الفشل الأمني المستمر في تعز .. وباء يفتك بالمحافظة وخطره تجاوز حدودها
الاثنين 11 مارس 2019 - الساعة 01:10 صباحاً
المصدر : المحرر السياسي
يوما بعد يوم تتعاضم الكارثة الأمنية في تعز وباتت آثارها تتجاوز حدود المحتمل والمنطق ايضا ، بل بات عواقب فشل قيادة الأمن بالمحافظة خطراً عابرا لحدودها.
لم تكن حادثة قاعة حواء في وادي القاضي التي وقعت مساء الثلاثاء الماضي الأولى في سجل الانفلات الأمني ، بل مثلت نقلة نوعية لهذا الانفلات ومخاطرة.
اظهرت هذه الحادثة ان فشل قيادة الأمن في تعز انتقل من حالة العجز في مواجهة الانفلات الأمني الى مرحلة شرعنة هذا الانفلات والفوضى وتبريره بأي ثمن حتى وان كان تدمير النسيج الاجتماعي بين ابناء المحافظة او مع ابناء المحافظات الأخرى.
لقد كشفت حادثة الصالة ان خطورة الانفلات الأمني وفشل القيادات الأمنية والعسكرية لم يعد مقتصرا على حدود المحافظة بل بات يشكل خطرا عابرا للحدود.
ولم تكتفي قيادة أمن تعز الخاضعة لسيطرة الاصلاح في هذه الحادثة بمحاولة تبرير فشلها في ما حصل والتغطية على هذه الجريمة النكراء التي لم يسبق لها مثيل بأن تهاجم قاعة أفراح تعج بالنساء من قبل مسلحين يتبعون أحد القيادات العسكرية البارزة والمحسوبة عليهم.
بل تجاوزت ذلك بتقديم الإعلام الامني رواية كاذبة كادت ان تشعل فتنة مناطقية قذرة ، حين سارعت بتفسير مقتل أحد ابناء الصبيحة مع زوجته بانها جريمة ثأر وأن المهاجمين هم من أبناء الوزاعية نفسها.
وفي اليوم التالي حاولت قيادة الأمن تقديم تبرير جديد لاسباب الحادثة بتفسير كارثي وسارعت في تقدم رواية ثانية لا تقل جرما عن سابقتها ، بحديثها عن شجار بين مسلحين من الحي الذي تقع فيه الصالة وبين مسلحين مرافقين للعريس وكأن إدارة الأمن غير معنية في الضبط والتحرك السريع لتفادي توسع الخلاف اطلاقا.
لم تراعي إدارة الأمن حساسية القضية وحساسية كون القتيل وزوجته من خارج المحافظة وهم أبناء الصبيحة وبشاعة تحويرها وإخفاء حقيقة ما جرى وجعلها قضية ثأر ، اي نقلها من جريمة أمنية جنائية الى فتنة مناطقية لا يحمد عقباها.
هو ما تجسد بقيام أبناء الصبيحة بقطع الطريق الوحيد لتعز مع تحشيد مسلح لتتوجه الى مدينة تعز للأخذ بالثأر ، وهو ما تم تلافيه لاحقا ومحاولة إخماده بعد تدخل محافظ المحافظة وفق مهله أيام لضبط وتسليم الجناة إلى عدن.
هذه الحادثة التي تأتي بعد ايام فقط من جريمة لا تقل عنها بشاعة وهي جريمة الاعدام التي تعرض لها أحد افراد الجيش في جولة المسبح وامام اعين اطقم الأمن والجيش ، تجعل من استمرار السكوت عن هذا الفشل الأمني المريع جريمة حرب بحق المحافظة وأبناءها.
فشل أمني تم التبرير له خلال الفترة الماضية بشماعات مختلفة ، تارة يرمى به الى تواجد أبوالعباس وتارة بالمحافظ السابق أمين محمود ، لكن مع خروج الأول وتغيير الثاني احرقت هذه الشماعات وبقيت أسباب هذا الفشل واضحة بأنها خلل في رأس الأجهزة الأمنية .
لقد فاض الكأس الف مرة مع كل جريمة تشهدها تعز بشكل شبة يومي ، جرائم كل واحدة منها كفيلة بعدم بقاء مدير الأمن ولو لدقيقة واحدة كأقل عقاب بل ان بعضها تستحق ان تضعه خلف قضبان المحاكمة وليس البقاء كل هذه المدة برغم خيباته.
ان استمرار قيادة الأمن رغم كل هذا الأرواح البريئة التي تزهق كل يوم بات خطرا يهدد بتفجير مسقبل تعز ونسيجها الاجتماعي ويلغم المستقبل بخلق ثأرات وجروح من الصعب ان تلتئم بمرور الوقت.
كما أن استمراها ايضا بات عارا يلحق بمن يمد عمر الفشل طويلاً على حساب امن واستقرار المدينة ولو كان الثمن دماء أبناؤها كونها تعمل كغطاء لحمايتها وضمان بقاءها خدمة لمصالحها الضيقة، وهو عار ايضا بحق القوى الحزبية الاخرى التي تغض الطرف عن الوقوف بحزم في مواجهة الانفلات الأمني ومن وراؤه.