حرب الحوثي والاصلاح على الصحفيين والنشطاء .. إرهاب سياسي بإدوات الدولة
الاحد 24 فبراير 2019 - الساعة 02:27 صباحاً
المصدر : المحرر السياسي
في تماهي عجيب تواصل تيارات الاسلام السياسي في صنعاء وتعز حربها الشعواء ضد خصومها من الصحفيين والنشطاء واصحاب الرأي.
القاسم المشترك في هذه الحرب الموجهة ضد هؤلاء كان باستخدام جماعتي الحوثي والاصلاح لأدوات الدولة لهذه الحرب القذرة لإسكات كل صوت معارض.
خلال الأسبوع الماضي تصاعدت حدة الترهيب والقمع بحق الصحفيين والناشطين المنتقدين لفساد القيادات الأمنية والعسكرية وللفوضى الأمنية التي تعيث في مدينة تعز منذ الحرب.
فلم تمر أيام على افراج سلطات الأمن الخاضعة لسيطرة حزب الاصلاح متمثلة في البحث الجنائي للصحفي جميل الصامت ، الا وعاودت هذه السلطات حربها على الصحفيين تحت شماعة " الاساءة للجيش الوطني ".
يوم الاثنين الماضي تلقى الصحفي والناشط عبدالله فرحان اتصالا من البحث الجنائي في تعز يطلبه للتحقيق في دعوى مرفوعة ضده من قبل قيادة المحور.
فرحان الذي استجاب لطلب الحضور كشف عن مواجهته بملف إدعاء من قبل محور تعز مكون من 51 صحفة عبارة عن تصوير لمنشوراته على حائطه الشخصي على الفيس بوك.
ملف الاتهام الذي كشف عنه فرحان يحق ان يتحول الى دليل اتهام ضد قيادة المحور ، دليل على فشلها في مهامها العسكرية على مستوى انجاز تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي وضبط عناصرها المنفلتين والمتورطين في الفوضى وتفرغها لملاحقة منشورات الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الملاحقة تواصلت بشكل فج ودون خجل ، فيوم الثلاثاء الماضي قال الصحفي وجدي السالمي مراسل موقع العربي الجديد بأنه تلقى اتصالا عبر الهاتف من ضابط في البحث الجنائي طلب منه الحضور للتحقيق.
وبحسب ما قاله الضابط للزميل وجدي فإن التحقيق معه تحت "تهمة الإساءة للجيش " وأنه فِي حال عدم حضوره سيتم إحضاره قهرا.
وحسب الزميل وجدي فانه سبق وتم ايقافه لمدة ساعتين بمعية المصور مرزوق الجابري و الصحفي جمال الأسمر يوم الاثنين لدى الكتيبة الثالثة في اللواء١٤٥ التابع للشرعية، وذلك بعد تصويرهم لحالة إنسانية .
نقابة الصحفيين اليمنيين وصفت هذه الحوادث بأنها " توجه معادي " ، مطالبة الحكومة الشرعية بوقفه ووقف تكميم الافواه والزج بالصحفيين في الصراعات السياسية.
هذه الحوادث تزامنت بشكل لافت مع ارهاب مماثل في الطرف الأخر من الحرب على الصحفيين وهي جماعة الحوثي التي تشابه سلوك اختها جماعة الاخوان.
حيث احالت النيابة الجزائية المتخصصة الخاضعة لمليشيات الحوثي 8 كم الزملاء الصحفيين المختطفين منذ ما يقارب أربعة اعوام إلى المحاكمة امام المحكمة الجزائية المتخصصة بعد فترة احتجاز تعسفية تعرضوا خلالها للإخفاء والتعذيب والحرمان من حق التطبيب والرعاية.
هذه الخطوة الحوثية جاءت بهدف منع شمول الزملاء الصحفيين ضمن صفقة تبادل الإسرى بتلفيق تهم جنائية لهم ، في سلوك مشين يكشف مدى حقد الجماعة ضد الصحفيين.
تشابة السلوك والعداء ضد الصحافة وحرية الكلمة بين جماعات الاسلام السياسي يوضح حجم التطابق بين الفكر والمشروع رغم العداء الظاهر.
كما يوضح حقيقة ايمان هذه الجماعات بمفهوم الدولة باعتبارة مجرد وسيلة لفرض سيطرتها على الحكم وقمع اي صوت معارض ، فالدولة وسيلة وليست غاية للتعايش وللمواطنة المتساوية.