مناورات حوثية ولقاءات عسكرية بين الرياض و "الرئاسي" .. هل تُقرع طبول الحرب ؟
الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 - الساعة 12:44 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
بشكل لافت ، تصاعدت خلال الساعات الماضية التحركات ذات الطابع العسكري بين طرفي الصراع في اليمن ، ممثلاً بمجلس القيادة الرئاسي، ومليشيات الحوثي الانقلابية، وسط مؤشرات تُرجح إمكانية تدشين جولة جديدة من الحرب التي توقفت بإعلان الهدنة الأممية في ابريل 2022م.
ابرز هذه التحركات ، كانت مشاهد المناورات التي بثتها مليشيات الحوثي خلال الـ 48 ساعة الماضية ، والتي تحاكي فيها محاولة التصدي لهجوم بحري وبري من قوات أجنبية للسيطرة على مدينة الحديدة وسواحلها غربي اليمن.
عكست المناورات بشكل واضح مخاوف مليشيات الحوثي من التقارير الإعلامية التي تحدثت مؤخراً عن تهديدات أمريكية بدعم عملية عسكرية لتحرير الحديدة كحل أخير لوقف الهجمات التي تشنها المليشيا على الملاحة الدولية منذ نحو عام.
وتضاعفت هذه المخاوف لدى المليشيا في ظل الخسائر والضربات التي تلقاها الداعم والممول لها والمتمثل بالنظام الإيراني واذرعه بالمنطقة من قبل إسرائيل وداعميها من دول الغرب خلال الأسابيع الماضية ، وهو ما رسم مشهد يوحي بوجود توجه غربي لتحجيم المشروع الإيراني بالمنطقة.
للتصاعد المخاوف لدى المليشيا الحوثية بأن تكون الهدف القادم لهذا التوجه ، ووضع امامها كافة الاحتمالات والخيارات لما يمكن ان تواجه عسكرياً خلال الفترة القادمة ، وتجسد ذلك من خلال المناورات التي بثت مشاهدها يومي الأحد والأثنين.
حيث تظهر مشاهد المناورات توقع مليشيات الحوثي لسيناريو تحرير الحديدة عبر عملية عسكرية ضخمة تقودها أمريكا بمشاركة عشرات من القطع البحرية العسكرية ، وصولاً الى تنفيذ عمليات انزال جوي للسيطرة على مدينة الحديدة.
وعلى الرغم من استبعاد المحللين العسكريين ان تقدم أمريكا على مغامرة عسكرية في اليمن بهذا السيناريو ، الا أن الخوف والذعر الذي يعتري مليشيات الحوثي حالياً من مجرد تقارير إعلامية تتحدث فقط عن تلويح امريكي بانتزاع الحديدة من قبضتها ، يعود لأسباب أخرى.
فالمليشيات الحوثية تدرك ان الموقف الغربي وتحديداً موقف أمريكا وبريطانيا والضغوط التي مورست من قبلهم على التحالف العربي والشرعية ، كانت السبب الرئيسي في وقف معركة تحرير الحديدة عام 2018م ، وان تغير هذا الموقف يعني إمكانية خسارتها للمدينة وميناءها الحيوي.
وهو ما تخشاه المليشيا بشكل جدي ، في حالة اقدامها على تفجير الحرب مجدداً في اليمن ، كما تخطط له بشكل واضح من خلال المناورات التي كشفت عنها مؤخراً وعمليات التجنيد والتدريب التي أقامتها في مناطق سيطرتها منذ نحو عام تحت شماعة "نصرة غزة".
حيث تدرك المليشيا الحوثية بان قبلت قبل نحو عامين ونصف بوقف الحرب ، بعد هزيمتها النكراء في معارك بيحان شبوة على يد قوات العمالقة الجنوبية التي بددت معها احلامها بالسيطرة على حقول النفط والغاز في شبوة ومأرب ، لتقبل بالهدنة الأممية مكرهة وكاستراحة مؤقتة تجهز فيها لجولة قادمة من الحرب.
الا أن المليشيا تدرك ايضاً بحاجتها الى لافتة براقة تستطيع من خلال حشد المقاتلين في مناطق سيطرتها لبدء جولة جديدة من الحرب ، الا وهي مزاعم "الغزو الأمريكي الغربي" انتقاماً لمواقفها الداعمة لفلسطين ، أو تصوير الحرب القادمة بأنها دفاع عن النفس ضد حرب أمريكية غربية تُشن عليها عبر الطرف الأخر او من تسميهم بالمرتزقة.
هذه النوايا الحوثية ، تفسر ربما التحركات واللقاءات اللافتة التي جرت خلال الفترة الماضية لدى الطرف الآخر المتمثل بمجلس القيادة الرئاسي مع الجانب السعودي.
فخلال 24 ساعة ، زار عضوا المجلس العميد / طارق صالح ، والعميد / أبوزرعة المحرمي ، بشكل منفصل ، مقر القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض، وكان في استقبالهما قائد القوات الفريق الركن فهد السلمان.
وتكسب أهمية الزيارتين ، بالنظر الى ان طرفيها "صالح والمحرمي" يمتلكان ابرز واقوى التشكيلات العسكرية ضمن اطار مجلس القيادة الرئاسي ، وهما قوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة الجنوبية ، وهي القوات التي خاضت معارك تحرير الحديدة عام 2018م في وجه مليشيات الحوثي.
كما شهد مقر القيادة المشتركة مطلع الشهر ، زيارتين لكل من عضو المجلس الشيخ / عثمان مجلي ، وزيارة أخرى لرئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، وكان لافتاً اصطحابه لجميع قادة المناطق العسكرية بالجيش.
ومن بين اللقاءات اللافتة ، استقبال رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي الأربعاء الماضي بالعاصمة عدن قائد قوات الدعم والاسناد في تحالف دعم الشرعية، اللواء الركن محمد بشير العنزي، وذلك بحضور وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الاركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز.
لقاءات عسكرية لافتة ، توحي بتنبه المجلس الرئاسي والجانب السعودي لنوايا مليشيا الحوثي الإرهابية باستئناف الحرب في اليمن، مدفوعة برغبة إيرانية بالتصعيد في ملف اليمن لإبقاء مشروعها بالمنطقة على قيد الحياة.