كشف خطاب لرئيس المجلس السياسي للمليشيا الحوثي مهدي المشاط عن مخاوف المليشيا من تداعيات الضربات الأمريكية والحديث عن شن قوات الشرعية عملية عسكرية ضد المليشيا.

وبثت المليشيا الحوثي مساء اليوم كلمة القاها المشاط خلال ترأسه اجتماعاً لقيادات المليشيا العسكرية والأمنية والسلطات القضائية والحكومة التابعة للمليشيا.

وظهر واضحاً في المشاهد والصور التي بثتها المليشيا للاجتماع بأنه عُقد في موقع سري وتحت الأرض ، ما يعكس خوف قيادة المليشيا الحوثية من الملاحقة والاستهداف من قبل الطيران الأمريكي.

ولنفي هذه الصورة ، كرر المشاط في خطابه التأكيد على فشل الضربات الأمريكية المستمرة منذ أكثر من شهر على المليشيا الحوثي ، وزعم بأنها لم نتضرر بنسبة 1 بالمائة على المستوى العسكري.

 وفي حين زعم المشاط بان المليشيا تمكنت من اخراج حاملة الطائرات الامريكية "ترومان" عن الخدمة ، قال بان الضربات التي تتلقاها المليشيا تأتي من القاذفات الاستراتيجية ومن "أماكن أخرى"، قال بأن المليشيا ترصدها.

المشاط تحدث بشكل غير مباشر عن التقارير الامريكية التي تتحدث عن دعم أمريكا لشن قوات الشرعية عملية برية ضد مليشيا الحوثي وإقناع السعودية وعدد من الدول بالمشاركة فيها.

حيث وصفها بأنها محاولة أمريكية لتخويف الدول من خطر جماعة الحوثي ، معلقاً بالقول :نحن هنا نؤكد أننا لا نشكل خطر على أحد إلا على الإسرائيلي والأمريكي ، حسب قوله.

اللافت في خطاب المشاط كان محاولته مغازلة قوى الشرعية، فرغم التقارير التي تتحدث عن نوايا القوات التابعة للشرعية شن عملية برية بدعم امريكي الا أن خطاب المشاط خلى من أي رسائل تهديد لها.

واكتفى المشاط بالتعبير عن أمله "في ألا يتورط أحد في هذه المعركة" ، بل ان خطاب المشاط الذي خلى من وصف خصوم المليشيا بالمرتزقة ، استخدم لأول مرة مصطلح "الشرعية" لوصفهم ، حيث قال بأن "هذه المعركة لا عنوان لها لا مسلم يقتل مسلم، ولا شرعية ولا شيء، الآن يهودي ومسلم".

الا أن خطاب المشاط أظهر بشكل واضح مخاوف المليشيا من احتمال تفجر الأوضاع من داخل مناطق سيطرة المليشيا ، حيث كرر في خطاب التشديد على أن الأجهزة الأمنية "على يقظتها العالية ورصدها لكل من يتورط بهذه المعركة" ، مؤكداً :" سنكون صارمين".

الضمان كشفاً ضمنياً وجود محاولات شراء ولاء لشخصيات وقيادات داخل مناطق سيطرة المليشيا قال بأن أجهزة المليشيا الأمنية "مطلعة على كثير من المحاولات"، موجهاً شكره الى من اسماهم بـ " الشرفاء الرافضين الداعسين للدولار وللريال وللدرهم مقابل شرف الموقف وعدالة القضية".

ورغم ذلك، حث المشاط أجهزة الأمن التابعة للمليشيا "بأن تكون صارمة" ، كما شدد المشاط على أجهزة القضاء التابعة للمليشيا "أن تحقق قضاء عادلا وسريعا، لكل من يتورط في هذه المعركة".

وفي إقرار الى توجه مليشيا الحوثي للضغط على القبائل في مناطق سيطرتها خوفاً من أي تواصل مع الشرعية ، حيث زعم وجود "تحرك لكثير من القبائل لعمل وثيقة شرف قبلي"، محذراً في الوقت ذاته بأن عقوبة الأمر في القانون والدستور "الإعدام".