من تهديد الرياض الى قمع الاحتفال بـ26سبتمبر .. مصائب حزب الله تصيب الحوثي بالرعب
الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - الساعة 12:37 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
بشكل لافت، عاد خطاب التهديد والوعيد تجاه السعودية والشرعية يتصدر حديث جماعة الحوثي الإرهابية خلال الأيام الماضية بعد أسابيع من اختفاءه ، بشكل يُثير التساؤلات حول أسبابه الحقيقة.
حيث وجهت الجماعة خلال هذا الأسبوع هذه التهديدات وبشكل غير مسبوق على لسان رئيس مجلسها السياسي مهدي المشاط ووزير دفاعها محمد ناصر العاطفي ، دون صدور أي مواقف جديدة من الشرعية والسعودية ضد الجماعة.
كما أن التهديدات تبدو مستغربة ، فهي تأتي بعد أقل من شهرين فقط على الاتفاق الذي أعلنه المبعوث الأممي وجرى فيه تراجع الشرعية عن قراراتها في ملف البنوك وطيران "اليمنية" بضغوط سعودية خوفاً من التهديدات التي أطلقتها الجماعة باستهدافها ، وكان الاتفاق اشبه بانتصار يُحسب للجماعة الحوثية.
ما يجعل من إصدارها الان لتهديدات باستهداف السعودية او قادة الشرعية ، امراً مستغرباً يدفع بالبحث عن الأسباب الحقيقة لهذا الأمر ، وعلاقته بالتطورات الإقليمية الساخنة وتحديداً ما شهده الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني اهم أدوات إيران في المنطقة التي تضم ايضاً جماعة الحوثي في اليمن.
فتهديدات الجماعة التي أطلقتها ضد الشرعية والسعودية تزامنت مع الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله على يد إسرائيل خلال اقل من أسبوع ، بدأ مع عملية التفجير الجماعية لأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها الحزب ونجم عنها مقتل 37 شخصاً وإصابة نحو 3 الالاف آخرين غالبيتهم من عناصر وقيادات الحزب.
ولم تمر أكثر من 24 ساعة ، لتوجه إسرائيل ضربة اشد وجعاً للحزب بضربة جوية على معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت ، حصدت القائد البارز إبراهيم عقيل ، الذي يوصف بأنه "الرجل العسكري الثاني" في الحزب ، وقيادات الصف الأول لقوة "الرضوان" وهي قوات النخبة.
مثلت هذه الضربات حجم الاختراق الكبير الذي احدثته إسرائيل داخل حزب الله الذي يُوصف بأنه رأس حربة إيران في المنطقة ، وهو من يدير عملياً باقي اذرع إيران في سوريا والعراق وصولاً لجماعة الحوثي في اليمن.
وهنا يتجلى حجم الرعب الذي يخيم حالياً في صفوف جماعة الحوثي في اليمن وهي تشاهد ما يتعرض له "المعلم" حسن نصرالله وحزبه في لبنان على يد إسرائيل ، التي تحتفظ بانتقام مؤجل ضد الحوثيين على هجماتهم الصاروخية وبالطائرات المُسيرة ضدهم.
وخلال السنوات العشر الماضية ، اكدت عشرات التقارير المحلية والدولية دور حزب الله وخبراءه في بناء وتسليح القوة العسكرية لجماعة الحوثي في اليمن ، بل ان أحد التحقيقات المحلية كشفت العام الماضي ان عنصراً من الحزب اللبناني هو من يترأس المجلس الجهادي ، وهو الهيكل الحقيقي الذي يحرك كل ذراع من اذرع إيران في المنطقة.
ويزداد مؤشر الرعب لدى مليشيا الحوثي الإرهابية ، مع التسارع الذي شهده ملف لبنان خلال الساعات الماضية ، مع اطلاق إسرائيل اليوم الأثنين عملية "سهام الشمال" لاستهداف مواقع حزب الله في لبنان ، وخلال اليوم الأول للعملية أعلنت استهداف أكثر من الف موقع ، في حين أعلنت وزارة الصحة اللبنانية بنهاية اليوم ان ضحايا الاستهداف وصل قرابة 500 قتيل واكثر من 1600جريح.
ويأتي هذا التصعيد مع تقارير أمريكية تؤكد نية إسرائيل شن عملية برية لاجتياح جنوب لبنان بهدف طرد عناصر حزب الله وتأمين عودة مواطنيها الى الشمال ، وهو تطور ان حدث ونجحت فيه سيشكل ضربة إضافية للحزب ، ومعها للجماعة الحوثي في اليمن ، التي تدرك ان خروج حزب الله من المشهد سيشكل ضربة قوية لها.
ومن هذا الزاوية ، يُمكن فهم الأسباب الحقيقة للتهديدات الأخيرة التي اطلقتها الجماعة ضد السعودية ، كورقة ضغط لإجبارها على المضي في خارطة الطريق المجمدة بفيتو امريكي مشدد ، يربط احياءها بوقف هجمات مليشيات الحوثي على السفن بالبحر الأحمر وباب المندب.
وهو ما بدأ واضحاً في تهديدات المشاط نحو السعودية في خطاب له القاءه بالذكرى العاشرة لإسقاط مليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء في الـ21 من سبتمبر 2014م ، حيث دعا السعودية الى ما اسماه "الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود"، سرد ما اعتبرها "تلبية استحقاقات السلام" ، وهي المطالب التي ترفعها الجماعة وعلى رأسها "رفع الحصار، ودفع مرتبات للموظفين بمناطق سيطرتها، وإعادة الأعمار".
أي ان تهديدات الجماعة نحو السعودية لإجبارها على العودة الى مسار السلام وانتزاع هذه المطالب ، يأتي كإقرار ضمني بان التطورات الإقليمية لم تعد تسير بصالحها او بصالح ولي نعمتها إيران ، وهو ما يشكل من جانب آخر تهديداً لاستمرارها سلطة الجماعة الانقلابية بمناطق سيطرتها في اليمن.
فالهزيمة الإقليمية لإيران واذرعها ، يُثير مخاوف الجماعة من سقوط حالة الإرهاب الذي تفرضه الجماعة على مناطق سيطرتها ، خاصة مع استمرار فشلها في انتزاع مطالبها من السعودية والشرعية وعلى رأسها دفع المرتبات وإعادة الاعمار ، التي تراهن عليها الجماعة الحوثية في انقاذ الوضع الاقتصادي والإنساني الكارثي الذي تعيشه مناطقها.
ومن هذه الزاوية يُفهم حالة السُعار الذي أصاب جماعة الحوثي مؤخراً ضد دعوات الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرتها ، لتشن حملة اعتقالات واسعة خلال اليومين الماضين طال العشرات من القيادات والكوادر والمواطنين.
فالجماعة باتت تخشى من أي تحرك شعبي تحت أي لافتة ، وتنظر له كتهديد لبقائها جراء ادراكها لحجم الاحتقان الشعبي المتراكم في مناطق سيطرتها بعد 10 سنوات من اسقاطها للدولة ، لم تقدم فيها شيئأ سوى الموت والخراب.