احدث تعز .. حلقة هامة ضمن مسلسل تفاهمات قادتها قطر بين الاصلاح والحوثي - تحليل

الاربعاء 27 مارس 2019 - الساعة 04:33 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


من جديد عاد الحديث عن وجود تقارب بين جماعة الحوثي وحزب الاصلاح الى الواجهة بشكل قوي مع صدور تصريحات حول هذا التقارب ومن اعلى المستويات بين الطرفين.

 

احدث وأقوى هذه التصريحات ما كشفه رئيس ما يعرف بـ " المجلس السياسي " لجماعة الحوثي مهدي المشاط في مقابلة صحيفة ومثل مفاجأة من العيار الثقيل.

 

حيث كشف المشاط في مقابلة له مع صحيفة " الأخبار " اللبنانية عن وجود ما اسماها  برسائل ايجابية من قبل حزب الاصلاح.

 

وقال المشاط بأنهم تلقوا " بعض الرسائل التي يمكن اعتبارها ـــ من زوايا معينة ـــ مؤشرات إيجابية " ، مشيرا الى أنهم يعملون على مساعدة " تلك القوى على إنقاذ نفسها من ورطة الوقوف ضد الأهل والوطن والشعب،"  حسب قوله.

 

المشاط المح الى امكانية ظهور تطورات في هذا الملف مؤكدا بأن جماعته " تتوقع تطورات إيجابية في هذا الصدد".

 

هذه التصريح القوي قابله تصريح مماثل وفي ذات السياق من قبل حزب الاصلاح عبر القيادية فيه توكل كرمان التي حاولت التمهيد لحدوث هذا التحالف والتبرير له.

 

وقالت كرمان في منشور لها على حسابها الخاص على " الفيس بوك " بأن طريق حزب الإصلاح باتجاه جماعة الحوثيين أضحى إجبارياً بسبب ما يتعرض له من محاولات اجتثاث من قبل من سمتهم شركائه في التحالف العربي .

 

وقالت كرمان :”واضح جدا إن الإمارات اشد كرها للإصلاح من إيران، وان السعودية أكثر رغبة في اجتثاثه من إيران..واضح أكثر أن  شركاؤه المفترضون في مقاومة الحوثي أكثر كرها له، وأكثر رغبة في إقصاءه من الحوثي”.

 

واضافت كرمان “الخيارات محدودة..إما إن يغيروا موقفهم تجاه الإصلاح، اقصد التحالف والأحزاب وكل الذين يقاومون الحوثي. أو أن يغير الإصلاح إستراتيجيته تجاه الأصدقاء والخصوم”.

 

وفي اشارة واضحة للحوثي واصلت كرمان قولها : “لا مانع ان يكون خصوم الأمس أصدقاء اليوم ، وأصدقاء الأمس خصوم اليوم، ومن باب أولى إن كانوا أصدقاء زائفين..هكذا هي السياسة، لا عداوات دائمة و لاصداقات دائمة “.

 

اللافت للأهمية هنا ما كشفه القيادي الحوثي محمد العماد يوم أمس الذي اشار الى وجود تيارين داخل الاصلاح تقود توكل كرمان قيادة احدهما ، وان هذا التيار بات يطرح فكرة التقارب مع الحوثي.

 

العماد تطرق الى ذات الحديث الذي ادلت به كرمان وهو وجود القاسم المشترك للتحالف بين الطرفين وهو العداء للتحالف الذي قال العماد بانه يرغب في القضاء على الاصلاح والحوثي.

 

العماد كان يتحدث في تسجيل مصور للتعليق حول الاحداث التي شهدتها تعز ، كاشفا عن مواقف مهمة لجماعة الحوثي وتغيير موقفها تجاه الاصلاح.

 

حيث اعتبر العماد مواجهة الاصلاح مع أبوالعباس معركة وطنية تقف فيها جماعة الحوثي مع الاصلاح باعتبار ان ابوالعباس احد الادوات المخلصة  للتحالف.

 

واكد العماد بان جماعة الحوثي تؤيد وتدعم سيطرة الاصلاح على اي منطقة يمنية ، مبدياَ استعدادها لاطلاق سراح القيادي الاصلاحي محمد قحطان اذا اختاره الاصلاح محافظا لتعز.

 

تبادل التصريحات الايجابية بين جماعة الحوثي وحزب الاصلاح تزامن مع الاحداث التي شهدتها مدينة تعز ، وهو ما يكشف ان محاولة الاصلاح تصفية تواجد ابو العباس يأتي ضمن صراع إقليمي ومؤامرة كبيرة.

