رغم التطورات العسكرية في المشهد اليمني بمواصلة الحملة الجوية الامريكية ضد المليشيا الحوثية وما تشهده المناطق المحررة من تدهور في الخدمات والاقتصاد ، لا يزال الجمود مُخيماً على أداء الشرعية وتفاعلها مع هذه التطورات.

جمودٌ يتجلى في غياب اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي منذ اكثر من 3 أشهر ونصف نتيجة تفاقم الصراع والتباينات بين رئيس وأعضاء المجلس حول ملفات عديدة ، وغياب التوافق بشكل تام داخل المجلس.

مشهد التفكك والشتات الذي يعاني منه مجلس القيادة الرئاسي والمشكلة مناصفة بين حلفاء الرياض وحلفاء ابوظبي ، وصل الى داخل الفريق الأول ، وكشفته اللقاءات الأخيرة التي قام بها التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في العاصمة السعودية الرياض.

التكتل الذي يرأسه رئيس مجلس الشورى احمد عبيد بن دغر ، اجرى اليوم الأربعاء في الرياض لقاءين منفصلين لرئيسه واعضاءه مع عضوي مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة وعبدالله العليمي.

في مشهد يُثير الاستغراب من عقد لقاءين منفصلين للتكتل مع عضو المجلس المتواجدان في ذات المدينة (الرياض) ، كما يُثير الاستغراب من عدم حضورهما (العرادة والعليمي) اللقاء الذي كان التكتل قد عقده مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الأربعاء الماضي.

هذه اللقاءات المنفردة لتكتل "بن دغر" مع رئيس وعضوي مجلس القيادة الرئاسي وهم من ذات الفريق المحسوب على السعودية يعكس من ناحية حجم التفكك الذي بات يعاني منه مجلس القيادة ومن ناحية أخرى مشهد العبث السياسي الذي يدور حالياً في الرياض.

هذا العبث عبر عنه بشكل جلي تكتل "بن دغر" ذاته في اجتماعه الأخير الذي عقده الأحد في الرياض ، وقال بأنه "اجتماع هام ، خُصص لمناقشة مستجدات المشهد الوطني وتحديد خطوات العمل للمرحلة المقبلة".

وخرج الاجتماع – وفق الخبر الرسمي  - بإقرار المجلس تشكيل لجنة من ذوي المعرفة الخبرة تتولى إعداد تصور شامل لمرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب الحوثي، في خطوة فجرت موجة واسعة من السخرية لدى الناشطين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

فحديث تكتل "بن دغر" عن مرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب الحوثي ، يفضحه واقع الشرعية وجمودها المريب تجاه كل التطورات التي يعيشها المشهد اليمني والاجماع لدى اليمنيين من الفرصة السانحة لهزيمة مليشيا الحوثي بعد التطورات الإقليمية والهزائم التي مُني بها مشروع إيران بالمنطقة وصولاً الى ما تتعرض له المليشيا الان من ضربات أمريكية عنيفة.

بل أن جمود الشرعية يأتي رغم تفاقم الأزمات التي تعاني منها المناطق المحررة من انهيار متسارع للعملة وللخدمات ، في موقف يجعل من حديث تكتل "بن دغر" عن مرحلة ما بعد الحوثي اشبه بكوميديا سوداء.