الكارثة البيئية للقمامة تتوسّع في تعز

الاحد 13 ابريل 2025 - الساعة 06:17 مساءً
المصدر : الرصيف برس - نقلاً عن العربي الجديد

 


- فخر العزب 

 

يحمّل سكان مدينة تعز في اليمن السلطات المحلية مسؤولية تراكم القمامة داخل الشوارع والحارات، وما ينتج منها من انبعاث روائح كريهة وأضرار صحية وبيئية. وتتوسّع الكارثة البيئية للقمامة، ولا آمال كبيرة بتحسين الوضع

 

يعاني سكان مدينة تعز جنوب غربيّ اليمن من كارثة بيئية نتيجة تكدّس أكوام النفايات في مجاري السيول، مسبّبة انسدادها وانتشار الأمراض والأوبئة فيها، ما يؤثر سلباً بصحة السكان. 

 

كذلك تعاني المدينة من انسداد شبكة المجاري نتيجة أكوام القمامة، ما يؤدي إلى فيضانها في عدد من الشوارع، بينها شارع جمال عبد الناصر الرئيسي. 

 

ويتكاثر البعوض والذباب، وتنتشر أمراض مثل الكوليرا والملاريا في المدينة.

 

يقول عمار الطويل الذي يسكن في تعز لـ"العربي الجديد": "لا تُجيد السلطة المحلية في تعز إلا أخذ جبايات من المواطنين، ولا تقدم أي خدمات إليهم، وقد عجزت عن معالجة ملف النظافة في المدينة عبر تعيين خمسة مديرين لصندوق النظافة والتحسين بعد الحرب".

 

يضيف: "كنت أسكن في منطقة التحرير، وبسبب تراكم القمامة في مجاري السيول عانيت من انتشار الذباب والبعوض، وأصيب طفلي بالكوليرا، ما اضطرني إلى نقل مكان إقامتي. والمشكلة قائمة من دون علاج منذ سنوات، ويعاني منها المواطنون، وخصوصاً في موسم الأمطار".

 

وتوسعت ملامح الكارثة البيئية في تعز مع تراكم المخلفات في الشوارع والحارات في ظل عجز عمال القمامة عن رفع النفايات من الشوارع يومياً، وذلك رغم إعلان المدير العام لصندوق النظافة والتحسين، افتهان المشهري، أن عمال النظافة يرفعون 600 طن من المخلفات يومياَ.

 

وزاد الأضرار الصحية والبيئية استحداث أماكن لتجميع القمامة في مناطق قريبة من السكان خلال الحرب، بعدما بقي المكان الرئيس للتجميع غربيّ المدينة تحت سيطرة الحوثيين.

 

وجاء ذلك في ظل معاناة صندوق النظافة والتحسين من أزمات مالية وإدارية ونقص كبير في المعدات والعمال، نتيجة الحرب التي شهدت دخول الحوثيين تعز عام 2015، ونهبهم غالبية المعدات الخاصة بصندوق النظافة، من بينها شاحنات وبراميل جمع القمامة.

 

وقبل الحرب كان صندوق النظافة والتحسين في تعز يملك أكثر من 140 آلية نقلها مسلحو جماعة أنصار الله "الحوثيين" إلى منطقة الحوبان شماليّ المدينة الذي يسيطرون عليه، ولم يبقَ في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية سوى أربع آليات معطلة وعدد بسيط من الآليات المتهالكة التي أُصلِحَت بالتعاون مع منظمات دولية.

 

وحصل صندوق النظافة والتحسين خلال السنوات الماضية على بعض الدعم، لكن عدد الآليات حالياً لا يتجاوز 20، وهي تتعرض لأعطال مستمرة بسبب العمل الكثيف، ووصل بعضها إلى حال الهلاك، ولا يزال الصندوق في حاجة ماسة إلى أنواع عديدة من المعدات والآليات.

 

وقبل حرب عام 2015 كانت ميزانية صندوق النظافة والتحسين أكثر من 120 مليون ريال شهرياً (كان الدولار يساوي حينها 214 ريالاً في حين يبلغ سعره اليوم 2360 ريال). كذلك جعل انقسام السيطرة على المدينة الصندوق يفتقد أهم موارده نتيجة وجود مصانع كبيرة في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

ويقول مدير إدارة المشتريات والمخازن بصندوق النظافة والتحسين، وليد شمسان، لـ"العربي الجديد": "تفاوتت إيرادات الصندوق بين 130 و150 مليون ريال شهرياً، ووفرت الحكومة في عدن دعماً للأجور ومرتبات للعاملين الرسميين كل ثلاثة أشهر من دون أن يعني ذلك وجود دعم دائم من السلطة المحلية".

 

يضيف: "الإيرادات المطلوبة حالياً كي يستطيع الصندوق تنفيذ المهمات الموكلة له هي 500 مليون ريال شهرياً، خصوصاً في ظل ارتفاع قيمة الوقود وقطع الغيار، ويجب رصد مبالغ مناسبة لمعالجة مشكلة تدني مستحقات العاملين وتنفيذ حملات نظافة شاملة في كل أحياء المدينة".

 

ويشير شمسان إلى "عدم قدرة الصندوق على تحصيل موارده من الأسواق الموجودة في المدينة، بسبب سيطرة أشخاص نافذين عليه، وعدم تعاون السلطة المحلية والأجهزة الأمنية على ضبط المسببين لذلك، وعلى تحصيل الرسوم من الشركات التجارية المولدة للكهرباء، بحسب قانون تحصيل موارد الصندوق، وأيضاً عدم تعاون السلطة المحلية على تنفيذ قرار الحكومة بتحصيل رسوم الدعاية والإعلان".

 

وينعكس العجز في إيرادات صندوق النظافة والتحسين سلباً على الأداء، ما يسبب تراكم القمامة في الشوارع والأحياء، وأيضاً في عجز الصندوق عن فتح مجاري السيول التي تتراكم فيها القمامة. 

 

ويهدد ذلك بفيضان القمامة خلال موسم الأمطار، والتسبب بأمراض صحية وبيئية.

 

ويعاني صندوق النظافة والتحسين من تحديات تعيق عمله، وفي مقدمها عدم استقلاله مالياً وإدارياً، حيث لا يزال يرتبط بديوان عام المحافظة، ويواجه مشكلة الشحّ في المعدات وآليات النظافة، وعدم وجود كادر ميداني بشكل كافٍ، حيث يبلغ عدد الكادر الحالي 962 موظفاً بعدما كان 2425 قبل الحرب. ويحصل هؤلاء على مستحقات مالية لا تتناسب مع طبيعة الوضع الحالي في ظل الغلاء المعيشي وعدم وجود موارد كافية لمواجهة احتياجات النظافة اليومية.

 

ومن المشكلات التي يواجهها صندوق النظافة عدم وجود مكب قمامة يتناسب مع الكميات المنتشرة في الشوارع، حيث يُرفَع 600 طن يومياً من القمامة والمخلفات. 

 

واستُحدث بعد الحرب مكان لجمع القمامة وحرقها في منطقة الضباب جنوب غربيّ تعز في منطقة قريبة من السكان، حيث يجري التخلص من القمامة عبر حرقها، ما يسبّب انبعاث أدخنة وغازات تسبب، بحسب خبراء، كثيراً من الأمراض، وفي مقدمها الربو والسرطانات.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس