من حزب الله الى الحوثي .. حين ينهار إرهاب المليشيا في ميدان الحرب

الاربعاء 30 أكتوبر 2024 - الساعة 01:15 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


على عكس التوقعات وبعيداً عن الأضواء ، تؤكد التطورات الميدانية على ارض الجنوب بلبنان حجم الانهيار المريع لمليشيا حزب الله المدعوم من إيران في مواجهة اجيش الإحتلال الإسرائيلي الذي يوسع يوماً بعد يوم من رقعة توغله داخل الأراضي اللبناني.

 

وفي احدث تطور ميداني ، أكدت مصادر لبنانية وصول دبابات جيش الإحتلال الإسرائيلي الى بلد الخيام والتي تبعد عن الحدود مسافة 10كم ، ما يعكس حجم التوغل الذي حققه الجيش الإحتلال مؤخراً بشكل يتجاوز هدفه بفرض منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية بمسافة 5كم عن مستعمراته بشمال فلسطين المحتلة.

 

وخلال الأيام الماضية ينشر إعلام الجيش الإحتلال مشاهد لعمليات نسف داخل القرى اللبنانية الحدودية ، في حين كشفت صور أقمار صناعية حصلت عليها وكالة أنباء عالمية ان بعض هذه القرى جرى نسفها بالكامل ، في غياب أي مقاومة حقيقية من قبل عناصر مليشيا حزب الله.

 

مشهد لم يكن ليتخيله جنرالات جيش الإحتلال الإسرائيلي بالنظر الى التهديدات الصاخبة التي كان يرفعها امين عام حزب الله / حسن نصرالله طيلة العقدين الماضين بوجه إسرائيل في حال اندلاع أي مواجهة بين الطرفين ، متكأ على ترسانة ضخمة من الأسلحة والصواريخ التي حصل عليها الحزب من إيران.

 

هذه الترسانة الضخمة لم تكن ورقة تهديد للحزب بوجه الإحتلال الإسرائيلي ، بل كانت أيضاً ورقة تهديد للداخل اللبناني مكنته من فرض قراره على الدولة اللبنانية منذ انتهاء حرب صيف 2006م بنصر عسكري للحزب الله في مواجهة إسرائيل كما يرى الحزب وانصاره وانصار محور إيران ، وجعلت أي نقاش حول سلاحه أمراً محرماً بل ومجرماً.

 

وظل سلاح الحزب مشكلة تؤرق المجتمع اللبناني ، بعد ان جرى استثناء الحزب من تطبيق اتفاق الطائف عام 1989م الذي انهى الحرب الأهلية في لبنان ونص على حل كافة المليشيات المسلحة التي خاضت الحرب ، وكان هذا الاستثناء بمبرر ان سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة يضمن حماية البلد بوجه دولة الإحتلال الإسرائيلي.

 

لينهار هذا المبرر الان بانهيار الحزب خلال أسابيع فقط في مواجهة إسرائيل ، وبدأ الانهيار مع الاختراق الكبير الذي تعرض له بدأً من اختراق منظومات الاتصالات الخاصة به وصولاً الى تصفية قادة الصف الأول للحزب وعلى رأسهم أمينه العام / حسن نصر الله بغارة جوية بالضاحية الجنوبية لبيروت أواخر سبتمبر الماضي.

 

انهيار لا تقف تداعياته على الحزب ، بل على لبنان بأكمله دولة وشعب يقف اليوم ضعيفاً بوجه آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تعترف بأي قوانين دولية او خطوط أخلاقية في حربها، وشاهد العالم ذلك لأكثر من عام في قطاع غزة، من إبادة وحشية انتقاماً للهجوم الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية في الـ 7 من أكتوبر العام الماضي.

 

بل ان المشهد في لبنان ربما يفوق في خطورته وتداعياته بالمقارنة بالوضع في غزة ، فالمجتمع اللبناني المكون من طوائف ومذاهب متعددة يرى غالبيته انه لم يقرر خوض حرب مع دولة الإحتلال الإسرائيلي بذريعة اسناد المقاومة في غزة ، وان ذلك كان قرار منفرداً لحزب الله ومن خلفه إيران.

 

ولا يقف الامر عند ذلك ، بل ان تداعيات الحرب في لبنان ربما تفوق ما يُخلفه القصف جيش الإحتلال من ضحايا ، حيث ظهرت مؤخراً تحذيرات رسمية ومن اعلى المستويات من تصاعد المشاكل التي يخلفها نزوح السكان من مناطق المواجهات في الجنوب او المناطق المستهدفة بالقصف كالضاحية الجنوبية الى مناطق أخرى ، فغالبية النزوح هنا هم من الطائفة الشيعية وجزء منهم من انصار حزب الله، يشكل نزوحهم الى مناطق سنية او مسيحية حساسية لدى السكان ، وقد شهدت بعض المناطق احتكاكات جرى احتوائها من قبل السلطات.

 

تداعيات ومخاطرة وفاتورة ثقيلة يتحملها لبنان اليوم نتيجة قرار لفصيل واحد بزجه في معركة غير متكافئة مع جيش وكيان محمي بغطاء غربي عسكرياً وسياسياً ، في مشهد يكاد يتطابق مع ما يعانيه اليمنيون منذ نحو عقد مع مليشيات الحوثي الذراع المحلي لإيران في اليمن.

 

فالمليشيا التي أدخلت اليمنيين في دوامة من الحروب والمعارك الداخلية منذ نشوئها قبل نحو عقدين ، واجبرت دول الإقليم وعلى رأسهم السعودية والامارات بالتدخل عسكرياً عام 2015م ، باتت اليوم تهدد اليمنيين بجولة قادمة من الحرب داخلياً وتضعهم في مواجهة مع الغرب بسبب الهجمات التي تشنها منذ نحو عام ضد الملاحة الدولية والهجمات الصاروخية نحو إسرائيل بذريعة اسناد غزة.

 

مقامرة غير محسوبة تخوضها الميلشيا الحوثية مصحوبة بعنتريات واوهام القوة كما كان الحال مع نظريتها اللبنانية (حزب الله) ، على الرغم من حقيقتها المتمثلة بضعفها العسكري على الميدان في المعارك التي خاضتها منذ 2015م، تجرعت فيها هزائم عسكرية مذلة على يد اليمنيين ، وكادت ان تتلقى الضربة القاصمة بتحرير ميناء الحديدة عام 2018م لولا التواطؤ الغربي معها بالضغط على التحالف والشرعية لوقف المعركة.

 

الا ان المليشيا لا تزال اليوم تعاود تكرار تهديداتها نحو اليمنيين بالمناطق المحررة وضد دول التحالف باستئناف الحرب ، بل وتزعم جاهزيتها لمواجهة غزو امريكي غربي للحديدة بحسب ما ظهر في مناوراتها التي كشفت عنها مؤخراً، دون ان تعتبر من الهزائم المذلة التي تلقها مشروع ممولها وهو النظام الإيراني مؤخراً.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس