اجتماع مرتقب لـ"الرئاسي" عقب زيارة وزير الدفاع السعودي الى طهران .. هل يُحسم ملف الحوثي سلماً ام حرباً؟

السبت 19 ابريل 2025 - الساعة 02:15 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


كشفت معلومات وتصريحات رسمية عن اجتماع مُرتقب لمجلس القيادة الرئاسي في العاصمة السعودية الرياض ، في ظل التطورات المتسارعة في المشهد اليمني وتضارب المؤشرات حول ملامح اتجاه المرحلة القادمة للمشهد نحو الحرب ام التسوية.

 

وفي خطاب له السبت الماضي ، كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح عن اجتماع مرتقب للمجلس لاتخاذ ما اسماه "موقف سياسي من أي مبادرة دولية لتحرير اليمن من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية".

 

وفي خطابه ، دعا العميد طارق "الى تشكيل تحالف دولي للتخلص من انقلاب مليشيا الحوثي"، وهو خطاب يتسق مع التقارير الإعلامية الأمريكية المكثفة التي تتحدث عن وجود نقاش بين واشنطن والقوات التابعة للشرعية لشن هجوم بري ضد مليشيا الحوثي الإرهابية التي تتعرض لحملة جوية امريكية عنيفة من أكثر من شهر.

 

هذه التقارير التي تُشير الى وجود نوايا أمريكية لدعم تحرك بري ضد مليشيا الحوثي لاستثمار الضربات الامريكية المستمرة ضد المليشيا وانتزاع سيطرتها على جغرافيا شمال وغرب اليمن ، أو في حدها الأدنى انتزاع سيطرتها على الساحل الغربي بما فيه مدينة الحديدة وميناءها الحيوي.

 

الا أن أي تحرك عسكري على الأرض في المشهد اليمني بعيداً عن الرياض التي تقود ملف اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2015م يظل امراً صعباً حتى وأن كان برغبة أمريكية ، فالموقف السعودي الواضح حالياً هو في عدم الرغبة لعودة المعارك في اليمن بعد توقفها جراء الهدنة الأممية التي أعلنت قبل 3 سنوات.

 

هذا الموقف يعود الى غياب الثقة لدى صانع القرار السعودي من النوايا الامريكية تجاه الملف اليمني بالنظر الى التجربة القاسية التي مرت بها الرياض خلال سنوات الحرب السبع (2015-2022م) قادت فيها التحالف الداعم للشرعية ، وكان موقف واشنطن متخاذلاً بشكل واضح.

 

الا أن الرياض تُدرك في الوقت ذاته التوجه الأمريكي الحالي في الضربات ضد مليشيا الحوثي في اليمن باعتبارها رسالة تهديد وتخويف ضد إيران لإجبارها على الرضوخ لتسوية حول برنامجها النووي ونفوذها بالمنطقة ، ما يعني احتمالية ان تدفع واشنطن نحو عمل عسكري بري دون الأخذ بعين الاعتبار مخاوفها من تداعيات الأمر.

 

وفي هذا السياق ، أتت التحركات اللافتة التي قام بها وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الذي يتولى الملف اليمني ، بزيارة أواخر فبراير الماضي الى واشنطن عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنصيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية اجنبية.

 

الزيارة التي التقى فيها بن سلمان مسئولين أمريكيين على رأسهم نظيره الأمريكي رافقه فيها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ، ما يؤكد حضور الملف اليمني بقوه في هذه الزيارة.

 

اصطحاب السفير آل جابر ، تكرر مع الزيارة غير المسبوقة التي قام بها الوزير بن سلمان الى طهران الخميس، والتقى اليوم بكبار قيادات النظام الإيراني على رأسهم المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي ، وسلمه رسالة خطية من الملك سلمان بن عبدالعزيز.

 

وفي حين لم يُفصح الاعلام الرسمي في طهران او الرياض عن مضمون هذه الرسالة ولم يتم أيضاً تسريب مضامينها للإعلام ، الا أن المتغيرات والتطورات التي تعيشها المنطقة ومنها اليمن ، يمكن لها ان تتوقع مضامين الرسالة.

 

فاللقاء والرسالة تزامنا مع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن الرئيس الامريكي ترامب تخلى عن دعم ضربة إسرائيلية كان مخططا لها في شهر مايو القادم على مواقع نووية إيرانية لصالح التفاوض على اتفاق مع طهران.

 

وهو ما يُرجح ان تكون الرياض دخلت على خطة الوساطة بين طهران وواشنطن لمنع فشل المفاوضات بين الطرفين وتنفيذ واشنطن لتهديدها بتدمير البرنامج النووي وتداعيات ذلك على المنطقة وهو ما تخشى منه دولها وعلى رأسها السعودية.

 

وليس ذلك وحدة ما تسعى اليه الرياض في مهمة الوساطة ، في الى جانب ضمان أمن المنطقة ، تُدرك الرياض ان تطورات الأحداث تُشكل فرصة مناسبة لانتزاع تنازلات من طهران بالتخلي عن سياسية في تهديد المملكة وإحاطتها بالمليشيا وخاصة في خاصرتها الجنوبية اليمن ، عبر مليشيا الحوثي.

 

حيث تدرك الرياض ان خطر المُسيرات والصواريخ التي تخشاها بيد الحوثي هي في الحقيقة بيد عناصر الحرس الثوري الإيراني وان أوامر اطلاقها تأتي من طهران وليست من صعدة ، ما يعني ان ارغام طهران بالتخلي عن الحوثي يمهد الطريق امام الرياض لحسم الأمر مع الأخير بدون معركة.

 

وفي حالة فشل المساعي مع طهران ، فان الرياض ستكون خالية من أي أعباء او التزامات تجاه الأخيرة وتجاه ذراعها في اليمن في مواجهة الإدارة الامريكية ، ويمكن للمملكة دعم او حتى التغاضي عن أي تحرك عسكري بري على الأرض من قبل حلفاءها في الشرعية بدعم امريكي.

 

النتيجة من الرسالة السعودية الى إيران ، ربما تتضح معالمها في اجتماع مجلس القيادة الرئاسي الذي دعت له الرياض ، وتقول مصادر ومعلومات انه سيعقد غد الأحد لمناقشة خيارات التعامل مع التطورات في المشهد وما تتعرض له المليشيا من ضربات أمريكية عنيفة عسكرياً واقتصادياً باتت تهدد وجودها بشكل حقيقي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس