شهدت مديرية بني مطر، إحدى أكبر مديريات محافظة صنعاء، رفضاً شعبياً واسعاً لدعوات جماعة الحوثي للتظاهر تنديداً بالضربات الجوية الأميركية الأخيرة، التي استهدفت منشأة صناعية مرتبطة بأحد قيادات الجماعة.

ورغم المحاولات المتكررة لحشد السكان، فإن التجاوب الشعبي كان شبه معدوم، ما دفع الحوثيين إلى استخدام أساليب الإكراه والضغط، وفقاً لمصادر محلية مطلعة، من بينها اللجوء إلى التهديد والخطف لإجبار المواطنين على الحضور في فعالية أطلقت عليها الجماعة اسم "وقفة احتجاجية".

وأفادت المصادر بأن الجماعة اعتمدت على شخصيات موالية لها لإجبار الأهالي على الحضور، عبر فرض مشاركة إلزامية شملت أصحاب محلات تجارية وباعة في بعض مناطق المديرية، مثل المساجد ومتنه. وأضافت أن هذه التحركات تأتي في إطار سعي الجماعة لإظهار امتلاكها قاعدة دعم جماهيرية، فيما يرى السكان أن ذلك مجرد محاولة لشرعنة استمرار التصعيد العسكري والترويج لأجندة سياسية وإعلامية.

وتُعد مديرية بني مطر من أكثر المناطق تضرراً من ممارسات جماعة الحوثي في ريف العاصمة، إذ تتعرض منذ سنوات لسلسلة من الانتهاكات المتواصلة شملت المصادرة القسرية للأراضي، وحملات دهم واعتقالات، بالإضافة إلى فرض فعاليات طائفية وعسكرية على السكان بالقوة.

وبحسب ما رصدته مصادر إعلامية ومحلية، فإن السكان أعربوا عن استيائهم من استمرار تلك الانتهاكات، ورفضهم المشاركة في أي فعاليات تخدم مشروع الجماعة، مؤكدين أن الأولوية بالنسبة لهم هي استعادة حقوقهم المنهوبة، ووقف الممارسات القمعية التي تطال أبناء المنطقة.

الجدير بالذكر أن الجماعة كانت قد اعتقلت في وقت سابق عدداً من وجهاء وأهالي المنطقة، على خلفية تحرك احتجاجي سلمي للمطالبة بوقف الاستيلاء على ممتلكاتهم، في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين السكان المحليين والميليشيا المسيطرة.