"معاذ وزكريا .. صرخة إنسانية لأخوين خلف أقبية السجون الحوثية منذ ست سنوات"

الثلاثاء 11 مارس 2025 - الساعة 11:57 مساءً
المصدر : الرصيف برس - صحيفة صوت الشرق

 


عبدالملك الأغبري 

 

في خضم المعاناة التي يعيشها الوطن، تبرز قصة معاذ وزكريا أحمد محسن ، الأخوين اللذين أُُسرا على يد مليشيات الحوثي الإرهابية في جبهة الدفاع عن الوطن، لتمثل تجسيدًا لواقع مأساوي مرير تعيشها كل البلاد.

 

الأخوين "معاذ وزكريا" من مديرية ماوية محافظة تعز تم أسرهم قبل أكثر من ست سنوات ولا زالوا خلف أقبية السجون الحوثية حتى اللحظة.

 

إنهما ليسا مجرد اسمين في سجلات الأسرى، بل هما رمزان لتضحيات لا تُحصى ودماء أُريقت في سبيل الدفاع عن شرف البلاد من الإرهاب الحوثي. ومع كل لحظة يمر بها زكريا ومعاذ خلف أقبية السجون الحوثية، ينغرس الألم في قلوب عائلتهما، التي تفتقر اليوم إلى معيل في ظل غيابهم الدامي.

 

مات والدهم وهو قبل نصف سنة ولم يرى أولاده كحلم وحيد لرجلٍ غزاه الشيب قبل أوانه، غارقًا في غصة فراق أولاده، بينما تقف والدته على حافة الموت، تنتظر بفارغ الصبر ساعة خروجهم من جحيم السجون، ربما تأتي ساعة موتها قبل أن تتمكن من احتضان فلذات أكبادها، لتكتمل مأساة العائلة. 

 

من الضروري أن يفهم الجميع أن لمليشيات الحوثي تتلذذ بمعاناة هؤلاء الأبرياء وتتفنن في أساليب التعذيب والتجويع! إنهم يرسمون بأيديهم صورة قبيحة لبشاعة مشروعهم السلالي، حيث يتحول الجلاد إلى شاعر معاناة، يتلذذ بتفاصيل الألم، بينما يظل صدى أنين الأسرى هو الصدى الوحيد في زنازين الظلام.

 

في الوقت الذي يُعدم فيه الضمير الإنساني على مقصلة الحوثي، تظل الجهات الحكومية تراقب بصمت عجيب، كأنهم يتغافلون عن مسؤولياتهم تجاه قضية هؤلاء الأسرى الذين أُسروا وهم يدافعون عن البلاد. لم تُظهر الحكومة الشرعية أي اهتمامٍ جاد أو تحرك ملموس ولو بالحد الأدنى للإفراج عن زكريا ومعاذ ومثلهم الآلاف خلف أقبية السجون الحوثية، وكأنهم غير موجودين في صراع إنساني يتطلب من الجميع أن يكونوا جزءًا منه.

 

لم تكن قصة هؤلاء الوحيدة بل هي واحدة من آلاف القصص والقضايا المشابهة، وليست قضية جمال أحمد المحمودي عنَّا ببعيدة، الرجل الذي أُطلق سراحه بعد أن قضى في السجن لأكثر من خمس سنوات تعرض خلاا للإهمال الطبي ونال قسطًا من التعذيب على يد العصابات الحوثية، ليخطفه الموت بعد أيام قليلة من الإفراج عنه وفي في حالة صحية خطرة للغاية. لقد كان جمال مثالًا حقيقيًا على ما يمكن أن يؤدي إليه التعذيب الطائش وقسوة المليشيات، حيث يُزرع الذل في جسد الناس ويسلب منهم أبسط حقوق الحياة.

 

كل هذه الجرائم وغيرها تأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق المدنيين. حيث وثّقت الهيئة العامة لحقوق الإنسان حالات وفاة لمحتجزين نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له في سجون جماعة الحوثي، مما يشير إلى نمط ممنهج من الانتهاكات المتواصل بحق الإنسان اليمني!.

 

إن استمرار هذه الجرائم دون رادع يشكل تهديدًا حقيقًا لحقوق الإنسان وسيادة القانون في اليمن، ويتطلب موقفًا حازمًا من جميع الجهات المعنية لوضع حد لهذه الانتهاكات وضمان عدم تكرارها.

 

تعتبر مأساة معاذ وزكريا وجمال جزء من الصورة الكبيرة ومن المشهد العام التي تكشف عن قبح الحوثيين وقسوتهم وأسلوب تعاملهم مع اليمنيين. وهم بذلك يؤكدون أنهم أسوأ عصابة واجهت اليمن في العصر الحديث لتشهد بذلك الإنسانية كلها على قبح هذه الجماعة.

 

"رواتب مقطوعة"

 

ينتمي الأخوين الشقيقين معاذ وزكريا للواء الخامس حرس حدود الذي يقوده هيكل حنتف  غير أنهم لم يستلموا أية مرتبات حتى اللحظة مع أنه تم أسهرهم وهم في خطوط الدفاع عن شرف البلاد 

 

معاذ متزوج وله خمسة أولاد، لا يعرف عنهم شيئًا ولا هم يعرفوا عن والدهم شيء فيما طِفله الأصغر لا يعرف والده أبدًا ولا هو يعرفه، ورغم كل ذلك لم تجد أسرة هؤلاء أي أحد من الجهات المعنية يطالب عن عائلهم الوحيد فيما حالتهم المادية تستصرخ الضمير الإنساني.

 

تناشد أسرة هؤلاء قيادة اللواء بإطلاق رواتبهم والمطالبة بهم وإدخالهم في كشوف تبادل الأسرى، بعد أن فقدوا عائلهم الوحيد ليتحقق لهم ولعائلاتهم حلم الحرية الذي يتلاشى في ظلام الجبروت.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس