10 سنوات لعاصفة الحزم وتحرير عدن على وقع عاصفة "ترامب" وحُلم تحرير صنعاء

الخميس 27 مارس 2025 - الساعة 01:55 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


في تزامن لافت ، أحيى أبناء العاصمة عدن اليوم الذكرى العاشرة لتحرير مدينتهم من مليشيا الحوثي كأهم ثمرة لعاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية والتي صادف اليوم ايضاً ذكراها العاشرة.

 

ورغم ان تحرير المدينة جاء بعد نحو شهرين من انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م وتحديداً في الـ17 من يوليو، الا أنه جاء إعلان تحرير المدينة حينها في ليلة الـ 27 من رمضان ، واعتمد هذا اليوم تاريخاً لتحرير المدينة نظراً لما يحمله من رمزية دينية باعتباره اكثر أيام المُرجحة لـ "ليلة القدر".

 

وكما تمثل ليلة القدر دينياً أهم حدث يسعى اليه المسلم في شهر رمضان، مثل إعلان تحرير عدن أهم حدث في سياق الحرب في اليمن ، حيث مثلت أول نكسة لمشروع إيران بالمنطقة وإعلان وفاة لحلم ذراعها في اليمن المتمثل بجماعة الحوثي في ان تحكم قبضتها على اليمن كاملاً.

 

حيث مثل إعلان تحرير عدن منطلقاً لدحر مليشيا الحوثي بالكامل من مناطق الجنوب وتعزيز صمود المقاومة في مأرب وتعز والانطلاق الى تحرير مناطق واسعة شمالاً وصول قوات الشرعية الى تخوم صنعاء من جبال نهم ، ووصول القوات الجنوبية من باب المندب الى تخوم مدينة الحديدة ، بعد انضمام قوات المقاومة الوطنية لها.

 

خارطة عسكرية لتمدد قوات الشرعية على أكثر من 70% من مساحة اليمن ، جسدت نتيجة تلاحم الإرادة الوطنية المحلية لدحر مليشيا الحوثي مع الدعم العربي الصادق بكل الإمكانيات لتحقيق هذه الإرادة ، وأثبتت حقيقة هشاشة المليشيا عسكرياً وهزيمتها سريعاً مع أول معركة حقيقة تخوضها.

 

الا أن هذه الصورة المثالية سرعان ما تبددت مع العام الثالث للحرب ، بعد أن دب الخلاف والصراع داخل معسكر الشرعية وسيطرت قوى لها مصالحها الخاصة على قرار الشرعية ، لم يعد هدفها مواجهة الحوثي بل أهداف أخرى تنوعت بين الأثراء الشخصي وخدمة قوى إقليمية على خلاف مع دول التحالف.

 

فظهر الفساد والعبث على أداء الشرعية ونُقلت المعركة من الشمال الى الجنوب والمناطق المحررة ، من تحرير صنعاء الى تحرير عدن ، مع سياسية "شيطنة" لدور التحالف العربي وخاصة دولة الامارات العربية ، التي سرعان ما غادرت المشهد عسكرياً أواخر 2019م.

 

وعقب عام من ذلك ، ومع مشاهد انهيار جبهات الشرعية شمالاً بشكل مريب وصول مليشيا الحوثي الى مشارف حقول النفط في شبوة ومأرب، وتزايد الضغوط الدولية لوقف الحرب وخاصة من الغرب وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، تشكلت قناعة لدى السعودية قائدة التحالف بفشل الخيار العسكري وضرورة مغادرة مشهد الحرب كما فعلت الامارات.

 

وجاء اعلان هذه القناعة رسمياً في نتائج مشاورات الرياض التي عُقدت مطلع2022م واختمت باستبدال الستار على حقبة الرئيس هادي ونائبه علي محسن وتشكيل مجلس قيادة رئاسي بديلاً عنه ، بالموازاة مع بدء مفاوضات سرية مع جماعة الحوثي بوساطة عُمانية لوضع ملامح اتفاق يُنهي الحرب في اليمن ، تجسدت في خارطة الطريق واعلن عنها المبعوث الأممي أواخر 2023م.

 

لكن هذا المسار تلقى ضربة قاضية على يد مليشيا الحوثي التي رأت التطورات المشتعلة في المنطقة عقب هجوم الـ 7 من أكتوبر ، فرصة لتعظيم مكاسبها في اليمن وابتزاز الإقليم والمجتمع الدولي بفرضها نفسها كقوة عسكرية، عبر التصعيد في البحر وتهديد الملاحة الدولية تحت ذريعة اسناد غزة.

 

وعلى عكس ما خططت له الجماعة الحوثية ، جاءت النتائج كارثية عليها وعلى مشروع إيران بالمنطقة الذي تلقى ضربات موجعة بتصفية قيادة مليشيا حزب الله في لبنان ثم الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا ، ما جعل الجماعة الهدف الأساسي حالياً لأمريكا وتحديداً إدارة الرئيس ترامب لتوجيه ضربة لقوة الجماعة كمقدمة لإنهاء نفوذ طهران بالمنطقة اما بصفقة او بضربات جوية تنهي برنامجها النووي.

 

وتجلى ذلك بالتصنيف الأمريكي لجماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية تبعه تدشين حملة جوية عنيفة منتصف الشهر الجاري لضرب مواقع الجماعة في اليمن بعشرات الغارات التي لا تزال مستمرة لليوم الـ13 على التوالي.

 

التصميم الأمريكي على انهاء تهديد جماعة الحوثي على الملاحة الدولية مثل فرصة هامة ربما لا تقل أهمية عن الفرصة التي وفرتها عاصفة الحزم قبل 10 سنوات لإنهاء انقلاب الجماعة واستعادة الدولة وتحرير صنعاء والشمال من قبضتها.

 

الا أن هذه الفرصة يبدو أن الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي غير مهتمة بها ، ووضعها اليوم لا يقل سوءاً وعبثاً عن وضعها تحت إدارة هادي ونائبه علي محسن ، وان الإرادة الحقيقة وخاصة لدى قوى الشمال في الشرعية لخوض معركة فاصلة بوجه الحوثي لا تزال غائبة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس