جدران المنزل بسبب مرضاً انتابها وتسبب لها بانتكاسة أجبرت أولادها على اسعافها إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، وفي قسم في قسم الطوارئ كانت البداية، وتم إجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص حالتها ومعرفة أسباب الألم والوجع التي تكابده هذه المسنه في احشاءها.
ولم تكن سوى ساعات قليلة حتى صدم "اخصائي المناظير" الطبيب "رضا الاعجم" بالتقرير الأولي للجهاز الطبي الذي كشف اسباب الألم الذي تعانيه الحجة سعود، مؤكداً وجود جسمين غريبين في منطقة "البطن"، ما جعل الطبيب يقوم الى عمل تقرير لإجراء فحص "الخزعه: وهو فحص خاص بأمراض السرطان" للتأكد من نتائج الفحص الأولي الذي اقر بوجود كتلتين خبيثتين تسكنان جسد المريضة، وبعد مشاهدة الاخصائي الفحوصات تم تحويلها إلى الطبيب المختص وهذا الأخير قام بدوره وشدد على ضرورة اجراء عملية استئصال الورم بشكل سريع وفوري.
كانت الصدمة كبيرة ومقلقة لأسرة الحجة سعود الفقيرة، والتي تنتمي الى جبال ريمة الشاهقة، ومن هنا بدأت رحلة المعاناة والبحث لتوفير المبلغ المالي المقرر للعملية في مستشفى العلوم والتكنولوجيا البالغ مقداره بـ580 الف غير شامل التكاليف الأولية والمصاحبة، فباعوا الكثير من الممتلاكات والمقتنيات الثمينة واقترضوا الأموال، وبعد شق الانفس استطاع أولادها توفير المبالغ المستحقة للمستشفى لإنقاذ روح والدتهم، ليتم بعد ذلك تحديد موعد اجراء العملية من الطبيب الجراح، الطبيب، فضل علي المهتدي، الذي قام بتشخيص المريضة وإصدار حكم تشخيصي أكد أنها تعاني من مرض السراطان الخبيث سابقاً.
خطاء العملية الأولى
بعد الانتهاء من اجراء عملية استئصال الأورام الخبيثة كما زعمت مستشفى العلوم، والتي كانت في الأمعاء الغليظة وخروج الحجة سعود من غرفة العمليات، كان لابد من استكمال المرحلة العلاجية وذلك من خلال "الجرع الكيماوية" بحسب إرشادات الطبيب المختص الطبيب المعالج، فضل علي المهتدي، وتم تحويلها إلى مركز الأورام السرطانية بصنعاء للاستمرار بالمرحلة العلاجية، وفي مركز الأورام السراطانية طلب الأطباء المختصين عينات من الفحص الطبي الذي اثبت وجود "اورام سرطانية" للتاكد بانه ورم خبيث ليتم اعطاءها جرعات كيماوية إن كان المرض فعلاً يختاج لذلك.
وعاد أولاد الحجة سعود إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا لطلب الفحوصات التي تثبت مرضها بالسرطان من أجل يتم الموافقة على اعطاءها جرع الكيماوي من مركز الأورام السرطانية بصنعاء، وعند وصول أولادها إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا، كان الرد من المستشفى بضياع عينية من الفحص واعطاءهم نسخة من فحص كتلة واحدة فقط، الذي كانت تثبت بعدم وجود ورم سرطاني نهائياً وان التشخيص الطبي كان كارثي من قبل اخصائي المناظير الطبيب "رضا الاعجم" والطبيب المختص، الطبيب. "فضل علي المهتدي".
هذا ما اجبر الاسرة مطالبة إدارة المستشفى بمخاسير العملية الخاطئة ورفض الإدارة لذلك لم يعطوا خيارات أخرى لأولاد الحجة سوى التوجه إلى نيابة غرب الأمانة ورفع قضية ضد المستشفى .
وقام محامي المستشار القانوني للمستشفى بالرد على الدعوى وطلب تحويل القضية إلى المجلس الطبي للنظر فيها وإصدار الحكم القضائي المناسب لهذا الخطأ الجسيم، وماتزال القضية إلى الان منظورة أمام الهيئة المختصة بالمجلس الطبي التي تماطل وتهمل القضية منذ ما يقارب الخمسة أشهر تحت ادعاءات الإجراءات القانونية والبيوقراطية المملة التي قد كادت أن تكون روح الحجة سعود ثمنها.
هذا ما أجبر أولادها على إعادة الفحوصات من البداية في مستشفى السعودي الألماني واجراء خزعة أخرى وتحمل تكاليف عملية أخرى، لانقاذ روح والدتهم الحجة سعود مثنى ناصر الشبيلي، وكانت النتيجة إن والادتهم سليمة ولا وجود لأيّ اثار لسرطان وان التشخيص والعملية التي تمت في مستشفى العلوم والتكنولوجيا كانت غير صحيحة وخاطئة.
وحسب أولاد الحجة سعود لا أحد ساعد وأنقذ والدتهم من مقاصل تجار البشر المتمرتسين خلف جدران بنايات مزخرفة وأجهزة التكنولوجيا الحديثة، والذين تحولوا خلالها من ملائكة للرحمة الى تجار يبتاعون ويشترون بأرواح البشر دون وجود ضمير أخلاقي يمنعهم او رقابة قانونية تردعهم عن القيام بنفس هذه الاعمال القذرة المهددة للإنسان.
ويناشد اولاد الحجة سعود السلطة في صنعاء من كل هذا العبث في مستشفى العلوم والتكنولوجيا والمتاجرة الواضحة بأرواح الناس.
( يحتفظ الموقع بملف يتضمن كافة الوثائق الداعمة للقضية)