التصعيد أم الانحناء للعاصفة .. مأزق الحوثي بين طلبات إيران وتهديدات أمريكا
الخميس 17 أكتوبر 2024 - الساعة 11:27 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
بطائرة شبحية لا نظير لها بالعالم ، شنت طائرات أمريكية فجر الخميس سلسلة من الغارات العنيفة على مواقع تابعة لمليشيات الحوثي في كل من صنعاء وصعدة معقل المليشيا بعد ساعات من الكشف عن تهديدات غير مسبوقة وجهتها واشنطن للمليشيا.
وبحسب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ، فقد شنت القوات الجوية الأميركية، ضربات دقيقة ضدّ خمسة مواقع محصّنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض ، بطائرات وقاذفات قنابل من طراز بي-2 ، التي تعد السلاح الجوي الأقوى بالعالم وتمنع واشنطن تصديرها لإي دولة بالعالم.
فالطائرة او القاذفة التي تعد أيضاً الأغلى بالعالم ويمكن ان يصل تكلفة الواحدة منها الى مليار دولار ، متخصصة في حمل اقوى القنابل القادرة على اختراق اعمق المواقع المدفونة تحت الأرض ، ويؤكد الخبراء بأنها الوحيدة القادرة على ضرب برنامج إيران النووي ، وهو ما يُطمأن النظام الإيراني من الرد الإسرائيلي القادم على الهجوم الصاروخي الذي شنه ضدها مطلع شهر أكتوبر الحالي.
ما يعجل من استخدام واشنطن اليوم لهذه القاذفة الاستراتيجية في ضرب مواقع مليشيا الحوثي كما يقول تقرير لوكالة "أسوشيتد برس بمثابة "تحذير غير مباشر" لإيران، الراعي الرئيسي لجماعة الحوثي، والتي استهدفت إسرائيل بعدة هجمات صاروخية باليستية ، كما تواصل الجماعة استهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.
وما يثير الانتباه هنا ، ان تأتي هذه الضربات وهذه الرسالة، بعد ساعات فقط من تقارير إعلامية كشفت عن قيام واشنطن بإيصال رسائل تهديد غير مسبوقة وعبر طرف ثالث ، بأن أي استهداف جديد للملاحة سيواجه برد غير مسبوق ، وان تهديدات واشنطن وصلت حد دعم عملية عسكرية لانتزاع الحديدة من سيطرة المليشيات الحوثية.
هذه التهديدات فسرت توقف هجمات المليشيات ضد السفن التجارية منذ نحو أسبوع ، حيث ان اخر هجوم أعلنته ضد سفينة بالبحر الأحمر كان في العاشر من شهر أكتوبر الحالي ، في حين مرت 10 أيام على آخر هجوم أعلنته المليشيات نحو إسرائيل.
وما يعزز من تأثير التهديدات الأمريكية على مليشيا الحوثي، كان الخطاب الأسبوعي الذي القاه زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي اليوم الخميس، والذي غاب عنه بشكل تام لغة التهديدات المعهودة في خطاباته ضد إسرائيل وامريكا.
زعيم المليشيات الذي امتد خطابه لأكثر من ساعة ، اكتفى بتحديث عدد السفن التجارية التي استهدفتها مليشياته وعدد الهجمات المزعومة ضد إسرائيل ، دون ان يكرر تهديداته بشن المزيد من الهجمات ، في خطوة لافتة تعكس مأزقها وتعاملها مع التطورات التي تشهدها المنطقة.
فالتهديدات الأمريكية للمليشيات في حالة استمرارها في التصعيد ، يقابله رغبة إيرانية تدفع الحوثي الى العكس من ذلك ، كما تقول المعلومات والتسريبات عن اللقاء الغامض الذي جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع ناطق مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام في مقر سفارة إيران بالعاصمة العُمانية مسقط الأثنين الماضي.
حيث تقول المعلومات بان اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات اجراها الوزير الإيراني لأذرع طهران بالمنطقة للطلب منهم بالتصعيد خلال الأيام القادمة ، كمحاولة منها لابتزاز أمريكا والغرب خوفاً من حجم الرد الذي تعد له إسرائيل ضدها ، او الرد بدلاً عنها في حالة وقوع الرد.
وهو ما يوقع مليشيات الحوثي الإرهابية في مأزق حقيقي ، خاصة مع إدراكها بانها الهدف القادم بالنسبة للغرب وتحديداً أمريكا وإسرائيل لتقليم اظافر إيران في المنطقة، بعد تحجيم قوة مليشيا حزب الله في لبنان التي تعد رأس حربة النظام الإيراني، كما أن مليشيا الحوثي تدرك أيضاً بان الانشغال الغربي حالياً مع ملف غزة ولبنان هو فقط ما يؤخر لحظة الحساب على تهديدها للملاحة الدولية منذ نحو عام.