اليمنيون يئنون بسبب مغامرات الحوثي غير المحسوبة والقصف الإسرائيلي
الثلاثاء 06 مايو 2025 - الساعة 07:31 مساءً
المصدر : الرصيف برس - العين الإخبارية

يتكبّد اليمنيون خسائر فادحة نتيجة مغامرات الحوثي غير المحسوبة، التي استدعت ضربات إسرائيلية دمّرت أهم منشآت البلاد الحيوية.
فالغارات الإسرائيلية التي استهدفت أرصفة ميناء الحُديدة وأخرجته عن الخدمة، ودمّرت مصنع أسمنت باجل وخزانات الوقود، لم تؤثّر مباشرة على مليشيات الحوثي، بل دفع ثمنها أكثر من ٥ آلاف عامل وموظف في المنشأتين، الذين باتوا مهدّدين بالبطالة بعد فقدان أعمالهم.
ووفقًا لمصادر في ميناء الحُديدة، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية أرصفة الحاويات والبضائع، إذ تضرّر الرصيف رقم ٥ كليًا، فيما تضرّرت باقي الأرصفة جزئيًا، مما أخرج الميناء عن الخدمة.
مغامرة بلا بُعد سياسي
يرى مراقبون ومحللون أن مقدّرات الشعب اليمني هي الخاسر في معادلة الاشتباك بين مليشيات الحوثي وإسرائيل، التي تلجأ لقصف المصالح الخدمية التي يستغلها الحوثيون بشكل مزدوج، مدنيًا وعسكريًا.
في المقابل، اعتبر المحللون أن قصف الحوثي لأهداف إسرائيلية "مغامرة بلا بُعد سياسي"، كونها غير مكترثة لأي تبعات يتضمّنها الانتقام الإسرائيلي بحق المدنيين اليمنيين والبنية التحتية في البلاد.
هذا ما أكّده المحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي، بأن "مليشيات الحوثي لا تقوم سوى بالمتاجرة بقضية فلسطين"، مشيرًا إلى أن هذه المليشيات ستجلب الخراب والدمار لليمن في مغامرات بلا بُعد سياسي.
وقال المدي لـ"العين الإخبارية" إن الحوثي "لا يهتم كم منشأة دمّرها أو فجّرها هو، أو دمّرتها أمريكا وإسرائيل، وكم مواطنًا كان ضحيةً لحماقاته التي يريد من خلالها تحويل البلد ومقدّراته إلى ركام وتشريد الشعب، وتحويل مقدّراته إلى بنك أهداف لإسرائيل وغيرها".
وأكّد أن "القصف الإسرائيلي يمدّ مليشيات الحوثي بالحياة، كون الثابت في سياسة هذه الجماعة أنها لن تعيش بدون حروب، وكلما كانت النتائج دمارًا؛ استبشرت المليشيات واستعدّت لدمار قادم وحروب متوالية".
هروب إلى الأمام
ويأتي الرد الإسرائيلي على مليشيات الحوثي في وقت يتم الحديث فيه في الداخل اليمني عن هجوم بري لتحرير البلاد من قبضة هذه المليشيات المدعومة إيرانيًا.
من جانبه، يرى المحلل السياسي اليمني، باسم الحكيمي، أن "الهجمات الحوثية على مطار بن غوريون هي هروب حوثي إلى الأمام لتجنّب الهزيمة على الأرض، بحيث تربط المليشيات أي تحرّك ضدها بأنه مدعوم إسرائيليًا".
وأكّد الحكيمي لـ"العين الإخبارية" أن الاشتباك الأخير بين مليشيات الحوثي وإسرائيل يشير إلى أن "النار سوف تشتعل في مساحات واسعة من اليمن"، معتقدًا أن إسرائيل قد "توسّع بنك الأهداف ليشمل استهداف قيادات حوثية والبنية الاقتصادية التحتية التابعة للمليشيات المدعومة إيرانيًا".
وأوضح أن "الحوثيين يستفيدون من هذا الاشتباك لرفع أرصدتهم السياسية وسط الحواضن الشعبية بزعم نصرة القضية الفلسطينية، فضلًا عن استغلال الحرب مع إسرائيل كشماعة لإسكات الأصوات المعارضة لهم في مناطق الانقلابيين شمال اليمن".
وكانت الحكومة اليمنية قد اعتبرت القصف الإسرائيلي في ميناء الحُديدة ومصنع باجل للأسمنت "مأساة جديدة تُضاف إلى سلسلة الكوارث التي جلبتها مليشيات الحوثي لليمن واليمنيين، ولا يمكن فصلها عن سلسلة المغامرات العسكرية والعدائية التي نفّذتها في البحر الأحمر وخارجه".