هيكلة مجلس القيادة برأس جديد.. نقاش امريكي سعودي لترتيب الشرعية في مواجهة الحوثي
السبت 12 ابريل 2025 - الساعة 12:32 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

كشفت مصادر ومعلومات حصل عليها "الرصيف برس" عن وجود نقاش امريكي سعودي لإعادة ترتيب قيادة الشرعية مع تصاعد الضربات التي تشنها واشنطن ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.
وبحسب المصادر فان الإدارة الامريكية باتت تدرس جدياً خيار دعم عمليات برية محدودة ضد مليشيا الحوثي وبخاصة في منطقة الساحل الغربي لاستغلال ما تراه نجاحات حققتها في الحملة الجوية المستمرة منذ أكثر من 3 أسابيع.
وترى واشنطن ان توجيه ضربة عسكرية قوية الى جماعة الحوثي في اليمن سيشكل ورقة ضغط ناجحة بوجه النظام الإيراني تجبره على الرضوخ لمطالب الإدارة الأمريكية والتوصل لاتفاق نهائي حول برنامجها النووي والصاروخي ونفوذها بالمنطقة.
وفي ظل المؤشرات بنية طهران المناورة وكسب الوقت عبر المفاوضات التي من المتوقع ان تبدأ غداً في العاصمة العُمانية مسقط بين الطرفين ، يزداد التأييد في واشنطن على توجيه ضربة حاسمة الى أهم ورقها بيدها حالياً وهي جماعة الحوثي.
الا أن واشنطن ترى ان التفكك والضعف القائم في رأس الشرعية اليمنية ممثلاً بمجلس القيادة الرئاسي ، يقف عائقاً امام ذلك ، بل وامام استثمار نتائج الضربات الجوية المستمرة والتي أحدثت ارتباكاً وضعفاً واضحاً لدى جماعة الحوثي.
المصادر كشفت عن انزعاج امريكي واضح من الجمود الذي يبديه مجلس القيادة الرئاسي وحكومته تجاه الخطوات التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب ضد جماعة الحوثي ، منذ توليه المنصب ، والتي بدأها بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية اجنبية ،ما تبعه من فرض عقوبات على الجماعة.
هذه الخطوة لم يكن لها أي صدى لدى الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وحكومته ، بل ان المجلس والحكومة لم يعقدا أي اجتماع لهما منذ تولي ترامب السلطة في أمريكا ، مروراً بقرار التصنيف والعقوبات وانتهاء بالحملة الجوية التي تقترب من إتمام شهرها الأول.
ويعود هذا الجمود الى تفاقم الخلاف داخل مجلس القيادة الرئاسي بين اعضاءه ورئيسه رشاد العليمي مع وجود امتعاض من قبل بعض الأعضاء وتحديداً الممثلين للمجلس الانتقالي الجنوبي من تفرد العليمي بالقرار داخل المجلس.
في حين تسبب الصراع الحاد الذي تفجر بين العليمي وبين رئيس الوزراء احمد عوض بن مبارك في منع عقد جلسات الحكومة منذ نوفمبر الماضي.
وتقول المصادر ان هذا الصراع احد أهم أسباب الانزعاج الأمريكي من رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي ووقوفه خلف تعطيل عمل الحكومة ورغبته الإطاحة ببن مبارك الذي يحظى بتأييد السفير الأمريكي وسفراء بريطانيا وفرنسا.
وكشفت المصادر بان التوجه الأمريكي حالياً يطرح فكرة إعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي وتقليص اعضاءه الثمانية الى النصف مع تغيير رئيسه العليمي، بشخصية توافقية وقادرة على إدارة المواجهة عسكرياً وسياسياً ضد جماعة الحوثية.
وبحسب المصادر فأن هذا التوجه الأمريكي يجري مناقشته مع الجانب السعودي ضمن تصور كامل للمشهد اليمني خلال الفترة القادمة وللمنطقة وخيارات التعامل مع النظام الإيراني، مشيرة الى ان ذلك ضمن اهداف الزيارة التي يُجريها حالياً لواشنطن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
وحول الموقف الجانب السعودي ، قالت المصادر بان الرياض باتت منفتحة على مناقشة إعادة ترتيب الشرعية ، في ظل الانزعاج الذي تبديه هي الأخرى من فشل أداء مجلس القيادة الرئاسي وعجزه عن إدارة المرحلة.
وتضيف المصادر بان الرياض باتت غير راضية عن أداء مجلس القيادة الرئاسي وبخاصة رئيسه رشاد العليمي وترى انه وصل الى مرحلة اسوء عن مرحلة الرئيس السابق هادي ، بعجز وفشل على كافة الملفات والأزمات.
المصادر كشفت بان قبول الرياض بإعادة هيكلة قيادة الشرعية مرهون بما سيتم التوصل له من اتفاق مع الإدارة الامريكية حول ملف اليمن وإيران خلال الفترة القادمة ، والضمانات التي ستقدمها واشنطن لها للموافقة على أي تحرك عسكري في اليمن ضد جماعة الحوثي.