ارتباك في التصريحات الرسمية يثير القلق.. عدن تواجه خطر الحميات وسط صمت حكومي
الاثنين 21 ابريل 2025 - الساعة 06:15 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

أثار تباين التصريحات الرسمية بين قيادات صحية رفيعة تساؤلات واسعة حول شفافية الجهات المختصة ومدى استعدادها لمواجهة الوضع الصحي المتدهور، في ظل تصاعد حالات الإصابة والوفاة جراء الحميات في العاصمة المؤقتة عدن.
فقد أدلى مدير مكتب الصحة بعدن، الدكتور أحمد مثنى البيشي، بتصريحات حاول من خلالها تهدئة الرأي العام، نافياً وجود أي مؤشرات على تفشي أوبئة خطيرة.
وأكد أن الوضع "تحت السيطرة" استنادًا إلى البلاغات الرسمية فقط، معتبرًا ما يُتداول حول انتشار الحميات نوعًا من "التهويل الإعلامي" غير المدعوم بأدلة علمية دقيقة.
لكن المفارقة جاءت من داخل الجهة ذاتها، حيث صرح مدير إدارة الترصد الوبائي في عدن، الدكتور مجدي سيف الداعري، ببيانات مغايرة تمامًا، أشار فيها إلى تسجيل أكثر من 50 ألف حالة اشتباه بالملاريا وألف إصابة مؤكدة بحمى الضنك منذ بداية العام، فضلًا عن 12 حالة وفاة، خمسٌ منها سُجلت في مديرية البريقة فقط.
وأكد الداعري أن ارتفاع معدلات الإصابات يعود إلى عوامل واضحة تشمل الكثافة السكانية، العشوائيات، وتدهور البنية التحتية، مشددًا على أن فرق الترصد تنفذ نزولات ميدانية يومية لمحاولة الحد من تفشي الأمراض.
هذا التضارب الصارخ بين نفي المدير العام وتأكيد مدير الترصد يعكس، وفق مراقبين، حالة من التخبط المؤسسي وغياب التنسيق داخل قطاع الصحة، الأمر الذي يفاقم من خطورة الأزمة بدلًا من احتوائها أو طمأنة المواطنين.
ويرى مراقبون أن الاعتماد الحصري على البلاغات الرسمية، كما جاء في بيان مكتب الصحة، لا يعكس الصورة الحقيقية على الأرض، خصوصًا في ظل ضعف القدرة على الوصول للخدمات الصحية لدى شرائح واسعة من السكان.
وفيما تتزايد التحذيرات من اتساع رقعة انتشار الحميات، تتعالى الأصوات المطالِبة بمزيد من الشفافية، وإجراءات استباقية جدية، بعيدًا عن لغة التطمينات التي لا تستند إلى الواقع، في ظل ما تشهده عدن من هشاشة في النظام الصحي وتزايد الضغط الناتج عن موجات النزوح وسوء الخدمات.