 

هذا المخطط الذي تقوده قطر للانتقام من دول التحالف في اليمن باتت معالمه واضحة بشكل جدي بكل توالي الأحداث التي توكد وجود مخطط قطري بضرورة التقارب بين الاصلاح والحوثي لضرب التحالف.

 

هذا التقارب يقتضي بضرورة الحال تجميد جبهات القتال بين الطرفين ، وهذا ما بات واضحا منذ عام ، ففي حين لا تخلو جبهات القتال في طول الساحل الغربي من هجمات حوثية بشكل يومي رغم الهدنة الأممية ، تعيش الجبهات التي يسيطر عليها الاصلاح حالة من السلام العجيب مع مليشيات الحوثي.

 

هذا السلام كان نتاج لتفاهمات قادتها قطر عبر ايران مع جماعة الحوثي لتهدئة الجبهة مع الاصلاح الذي اوكلت له مهمة السيطرة على أكبر قدر من مناطق الشرعية وتوفير التمويل اللازم لهذه السيطرة التي ستمكن قطر من ابتزاز التحالف عبر السيطرة والتحكم بالقرار على الأرض.

 

مع قناعة قيادة الحزب بصعوبة العودة الى الجنوب ولو عبر بوابة الشرعية ، تبقى له جبهات الشرعية في الشمال هي مساحة التحرك الممكنة حاليا ، ومع يقينه بفرض سيطرته على أغلب جبهات الشمال تبقى له الورقة الأهم وهي تعز.

 

تبقى حلم السيطرة الكاملة على تعز عسكريا بعيد المنال بوجود خصمين يمنعان تحقيق هذا الحلم ، وهما كتائب ابوالعباس في المدينة واللواء 35 مدرع في ريف تعز ، لذا ركزت جماعة الاخوان وداعمها القطري على التحرك والتخلص من هذين الخصمين والبدء بالهدف السهل وهو كتائب ابوالعباس.

 

وهذا ما اكده ضبط قوات الأمن في عدن مطلع الشهر الحالي لأثنان من أقارب قيادي كبير في اصلاح تعز بتهمة تلقي اموال ضخمة مرسلة من قطر وهو ما سبق للـ " الرصيف برس " الكشف عنه.

 

هذا الضخ المالي لقطر بانت نتائجه من خلال معسكرات التدريب التي تم الكشف عنها فجأة للواءان يخضعان لسيطرة الاصلاح ، وبشكل سريع اعلن عن تخريج عدد من الدفع لمجندي تشكيل عسكري أطلق عليه "الحشد الشعبي " المساند للجيش.

 

خلال العام الماضي ادرك الاصلاح صعوبة التخلص من تواجد لواء عسكري كاللواء 35 مدرع عبر خلق صدام مع تشكيل عسكري آخر ، فكان الحل خلق مليشيات تحت راية الجيش لهذه المهمة لاحقا.

 

وبشكل مباشر دشن الاصلاح استخدام جيشه وتوجيه نحو القضاء على تواجد ابوالعباس تحت غطاء الحملة الأمنية ، رغم ادراك الجميع ان تواجد الرجل في المدينة اصبح رمزيا ورغم القوة التي استخدمها الاصلاح الا أنها فشلت بل واردت عكسيا عليه.

 

حيث مثلت البيانات التي اصدرتها احزاب تعز صفعة سياسية قوية للاصلاح نزعت عنه ورقة الحملة الأمنية واظهرتها كتمرد على سلطات الدولة.

 

وما يجب الاشارة اليه هو تزامن هجوم الاصلاح على ابوالعباس مع تحرك سياسي للحزب ضد التحالف ، من خلال الاعلان عن كيان سياسي في مدينة تعز هاجم بشكل واضح دول التحالف.

 

حيث شهدت مدينة تعز اشهار " اشهار "الهيئة الوطنية لحماية السيادة ودحر الانقلاب" ، هاجم بشكل واضح دول التحالف المساند للشرعية، وتحديدا دولة الامارات.

 

اشهار هذه الهيئة وفي مدينة تعز مثلت رسالة سياسية للإصلاح ضد السعودية الذي بدأت مؤشرات افتراق العلاقة معها تبرز بقوة ، من خلال تزايد الهجوم الاعلامي لمؤسسات إعلامية ومحللين سعودية بشكل لافت ضد الاصلاح.

 

يبدوا جليا ان الاصلاح اعاد ترتيب أوراقه وتحالفاته السياسية وبات يدرك ضيق المساحة الجغرافية التي يتحرك فيها وان الشرعية لم تعد رهانا رابحا بالنسبة له وان بقاءه كقوة سياسية يمكن في العودة الى معاقله في شمال الشمال ولو بتقاسمها مع الحوثي باي شكل وثمن.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس